المناضل الشامل
حمزة الخنسا
وأنت تمشي خلف نعش الشهيد أدونيس نصر، تتزاحم الصور في رأسك، وتتسابق الأفكار وتتدافع الذكريات. وأنت تمشي خلف نعش «آدو»، مُحاطاً بالرفاق والأصدقاء، ووسط هتافات الخلود لسعاده والولاء لسورية، لا يمكن للانكسار أن يجد طريقه إليك.
في هذه اللحظة بالذات، ينقطع الوصال مع الزمان والمكان، وينحصر التفاعل مع دفق الذكريات المصاحب بصورة واحدة تلفّ الأرجاء، كيفما تتلفت، صورة أدونيس وكلماته عن سورية والشهادة.
في عرس الشهيد أدونيس، تجمّع المقاومون وتوحّدوا، تماماً كما أحبّهم أن يكونوا في حياته، وبين زخّات رصاصات المواجهة مع «يهود الداخل»، في مدن سورية وقراها وحاراتها.
من يعرف أدونيس نصر، كان ينتظر خبر استشهاده، كان يعرف أنّ «القومي» النموذجي لا يمكن أن يختم حياته إلا شهيداً. من يعرف «آدو» النشيط و«الشامل»، يدرك أنّ الشهادة ستكون اكتمال عقد نضاله: مقاوم… فجريح.. فشهيد.
اليوم ودّعنا أدونيس نصر مُكللاً بوسام الشهادة. ونحن، وإن يحزننا فراقه، وتبكينا خسارة صفاته، إلا أنّ عزاءنا يبقى في دمائه التي زادت جذوة المقاومة لهيباً واشتعالاً… وخلوداً لسوريانا.