يا قولاً فصلاً…
أدونيس… اعتنق القضية، فأمسى واحداً من أبطالها، فهم الأمناء الحقيقيون على النهضة ومسارها.
عرفناه قبل 19 عاماً رفيقاً وصديقاً لأبنائنا وهو المتوقد حيوية ونشاطاً، صاحب الإطلالة البهية والحضور المحبّب.
صلابة والده ورجولته وإيمان وصبر والدته وأخيه وأخواته حين تلقوا خبر الإصابة والاستشهاد يعزز الإيمان مدركين أنّ الحياة هي في تحقيق قيَم الحق والتضحية والعطاء، فلا غرابة انه بيت النهضة العريق.
ها هم عارفوك رفقاء وأصدقاء جاؤوا بالحسرات والذكريات… أيّ رفيق افتقدوا وأيّ صديق!
ما أكثر المحطات المشرقة في سيرتك أيها المقدام الحاضر دوماً. إنْ كان في التزامك بالمهمات التي كُلّفت بها أو كَلفت نفسك بها، أم في رفع المعنويات أينما وُجدت، أم في دورك في نشر الفكر، وبالشغف الدائم للمعرفة.
كانت حياتك سجلاً حافلاً من التضحيات ووقفات العز. لم تغويك رتابة المكاتب والمجالس، كنت تواقاً الى الميدان. عصف بك عبق العنفوان وصلابة الايمان… تسكنك الشجاعة كما العفوية الإنسانية.
الصبر يفوق الألم وإنْ قسى… والدمعة وإنْ عصت… حين تطوى لنا صفحات من تاريخ وتنطفئ لنا مشاعل ومنارات.
عزاؤنا في ما تركت من ذكريات، وعزاؤنا بالذين هبُّوا ولبُّوا من لحظة تعرّضك للإصابة التي أطفأت السراج وعلقت عقارب الساعة في دائرة الصمت.
يوجعنا جميعاً وداعك، إنّ الموعد كان باكراً.
مع مرور الوقت نشعر بفداحة الخسارة.
الأمين غازي أبو كامل
لم يبق إلا وجهك المشرق
وجبينك الناصع الشامخ
لم تبق إلا رائحة النصر…
رائحة العز… ونشوة الانتصار
عبق الياسمين والزيزفون
على تلال أمتنا
رائحة البارود لم تنقرض
أما أنت يا رفيقي…
فقد ولدت من جديد
حراً عزيزاً…
بشهادتك انتصرنا يا ابن النصر
وبروحك نهضنا
سيكون دمك ودماء رفقائك الشهداء
حبراً يكتب تاريخ أمة
لأجيال لم تولد بعد
محمد فرحات
بكرت يا أدو على الغياب
جرحت قلبي وروح وجداني
بكيت الورق من قلب الكتاب
وينك يا أدو رفيق أحزاني
الكلمة قالتلك صابني سرساب
ما عدت أعرف ليش خيفاني
انت الحروف عملتها إعجاب
الكلمة ع إيدك نور خلقاني
هيك القدر عم يسرق الأحباب
وصارت عيون الشمس غفياني
غبت عنا بسّ الجسد لو غاب
بتضلّ روحك تحملها المعاني
اسمك شهيد يا زهر الشباب
وبعدك رح نحافظ ع الأماني
تحيا سورية ويحيا الزعيم لجاب
نهضة أنجبت أبطال فرحاني
عنا الشهادة حق والموت طاب
ودم الوديعة بقلب شرياني
كارلوس