لحّود: العودة عن الهبة للجيش معصية

أكد الرئيس العماد إميل لحود في بيان، أنّ «وثيقة الوفاق الوطني التي تم التوافق عليها بين نواب الأمة في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية سنة 1989، ومقدمة الدستور اللبناني المستقاة منها والتي أُضيفت إلى الدستور حرفياً، حسمتا مسألة هوية لبنان وانتمائه العربي والتزامه مواثيق الجامعة العربية الذي هو عضو مؤسس لها وعامل فيها».

وسأل: «ما استجد كي يضطر لبنان إلى إجراء فحص دم جديد لإثبات عروبته بهذه الطريقة التي يغلب عليها الإملاء والإذعان في حين أنّ الكرامة الوطنية والمصلحة اللبنانية العليا تسموان كلّ اعتبار؟ هل يمكن تصور، ولو للحظة واحدة، وفي غفلة من زمن رديء، أن يحاسب لبنان أو يُتهم بأنه ينال من التضامن العربي أو يتبرأ من قضايا العرب المشتركة، في حين أنه حقق للعرب ما لم يحققه هؤلاء طوال عقود من الصراع مع العدو الإسرائيلي، بأن حرر أرضه بالقوة من الاحتلال سنة 2000 وانتصر على العدوان الإسرائيلي انتصاراً مدوِّياً في صيف 2006 ولم يتخلّ يوماً عن القدس وفلسطين، قضية العرب المركزية الأولى، وأصرّ على حقّ العودة في المبادرة السعودية لقمة بيروت، متجاوزاً كلّ الاعتراضات من أصحاب المبادرات وحلفائهم، وكلّ ذلك يعود إلى أن شعب لبنان هو شعب أبي وجيشه بطل ومقاومته مقاومة رائدة ترسي معادلة توازن الرعب مع عدو امة العرب جمعاء الذي يلقى تفهما لدى بعض هذه الأمة في حين ينكر على لبنان أن يأخذ بالحسبان روافد قوته ووحدته وتماسك نسيجه الوطني على ما عدا ذلك من اعتبارات».

أضاف: «إنّ ظلم أهل القربى أشد قساوة، وما هو أدهى من ذلك أن يذهب بعض أبناء جلدتنا من صغار المتنطحين إلى دور في حياتنا العامة، إلى جلد الذات ومطالبة وطنهم ودولتهم بأكثر ما يطالب به أهل المكرمات المفترضة. إنّ من يهب أسلحة للجيش اللبناني الذي يقاتل الإرهاب التكفيري والعدمي على تخومنا الشرقية وفي الداخل، ثم يعود عن هبته هذه لأسباب لا صلة لها بلبنان الوطن والدولة إنما هو الذي يرتكب معصية بحقّ الوطن المقاوم ورافع جبين الأمة العربية عالياً في المحافل الدولية بإنجازاته وانتصاراته على العدو المشترك لهذه الأمة، ذلك أنّ ما هو مشترك حقاً بين الدول العربية جمعاء هو هذا العدو وليس أي شيء آخر. أين كان هذا الاجماع العربي وأين هو اليوم عندما تعرضت سورية ولا تزال لحرب إرهابية كونية على أرضها تقتل البشر وتدمر الحجر ومعالم الحضارة والتاريخ، وأين هو هذا الإجماع من حروب العراق واليمن وليبيا»؟

وتابع:» كفانا إنكاراً للحقائق الساطعة وتزلفاً واستعطافاً واستجداء واسترضاء في حين أننا أقوياء ولا يستطيع أحد مهما علا شأنه أن يوجه التهديد إلينا أو أن يعيب علينا موقفاً مستمداً من كرامتنا الوطنية وحرصنا على المصلحة اللبنانية العليا وعلى روافد قوتنا المستمدة من معادلة الشعب والجيش والمقاومة. إن أطاحوا بمثل هذه الهبات لأسباب تتعلق بهم وبقرارهم السيادي على ما أعلنوا صراحة، فهذا أمر يعنيهم، وإن كان مؤسفاً لأنه يستهدف الجيش اللبناني البطل والأمن اللبناني الساهر في الداخل والراصد لخلايا الإرهاب النائمة، كما يستهدف العمل المقاوم في هذا الوطن الذي أثبت للعالم أنه قادر على حماية ذاته بذاته. أما أنّ نخشى على اللبنانيين المنتشرين في الأقطار العربية والذين يعملون بجهد دعماً لاقتصادات هذه الأقطار وازدهارها، إنما مرده إلى موقف بعض المسؤولين اللبنانيين بما لم تلوح به المملكة العربية السعودية أو دول الخليج، ذلك أنّ هذه الدول التي يعمل فيها الانتشار اللبناني تعرف جيداً أنّ الترحيل الجماعي لليد العاملة اللبنانية فيها أو تنفير الرساميل اللبنانية منها، دونهما عوائق وعواقب من نوع خطير على التضامن العربي الذي ينشدون، ولن يكون لبنان قطعا المتضرر الوحيد من هكذا تدابير متهورة».

وختم:»اسألوا شعب بلادي يا مروِّجي العرائض والزاحفين على وقع التهويل وتحت شعار الواقعية السياسية المزيفة، إن كان يهوى الهوان أو يؤثر الكرامة والعزة الوطنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى