موسكو تطالب بتحقيق مستقل وموضوعي في تحطّم «الماليزية»
قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته بشأن تحطم الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا، الذي أدى إلى مقتل 298 شخصاً كان معظمهم من مواطني هولندا.
وذكر المكتب الإعلامي للكرملين يوم أمس، أن رئيس الدولة شدد أن الكارثة التي وقعت شرق أوكرانيا الخميس، تؤكد من جديد ضرورة تسوية الأزمة الحادة في هذا البلد سلمياً بأسرع وقت ممكن، مطالباً بإجراء تحقيق موضوعي ومستفيض في كل ملابسات الحادث.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم في وقت سابق التعازي الى رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق في كارثة طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الماليزية، والتي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا. وطلب بوتين من عبد الرزاق إبلاغ تعازيه إلى ذوي الضحايا وأقربائهم.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستصر على إجراء تحقيق مستقل وشفاف وموضوعي في تحطم طائرة «بوينغ-777» الماليزية.
وقال لافروف أمس، :إن «موسكو مستعدة للمساهمة في هذا التحقيق، وإن كان أكد على حق سلطات الدولة التي وقع الحادث على أراضيها في أن تكون صاحبة المبادرة بهذا الشأن»، مضيفاً: أن «بلاده أعربت عن استعدادها لتقديم كل المساعدة، وخصوصاً اللوجستية في حال الضرورة، للتحقيق في حادث تحطم الطائرة الماليزية».
وتابع لافروف قائلاً :»إنه من المتوقع أن يجرى مؤتمر جديد عبر الفيديو لمناقشة مسألة الهدنة بين السلطات الأوكرانية وممثلي «الدفاع الشعبي» شرق البلاد».
وأضاف لافروف: أن «الهدنة تزداد أهمية الآن على خلفية الكارثة والتحقيقات الجارية التي يجب أن تشمل مساحة واسعة من الأراضي». وقال: «آمل بأن تسمح هذه المأساة بتنحية الطموحات السياسية جانباً».
وفي السياق، دعا مجلس الأمن الدولي أمس إلى إجراء تحقيق دولي دقيق في ملابسات تحطم طائرة «بوينغ – 777» المدنية التابعة للخطوط الجوية الماليزية في الاراضي الاوكرانية.
وفي بيان صادر عن المجلس دعت الدول الأعضاء فيه إلى اجراء «تحقيق شامل ودقيق ومستقل» في الحادث. كما أشار البيان إلى «ضرورة منح المحققين حق الوصول إلى مكان الكارثة لتحديد سبب تحطم الطائرة».
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تاتيانا بايفا أمس، «أن 30مراقباً للمنظمة وصلوا إلى مكان تحطم الطائرة الماليزية جنوب شرق أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أشار ممثل عن المنظمة إلى أن «مهمّة المراقبين تتلخص في تأمين الحضور الدولي في مكان الكارثة حتى وصول الخبراء الجويين إلى هناك». مضيفاً: أن المراقبين «سيقومون بجمع المعلومات ومتابعة الوضع في مكان الحادث».
وأكد نائب الرئيس الأميركي جون بايدن إثر مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أن «كييف قبلت مساعدة أميركية للتحقيق في الحادث، وأن مجموعة خبراء أميركيين سينطلقون قريباً جداً لتحري أسباب الحادث».
وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة الماليزية: إن «طاقم الطائرة المتحطمة لم يطلق إشارة تحذير أو استغاثة» في إشارة إلى إمكان سقوطها المفاجئ، وإن «بلاده لا تستطيع حالياً البتّ في أسبابه، «لكن إذا ثبت أن الطائرة قصفت فسوف نسعى لأن يمثل جميع المتهمين في هذه المأساة أمام القضاء». وأعلن رزاق أن «بلاده أرسلت مجموعة من خبرائها إلى أوكرانيا للتحقيق في أسباب الحادث».
وأكد الأمين العام لحلف الناتو فوغ راسموسن أن «عدم الاستقرار في أوكرانيا شكل وضعاً خطيرا أدى بدوره إلى سقوط الطائرة الماليزية»، وقال:» ثمة الكثير من الغموض حول ظروف الحادث»،وداعيا في الوقت نفسه إلى «الإسراع ومن دون تأجيل بإجراء تحقيق دولي ومعاقبة المتهمين».
أما الإدارة الأميركية فيبدو أنها حسمت نتائج التحقيق بشكل مسبق لجهة أن الطائرة قد قصفت بصاروخ من الأرض، وهي الآن «تبحث عن الفاعل»، إذ قال غوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض:» الاستخبارات الأميركية تقول إن الطائرة الماليزية أسقطت فوق أوكرانيا، لكن أوضحت أنها لا تملك معلومات عن الجهة التي قامت بذلك».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مسار الطائرة الماليزية المتحطمة في شرق أوكرانيا يقع في مرمى الأنظمة الصاروخية للدفاع الجوي الأوكراني.
وأوضح المكتب الصحافي للوزارة أن «جزءاً من مسار الطائرة ومكان تحطمها يقعان في مرمى اثنتين من بطاريات الصواريخ «أس – 200» للدفاع الجوي الأوكراني و3 أنظمة من طراز «بوك – أم 1».»
وأضافت الوزارة أن «الوسائل التقنية الروسية رصدت في 17 تموز عمل محطة رادار «كوبول» الخاصة ببطاريات صواريخ «بوك» المنتشرة قرب بلدة ستيلا 30 كلم جنوبي دونيتسك».
وأشارت الوزارة الروسية إلى أن «المواصفات الفنية للنظام الصاروخي «بوك» تسمح لها بتبادل المعلومات عن الأهداف الجوية بين بطاريات كتيبة واحدة من هذه النظام».
وأكد الخبير العسكري ورئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني» إيغور كوروتشينكو، أن الطائرة الماليزية المنكوبة «بوينغ-777» اسقطت بواسطة الدفاعات الجوية الأوكرانية، وبالتحديد بواسطة منظومة «بوك – واحد» المتوفرة لدى القوات الأوكرانية، وقال: «أفراد قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك لا يملكون منظومات أو أسلحة تمكنهم من إصابة أهداف على هكذا ارتفاعات»، مضيفاً، أن «كييف أقدمت على القيام بجريمة بسماحها لطائرة مدنية بالعبور فوق مناطق تجري فيها عمليات عسكرية.
وكانت فرق الانقاذ عثرت على الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية وجثث 181 شخصاً من أصل 298 كانوا على متنها لحظة تحطمها فوق دونيتسك شرقي أوكرانيا.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية يوم أمس، أنه تم العثورعلى 181 جثة من ضحايا الحادث في شرق أوكرانيا، حيث أشار مسؤول في الوزارة أن الجثث سنتقل الى مدينة خاركوف، حيث ستجري عملية الفحص الطبي.
من جانبه ،أعلن ألكسندر بوروداي رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» إنشاء لجنة لتنسيق كافة الأعمال المتعلقة بالتحقيق في تحطم الطائرة الماليزية، مشيراً الى أن هذه اللجنة ستتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وأهالي الضحايا.
يشار إلى أن الطائرة الماليزية من طراز «بوينغ- 777» كانت تنفذ رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور تحطمت يوم الخميس 17 تموز فوق مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل 298 شخصاً، بينهم 154 هولنديا، 27 أسترالياً، و23 ماليزياِ، و11 إندونيسياأ، و6 بريطانيين، و4 ألمان، ومثلهم من البلجيكيين و3 مواطنين فلبينيين وكندي، فيما يجري تحري جنسيات باقي الركاب.