الثورة الإيرانية… أول المسامير في نعش أحادية القطب العالمية
أيمن علامة
ثورة غيّرت مجرى التاريخ، قلبت نظاماً رأساً على عقب، حوّلته من نظام ملكي شاهنشاهي إلى نظام قائم على مبدأ الحرية وتوسيع المشاركة والتعددية.
ثورة باتت نهضة، اجتمع فيها الفكر والسياسة لتحيا معالم الحكم الجديد. ما كانت لتنتصر لولا إرادة العقيدة بالتغيير… بالتغيير. وجاءت منظومة ولاية الفقيه لتصوغ مشروعاً متكاملاً للنهوض السياسي والاجتماعي والإنساني، ولتحوّل النضال الجماهيري ضدّ الاستبداد والطاغوتية إلى نضال حضاري يتجاوز الدائرة الجغرافية الإيرانية إلى السّعة العالمية .
لقد أعلنت إيران منذ اللحظات ا ولى خريطة طريقها في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فحملت شعار لا شرقية ولا غربية… وكان هذا بمثابة إعلان أوّلي لرفضها السياسة ا ميركية، وأنها تختلف عمّا كانت في زمن الشاه شرطي الخليج… ولتعلن عداءها الصريح لـ«إسرائيل»، ومساندتها ودعمها للقضية الفلسطينية ما أثار الرعب ميركا، لتبدأ حربها على إيران، فكانت العقوبات. عقوبات اقتصادية وعزلة سياسية وتحريض دولي العقوبات والحصار جعلا إيران تعتمد على نفسها وتطوّر قدراتها، وتتحوّل إلى دولة فاعله ومنتجة حتى على مستوى التقنيات والتكنولوجيا، وكانت أبرز الملفات التي عملت عليها حقّها في استخدام التقنيات النووية لأغراض سلمية، وكان لهذا الملف ا ثر الإيجابي على إيران حيث وضعت إحدى أوراقها على ساحة الملعب الدولي. إيران انتصرت قبل سبعة وثلاثين عاماً، رغم ما نالها من تبعات العقوبات، فجهدت لتتوّج التحدّي بتطورها الفكري والعلمي والثقافي والسياسي، فأرعبت الجميع حتى سلّم لها العالم بأنّها قادرة على حياكة تفاصيل ا مور، ولو بعد سنوات طوال، لتُثبت أهمية موقعها الاستراتيجي في لعبة ا مم.
إيران الإمام الخميني، اليوم، في ذكرى انتصارها العظيم، تمثّل محوراً للمقاومة والممانعة في وجه المحور الصهيو- أميركي، جعلت العالم الذي عزلها سياسياً، وعاقبها اقتصادياً، يأتيها زحفاً بعد الاتفاق النووي وبعد رفع العقوبات عنها، ليحجز لنفسه موطئ قدم في الشرق ا وسط، لأنّه باتَ يعلم نهاية القطب ا وحد وبداية زمن تغيير النظام العالمي.