الغرب ينصح أردوغان… فهل يتّعظ؟!
ما زالت السياسات التي يبادر إليها السلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان، محطّ انزعاج حلفائه قبل أعدائه أو خصومه. لا سيما سياسته إزاء سورية، ودعمه الإرهاب، ورفضه وقف الاعتداء على المواقع الكردية.
في هذا الصدد، تناولت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية السياسة التركية حيال الأزمة السورية. ويلخّص عنوان زاوية الرأي «على أردوغان أن يخضع سياسته السورية لحسابات الواقع» ما يحمله المقال من نقد لسياسة رئيس تركيا حيال الأوضاع في سورية. وتقول الصحيفة إن التفجير الذي وقع في أنقرة يوم الاربعاء الماضي وأودى بحياة العشرات يظهر كيف أن تركيا بدأت تغرق في دوامة العنف التي تعصف بجارتها الجنوبية سورية.
أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فأشارت إلى فشل سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال سورية. وأكدت أنّ أردوغان لو واصل انتهاج الاستراتيجية العسكرية ضدّ سورية، فإنه سيقضي على نفسه وعلى تركيا. مضيفة أنّ أنقرة بإشهارها السلاح تطيل الوصول إلى التسوية السلمية في سورية.وأعربت الصحيفة عن اعتقادها، أنّ الوضع في سورية يذكّر بطاولة الشطرنج ثلاثية الأبعاد التي يتحكم بها اللاعبون من دون قواعد.
الكاتب التركي قدري غورسيل بدوره قال إن ما تتعرض له تركيا من هجمات إرهابية، هو نتيجة لسياسة رجب أردوغان الخاطئة تجاه سورية. وفي مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، قال الكاتب إنّ أردوغان اعتمد منذ بداية الأزمة في سورية سياسة الباب المفتوح للإرهابيين حول العالم وأنشأ طريقاً سريعاً لهم عبر تركيا إلى سورية، وهذا الطريق أصبح منذ فترة يعمل في كلا الاتجاهين، حيث سمح لهؤلاء الإرهابيين بالدخول إلى سورية والخروج منها بلا قيود، واستخدام الأراضي التركية كقاعدة، وسمح هذا العمق الاستراتيجي للاندماج بين الإرهابيين في العراق وسورية ما أدّى إلى ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في البلدين.
وأضاف الكاتب أنّ تنظيم «داعش» لم يكن قادراً من دون هذا العمق الاستراتيجي على السيطرة على الموصل في حزيران 2014، ولا ضمّ الإرهابيين من المغرب العربي وأوروبا.
«فايننشال تايمز»: على أردوغان أن يُخضع سياسته حيال سورية لحسابات الواقع
خصّصت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية زاوية الرأي الخاصة بها لتناول السياسة التركية حيال الأزمة السورية. ويلخّص عنوان زاوية الرأي «على أردوغان أن يخضع سياسته السورية لحسابات الواقع» ما يحمله المقال من نقد لسياسة رئيس تركيا حيال الأوضاع في سورية.
وتقول الصحيفة إن التفجير الذي وقع في أنقرة يوم الاربعاء الماضي وأودى بحياة العشرات يظهر كيف أن تركيا بدأت تغرق في دوامة العنف التي تعصف بجارتها الجنوبية سورية.
وتذكّر الصحيفة قراءها بأن أردوغان قد تنبّأ عام 2011 بأن «الانتفاضة الشعبية في سورية ستسقط نظام الرئيس» وهي النبوءة التي ثبت عدم صحتها بحسب الصحيفة.
فسورية ـ والحديث لا يزال لـ«فايننشال تايمز» ـ يتنازع السيطرة على أراضيها أكثر من جهة ومن بينها الجهاديون الذين يسيطرون على نصف أراضيها.
وترى الصحيفة أن سعي أردوغان إلى إسقاط نظام بشار الأسد أدّى إلى أن تمسي تركيا ممراً للجهاديين الذي يقصدون سورية في وقت تدخّلت روسيا لدعم الأسد.
وتحذّر الصحيفة من أن الحديث عن إرسال تركيا قوات برّية إلى سورية قد يجرّ حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة عسكرية مع روسيا.
وتختم الصحيفة المقال بالقول إنه يجب على واشنطن أن تطمئن أنقرة حيال أهمية الدعم الأميركي للأكراد في سورية في المواجهات ضدّ تنظيم «داعش» الذي تراه «فايننشال تايمز» الخطر الأكبر في المنطقة.
لكن الصحيفة تعود وتقول إنه يجب على الرئيس الأميركي أيضاً أن يحدّ من التطلعات الانفصالية لحلفائه الأكراد لكي تطمئن أنقرة.
«إندبندنت»: أردوغان هُزم في سورية والهجوم العسكري سيدمّر تركيا
أشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى فشل سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال سورية. وأكدت، لو واصل أردوغان انتهاج الاستراتيجية العسكرية ضدّ سورية، فإنه سيقضي على نفسه وعلى تركيا. مضيفة أنّ أنقرة بإشهارها السلاح تطيل الوصول إلى التسوية السلمية في سورية.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها، أنّ الوضع في سورية يذكّر بطاولة الشطرنج ثلاثية الأبعاد التي يتحكم بها اللاعبون من دون قواعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن مهمة مجموعة دعم سورية العاملة تحت إشراف الأمم المتحدة في وضع حد للعنف، تواجه صعوبات كثيرة بسبب التحريض العسكري من قبل أنقرة. وأضافت: لقد حانت الفرصة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتغيير شيء ما في الحرب السورية، إذ إن استراتيجيته في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد باءت بالفشل بعد التدخل الروسي.
وبينت أن أكثر تهديد مشؤوم أطلقته تركيا هو الإعلان عن إمكانية بدء عملية برية في سورية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن هذه العمليات موجهة فعلياً ضد الأكراد وسعيهم إلى إقامة حكم ذاتي قرب الحدود التركية فيما تلقى الخطط التركية تأييداً من السعودية ووزير دفاعها محمد بن سلمان الواثق من نفسه، ولكن غير الراضي فعلياً عن الحرب السعودية في اليمن».
كما أشارت الصحيفة إلى أنه بغضّ النظر عن تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت سابق بأن أنقرة لا تملك خططاً فورية لتنفيذ عملية برية في سورية، إلا أن التعزيزات العسكرية التركية عند الحدود مع سورية، واضحة.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن أردوغان يملك إغراء الدخول في المواجهة في الأزمة السورية، إلا أنه لو فعل ذلك، فسيقضي على نفسه وعلى تركيا.
«لوفيغارو»: سياسات أردوغان حيال سورية مسؤولة عن الهجمات الإرهابية التي تتعرّض لها تركيا
أكد الكاتب التركي قدري غورسيل أن ما تتعرض له تركيا من هجمات إرهابية، هو نتيجة لسياسة رجب أردوغان الخاطئة تجاه سورية.
وقال الكاتب في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أنّ أردوغان اعتمد منذ بداية الأزمة في سورية سياسة الباب المفتوح للإرهابيين حول العالم وأنشأ طريقاً سريعاً لهم عبر تركيا إلى سورية، وهذا الطريق أصبح منذ فترة يعمل في كلا الاتجاهين، حيث سمح لهؤلاء الإرهابيين بالدخول إلى سورية والخروج منها بلا قيود، واستخدام الأراضي التركية كقاعدة، وسمح هذا العمق الاستراتيجي للاندماج بين الإرهابيين في العراق وسورية ما أدّى إلى ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في البلدين.
وأضاف الكاتب أنّ تنظيم «داعش» لم يكن قادراً من دون هذا العمق الاستراتيجي على السيطرة على الموصل في حزيران 2014، ولا ضمّ الإرهابيين من المغرب العربي وأوروبا. فأردوغان منح هؤلاء الإرهابيين الحرّية المطلقة للمرور عبر الأراضي التركية إلى سورية، ثم تجاهل عن قصد إنشاء شبكات إرهابية على الأراضي التركية. وكان لا بدّ لهؤلاء الإرهابيين في نهاية المطاف أن يضربوا تركيا.
واعتبر الكاتب أن أزمة المهجرين السوريين جاءت نتيجة لسياسة أردوغان الهادفة إلى ابتزاز أوروبا. لافتاً إلى أن إعطاء المال لأردوغان لن يمنع ظاهرة الهجرة إلى الدول الأوروبية، كما أن تقديم آنجيلا ميركل المستشارة الألمانية المال لأردوغان يمثل خضوعاً لابتزازه ولن يحلّ أيّ شيء.
وشدّد الكاتب على أن سياسة أردوغان تجاه سورية فشلت فشلاً ذريعاً ولكن الأسوأ ربما لا يزال قادماً ومن الممكن أن تكون العواقب أشدّ وطأة بالفعل، إذا ما استمر في سياسته.
وأوضح الكاتب أن أردوغان استخدم مقولة «العثمانية الجديدة» لجذب الأتراك المحافظين كما أنه أراد السيطرة على كامل شرق المتوسط من خلال إنشائه سلسلة من الأنظمة التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين من مصر إلى سورية ولكن هذه السياسة فشلت مع ما شهدته مصر عام 2013 حيث أطيح بالرئيس المخلوع محمد مرسي.
وأضاف الكاتب أنّ أردوغان يسعى إلى بناء شرعيته من الماضي العثماني ويفعل كل شيء ليحلّ رموز العثمانية القديمة محلّ رموز الجمهورية التركية. وببنائه القصر الضخم في أنقرة ومسجد ضخم على أعلى تلة في اسطنبول، فإنه يحاول أن يخلق رموز نظام جديد.
وتابع الكاتب: من أجل تغيير الدستور وإقامة نظام رئاسي، أطلق أردوغان العنان لحرب أهلية شرق تركيا، ما أسفر عن تدمير بلدات بكاملها ومقتل المئات وتشريد الآلاف. لافتاً إلى أن أردوغان يقوم بتقليص الهوية المشتركة إلى انتماءات عرقية أو دينية للشعب لضمان ديمومة هيمنته على السياسة التركية حتى لا تكون هناك فرصة قادرة على استبدال حزب «العدالة والتنمية» وهذا وضع خطير جدّاً بالنسبة إلى تركيا.
وأشار الكاتب إلى أنّ أردوغان خدع الغرب ولم تكن أبداً لديه النيّة الصادقة لجعل تركيا عضواً كاملاً في الاتحاد الأوروبي. مبيّناً أنه بقبول أوروبا نقاش انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 ثم إعادة فتحه من دون جدول زمني حرم الاتحاد الأوروبي من كل وسائل الضغط على تركيا وفشل في فرض إطار أكثر صرامة لمنع النظام الاستبدادي، وهذا يوجب على الاتحاد أن يضع الاستراتيجية الصحيحة للتعامل مع نظام أردوغان، وإلا ستشهد أوروبا قريباً مزيداً من اللاجئين السوريين والعرب، إضافة إلى اللاجئين الأتراك الفارين من نظام أردوغان الجديد.
«بوسطن غلوب»: واشنطن مستمرّة في دعم الجماعات الإرهابية في حلب إعلامياً
رأى الكاتب الأميركي ستيفن كينزر أن العالم سيتذكّر أن تغطية وسائل الإعلام لما يجري في سورية ستكون من أكثر الأحداث المخزية في تاريخ الإعلام الأميركي.
وقال كينزر في مقال نشرته صحيفة «بوسطن غلوب» الأميركية، إن التقارير المنشورة عن حدوث مجازر في مدينة حلب أحدث مثال على ذلك حيث سيطرت المجموعات المسلحة على جزء كبير من المدينة وبدأت حكمها بالقمع ومنعت الأطفال من الذهاب إلى المدارس ودمّرت المعامل ونقلت بعضها إلى تركيا من أجل دفع العمال للاختيار بين حمل السلاح أو البطالة.
وأضاف كينزر: إن أهالي حلب رأوا أخيراً بارقة أمل مع بدء الجيش السوري وحلفائه إخراج المسلحين منها الذين لجأوا إلى إحداث الفوضى والدمار من خلال إمطار الأحياء السكنية بالصواريخ غير الموجّهة وأسطوانات الغاز.
وأشار كينزر إلى أن ما يجري في حلب لا ينسجم مع رواية واشنطن ووسائل الإعلام الأميركية التي تصرّ على الدفاع عن المسلّحين وتبرّر تزويدهم بالسلاح.
وقال كينزر: إن الضغوط المالية على وسائل الإعلام دفعت معظم الجرائد والمجلات وشبكات التلفزة الأميركية إلى تقليص طواقم مراسليها الخارجيين والاعتماد على الأخبار الجاهزة ومعلومات وزارتَي الدفاع والخارجية، إضافة إلى البيت الأبيض وخبراء مراكز الأبحاث، وهو ما يصعّب الوصول إلى المصداقية.
وأضاف كينزر: هناك مراسلون يتحلّون بشجاعة مذهلة في مناطق الحرب وهم يحققون شكلاً من التوازن مع التقارير التي تكتب في واشنطن، كما أن تقاريرهم تشكل في أحيان كثيرة بقعاً مضيئة في ظلام حجب المعلومات.
وانتقد كينزر قيام بعض وسائل الإعلام بالترويج لـ«جبهة النصرة» على أنها تتكوّن من «ثوار» أو «معتدلين»، وتصوير السعودية على أنها تساعد «المقاتلين من أجل الحرّية»، بينما هي في الحقيقة الراعي الرئيس لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وأشار كينزر إلى أن تركيا أدارت منذ سنوات عملية إدخال المقاتلين الأجانب الراغبين بالانضمام إلى المجموعات المسلّحة في سورية، ولكن الولايات المتحدة لا ترغب برؤية ذلك، لأنها تريد المحافظة على علاقاتها الجيدة بتركيا.
وقال كينزر: ربما نسامح السياسيين على تزوير أفعالهم السابقة، وربما نبرّر للحكومات ترويجها الرواية التي تعتقد أنها الأفضل بالنسبة إليها. أما الصحافة فيفترض أن تبقى بعيدة عن نخب السلطة ونزعتها المتأصلة للكذب.
وأضاف كينزر إن جهل الأميركيين بما يجري في سورية أكثر خطورة من جهل باقي الشعوب. لأن الولايات المتحدة تتصرّف كقوة دولية تملك من القوة ما يمكّنها من تدمير الدول، ويمكنها فعل ذلك بدعم شعبيّ، لأن عدداً من الأميركيين يكتفون بالرواية الرسمية وهذه الرواية في سورية الآن هي: «قاتِلوا الحكومة السورية وروسيا وإيران وانضموا إلى الأصدقاء الأتراك والسعوديين».
وأكّد كينزر أن هذه الرواية بعيدة بشكل مرعب عن الواقع، وتؤدّي إلى إطالة أمد الحرب وإلى زيادة معاناة السوريين.