أدونيس
جوزفين ديب
ليس عندي الكثير لأقوله عنه. لا كلام يختصره .أدونيس، الشرس والطفل في آن معاً.
أدونيس، أيقونة العمل الحزبي. طالما تناقشنا في الفكر والعقيدة والسياسة والحب والصداقة والجمال والطبيعة… وطالما فكرت في سرّي، أنّ أدونيس ورفاقه القوميّين، اختلفت أم اتفقت معهم، هم أكثر الأوفياء لقضية أرض يحملونها. يقاتلون من أجلها بصلابة وبحسرة الكثير من القلق من واقع سياسي لا ينصفهم. يقاتلون رغم ذلك، يقاتلون ويسقطون من أجل الأرض لا من أجل السماء. ينظرون إلى السماء ببسمة المنتصر عليها. ينظرون إلى الأرض فيجدون فيها قضيتهم الوحيدة.
لا شك أنّ ادونيس حلم بهذه اللحظة. لحظة سقوطه شهيداً في سورية التي أحبّها وعاش من أجلها. مشى إليها بخطى ثابتة من دون الوقوع في لحظة شكّ واحدة. أما نحن، فليس لنا إلا أن نلتقط قليلاً من ذلك الحبّ الكبير الذي أغرقنا فيه أدونيس برحيله.
نم قرير العين يا صديقي، سنظلّ نبحث عنك في شوارع الحمرا، وفي كعكة الزعتر، وفي فنجان الشاي، وفي رائحة المطر… أملاً بأن نصل إلى النصر الذي تريده، يوماً ما.