كاسك يا نصر…
صوفيا الخوري
من المستحيل ألا يعرف المرء أدونيس. فهو الذي عهدت رؤيته عند كلّ مناسبة. هو الحاضر الدائم عند كلّ واجب. هو الوجه اللطيف المألوف الذي يظهر كلما رفرفت زوبعة في مهرجان، وكلما ارتفع شهيد في معركة، وكلما احتاج رفيق أو صديق إلى سند. كنت أراه، أعرفه قبل أن أتعرّف إليه، إلى أن كان اللقاء في دار «فكر». يومها عرفته عن قرب، رجلاً شغوفاً بالقراءة والفن، حضوره في الدار يبعث روحاً في الكتب المصفوفة على الرفوف. لن يكون لتلك الدار الطعم نفسه من دونه. ولأنه يؤمن بأنّ كلّ ما فينا من الأمة وللأمة، ذهب إلى الشام مُقاتلاً بالكلمة والصورة، ناقلاً الحدث إلى أن أصبح هو الحدث…
أدونيس استعجل العرس من دون دعوات ولكنّ الجميع حضر. فمن لا يعرف أدو؟ ومن أكثر منه يليق به شرف الموت من أجل قضية؟ نحن أمة لا تهوى النحيب ولا تبكي الشهداء… أيها الشهيد، سنذكرك دائماً وسنشرب نخبك عند كلّ انتصار… كاسك يا نصر..