العدوان على غزة عدوان على سورية ودمشق لن تبخل في دعم المقاومة وإدارة التفاوض تتطلب تشكيل وفد مشترك من فصائل المقاومة
العدوان الصهيوني على غزة هو عدوان على سورية، ودمشق لن تبخل في تقديم الدعم والعون للمقاومة الفلسطينية، فسورية تميز بين من يخدم قضيته ومن لا يخدمها، ويشغل بالها ما يحصل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني والصمت الحاصل دولياً وعربياً، وترى أن ما يجري يستحق أكثر من العرب، والمطلوب إيجاد بدائل من الجامعة العربية، وأن ينطلق العرب الحقيقيون نحو مواجهة العدو الصهيوني.
إن وصول الصواريخ السورية إلى غزة يشكل رداً على من كانوا يصطادون بالماء العكر ويقولون لماذا لا تفتح سورية جبهة الجولان، على أن ما يجري في المنطقة يشكل خدمة للمشروع الصهيوني، فيما المشايخ الذين ما توقفوا عن الدعوة إلى الجهاد في سورية من أمثال يوسف القرضاوي يمتنعون اليوم عن الدعوة إلى الجهاد في فلسطين لنصرة أهل السنة المسلمين في غزة، ولهذا ما يحصل في غزة أسقط ورقة التوت الأخيرة عن هؤلاء وكشف أنهم يخدمون المشروع الأميركي الذي يعمل على تدمير كل القواعد التي تدعم فلسطين وأهمها سورية.
وتستدعي إدارة التفاوض حول شروط التهدئة تشكيل وفد موحد من فصائل المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه، وأهمها فك الحصار الكامل عن قطاع غزة، لأنه لا قيمة لأية تهدئة ما لم يُفك هذا الحصار، خصوصاً أن الوضع الداخلي «الإسرائيلي» لا يحتمل إطالة وقت الحرب في غزة، أما التوغل البري «الإسرائيلي» المحدود سيجرى بعده التوصل إلى وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية وأن المقاومة ستخرج بانتصار سياسي يؤدي إلى تحقيق توازن رعب مع العدو وفك الحصار عن غزة.
أما خطاب الرئيس الأسد فقد أثار اهتماماً عالمياً عميقاً، والرئيس الأسد عندما يقود هذه المرحلة إنما يقودها في إطار حدده الشعب السوري وهو ضرورة أن يعيش بكرامة وعزة ويحارب الإرهاب والظلم ومحاولات الهيمنة والتدخل في حياة الشعوب من قبل القوى الغربية التي تدعي أنها حضارية.
ومن الواضح أن الرئيس الأسد استعاد الخطاب العروبي القومي لسورية، فهو يعتبر أن المعركة واحدة في سورية وفلسطين وكل المنطقة. وسورية تدفع ثمن موقفها من فلسطين ورفضها للاحتلال الأميركي للعراق ولهذا فإن سورية لا تنأي بنفسها عن فلسطين.