«إسرائيل» «تتآمر» على سورية عَبْر أقزامها
جاك يوسف خزمو
بعد أن بدأ الحوار الأميركي مع منظمة التحرير الفلسطينية أواخر عام 1988، قدّم الخبراء والمستشارون نصيحة لرئيس وزراء «إسرائيل» وقتئذ اسحاق شامير مفادها أنه يجب على «إسرائيل» العمل الجادّ ليكون لديها «فصيل» داخل منظمة التحرير تابع لها حتى تحصل على معلومات عما يجري بين المنظمة وأميركا، وكذلك حتى يكون لها نفوذ أو يد غير مرئية أو مستترة داخل القيادة الفلسطينية. وأوصى هؤلاء الخبراء بأن يسمح شامير للشخصيات الفلسطينية البارزة بالسفر الى تونس، ولقاء الرئيس ياسر عرفات، وتشجيع هذه القيادات على تشكيل قيادة بديلة، لكن هذا التشجيع لم ينجح.
نصيحة الخبراء ما زالت قائمة وسارية المفعول وتطبّق حالياً في سورية، إذ إنّ «إسرائيل» تتابع وباهتمام ما يجري فيها من خلال إقامة علاقات مع «إرهابيين» أو مع مَن يدعمهم، وكذلك إيجاد موالين لها من داخل ما تسمّى «المعارضة» السورية.
العلاقة «الإسرائيلية» مع الإرهابيين تمّت وتتمّ من خلال تقديم ما يُسمّى بـ«مساعدات إنسانية» لهم من خلال السماح لبعض هؤلاء «المقاتلين» الجرحى بتلقّي العلاج في المستشفيات «الإسرائيلية»، وهناك حوالى ألفي مصاب تلقوا العلاج في «إسرائيل» استناداً الى بعض المصادر… وهؤلاء المصابون يزوّدون «إسرائيل» بمعلومات عن القتال وطبيعته، وعن الجيش السوري ومقاومي حزب الله على حدود الجولان المحتلّ.
وتحصل «إسرائيل» على معلومات عن الإرهابيين والقتال من خلال الأقمار الصناعية، وكذلك من خلال العلاقة الوطيدة مع بعض دول الخليج الداعمة للإرهابيين وخاصة قطر والسعودية!
أما في ما يتعلق بإيجاد وكلاء عملاء داخل ما تسمّى بـ«المعارضة»، فإنها على اتصال دائم مع عدد منهم، والذين لم يستحوا فطلبوا من «إسرائيل» أكثر من مرة التدخل عسكرياً لإسقاط الدولة السورية، وكذلك أبدوا ارتياحهم من الغارات العدوانية «الإسرائيلية» على بعض المواقع التي ادّعت «إسرائيل» أنها لحزب الله، أو انها شحنات من السلاح للحزب المقاوم.
هؤلاء المرتمُون في أحضان «إسرائيل» يبلغونها عن كلّ ما يجري من اتصالات، وبعضهم قام بزيارة «إسرائيل»… وفي مقدّمتهم المدعو كمال اللبواني الذي لم يخجل من هذه الزيارة الأخيرة، بل جاهر وفاخر بها. ويبدو أنه أحد قادة هذه المجموعة الموالية لـ«إسرائيل» التي لا تريد مصلحة سورية، بل تدمير سورية، علماً أنّ هذه المجموعة لا تملك نفوذاً أو وجوداً في الميدان، بل هي تتحرك سياسياً، مدعومة من الدول المتآمرة على سورية.
ومما شجع اللبواني وغيره على المضيّ قدماً في هذا التعامل مع «إسرائيل» هي العلاقة والاتصالات ما بين «إسرائيل» ودول الخليج، وخاصة في المرحلة الحالية.
من هنا يمكن التأكيد أنّ «إسرائيل» موجودة لا بل هي في قلب المؤامرة على سورية عبر بعض الأدوات الانتهازية الرخيصة التي تشكل مجموعة موالية لها قلباً وقالباً، ظناً من أعضاء هذه المجموعة أن «إسرائيل» قادرة على حسم الوضع لمصلحتهم، ولكنهم في الواقع يعرفون أنّ هذا غير ممكن، وأنهم منبوذون شعبياً ووطنياً، وهذا لا يؤثر عليهم لأنّ من لا يستحي يفعل ما يشاء من التصرّفات الرخيصة والدنيئة والخسيسة جداً جداً!
هؤلاء وكلاء «إسرائيل»، أو بالأحرى أقزامها، سيلفظهم التاريخ، ولن ينجحوا في المهمات الملقاة على عاتقهم من قبل أسيادهم… لأنّ سورية عصية على مؤامرة كونية كبيرة، واستطاعت الصمود خمس سنوات. ويتعزّز صمودها يومياً، وسيكون النصر حليفها على الإرهابيين ومن يدعمهم من المتآمرين، وعلى الأقزام العملاء لأعداء سورية ولعدوها الأول «إسرائيل».
رئيس تحرير مجلة البيادر ـ القدس