الأسد وبوتين يؤكّدان استمرار محاربة «داعش» و«النصرة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى
عُدّ الاتفاق الأميركي – الروسي على وقف «الأعمال العدائية» في سورية تطوراً مهمّاً بكل المقاييس في أزمة بلغت ما بلغته من تعقيد، رغم الصعوبات التي قد تعترض تطبيقه من قِبل «ائتلافات» الدوحة والرياض وأنقرة.
ولمواجهة تلك الصعوبات، أعلن المكتب الصحفي بالكرملين، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع نظيره السوري بشار الأسد سُبُل تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النار في سورية.
وبحسب «روسيا اليوم» قال الكرملين، إنّ الأسد أكّد لبوتين استعداد دمشق لدعم تطبيق الاتفاق، كما أكّد الزعيمان أهمية الاستمرار في محاربة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية بلا هوادة.
وأضاف الكرملين، أنّه «تمّ بحث مختلف جوانب الأزمة السورية في ضوء مسائل تطبيق البيان الروسي – الأميركي بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية حول وقف الأعمال القتالية، ابتداءً من 27 شباط العام 2016».
ولفتَ إلى أنّ «الأسد قيّم مضمون البيان المذكور كخطوة مهمّة باتجاه التسوية السياسية، وأكّد استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تطبيق الهدنة».
كذلك تبادل الرئيس الروسي وجهات النظر في إطار المحادثات بالهاتف التي أجراها أمس مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس الإيراني حسن روحاني.
وفي السياق، بحث بوتين مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي مسائل تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي لوقف القتال في سورية.
وأعلن السكرتير الصحفي للرئيس دميتري بيسكوف أمس، أنّ «جدول أعمال الاجتماع تضمّن مسائل متعلّقة بتنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي المشترك حول وقف إطلاق النار في سورية».
من جهته، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري، خلال مكالمة هاتفية أمس، التحضير لوقف العمليات العسكرية في سورية والتنسيق بين الجانبين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «وفقاً لطلب الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس باراك أوباما، اللذين وافقا على الإعلان عن البيان الروسي الأميركي المشترك بتاريخ 22 شباط حول اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، الذي تُستثنى منه محاربة الجماعات الإرهابية، واصل وزيرا الخارجية مناقشتهما للعملية التي تتطلّب تنسيقاً كاملاً لجهود بلدينا بما في ذلك المجال العسكري».
وذكرت الوزارة أنّ «لافروف وكيري ناقشا أيضاً مسألة الاستئناف العاجل للمفاوضات السورية السورية حول تسوية الصراع سياسياً، بالإضافة إلى ذلك، تبادل الجانبان وجهات النظر حول العديد من القضايا الثنائية الملحّة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية قالت إنّ موسكو ستعتبر الجماعات المسلحة التي ترفض وقف القتال في سورية «إرهابية».
وأكّدت ماريا زاخاروفا في حديث للميادين، أنّ «العمل على مسوّدة قرار دولي حول الاتفاق الروسي الأميركي مستمر»، مستبعدة أيّة عوائق. وأضافت زاخاروفا، أنّ الاتفاق الروسي الأميركي يحفظ ماء الوجه لواشنطن، مشيرةً إلى أنّ الأخيرة وافقت على وقف إطلاق النار بعد أن اقتنعت بفشل سياستها في سورية.
وفي سياقٍ آخر، أعلن ممثّل وزارة الدفاع الروسية أنّ الاتفاق الروسي الأميركي لا يُرضي الجميع، خصوصاً شمال سورية، حيث يستمر القصف بالمدفعية الثقيلة من الأراضي التركية للبلدات السورية المحاذية للحدود.
وأعرب الممثّل عن دهشته من عمى المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الغربية إزاء هذه الحقائق، داعياً منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان وأطباء بلا حدود إلى إعطاء تقييماتهم الرسمية لهذه النشاطات الإجرامية للقوات المسلحة التركية.
أمّا في ما يخصّ الخطة «ب»، التي بدأ الجانب الأميركي بالحديث عنها، فأعلن اللواء أنّ وزارة الدفاع الروسية تنوي، وقد باشرت فعلاً، بعمل فعليّ صعب ومحدّد حول اتفاق الهدنة في سورية، «ونعوّل على أن يبدأ شركاؤنا الأميركيون أيضاً القيام بأعمال محدّدة، بدل الحديث عن أحرف الأبجدية والكلمات».
إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استثناء القوات الكردية السورية من اتّفاق وقف إطلاق النار!
وفي كلمة له أمام مسؤولين محليّين، شدّد أردوغان على ضرورة استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية من الهدنة، على غرار جماعتي «داعش» و«النصرة» الإرهابيتين، لأنّهما أيضاً من الجماعات الإرهابية، على حدّ قوله.
ووصف أردوغان ربط الغرب دعم القوات الكردية بمحاربة «داعش» بالكذبة، وقال: إنّ تركيا ستقوم بالإجراءات اللّازمة لمواجهة «الإرهابيين»، بغضّ النظر عن خلفياتهم.
كما عبّر عن قلقه من أن توفّر الخطة الأميركية الروسية لوقف القتال في سورية ميزة للقوات الحكومية وحلفائها، بينما لا تتّخذ موقفاً واضحاً من الشروط الخاصة بـ»المعارضة السورية».
وفي خطوة تُعدّ انتهاكاً للقوانين الدولية واعتداءً على السيادة السورية، توغّل الجيش التركي عشرات الأمتار في الأراضي السورية، وباشر بحفر خندق في قرية قرميتلق بمنطقة شيه الحدودية، تحضيراً لبناء جدار.
وبحسب صحيفة «الوطن»، نقلاً عن موقع «الحل السوري» الإلكتروني المعارض، قالت مصادر من مدينة عفرين، إنّ الجيش التركي تجاوز الحدود بعشرات الأمتار، وبدأ بحفر خندق في قرية قرميتلق، بعد قطع مئات أشجار الزيتون، تحضيراً لبناء جدار في تلك المناطق.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على التلال المحيطة ببلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي.
وكانت الاشتباكات العنيفة استمرت مع عناصر «داعش» في أجزاء من البلدة التي حاول التنظيم اقتحامها، كما استعاد الجيش وحلفاؤه النقاط الواقعة بين قريتي رسم النفل وشلالة كبيرة، وتلّة السيرياتل.
وفي ريف حمص الشرقي، ألحقت وحدات من الجيش السوري بمسلحي تنظيم «داعش» خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد والآليات في محيط مدينة تدمر، بحسب ما أفادت به وكالة «سانا» السورية للأنباء.
وذكر مصدر عسكري للوكالة، أنّ وحدات الجيش العاملة على اتجاه تدمر «اشتبكت مع مجموعات من «داعش» في محيط قرية الباردة في ناحية القريتين ومنطقة البيارات الواقعة غرب مدينة تدمر بنحو 10كم».
وبالتوازي مع ذلك، استهدف سلاح الجو في الجيش السوري مواقع وتجمّعات المسلحين في مدينة داريا في ريف دمشق.
وفي ريف القنيطرة قصفت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في بلدة مسحرة.
أمّا في ريف درعا فقد قصفت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في أحياء درعا البلد في مدينة درعا ومدينة إنخل.
وشهدت محافظة الرقة اليوم قصفاً من قِبل تنظيم «داعش» الإرهابي بالأسلحة الثقيلة على قرية شركراك شرق بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.
في وقت دارت اشتباكات بين «وحدات الحماية الكردية» ومسلّحي «داعش» شمال بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي، ما أدّى لمقتل وجرح عدد من مسلّحي الطرفين.
وفي السياق، قُتل 15 مسلحاً من تنظيم «داعش» خلال اشتباكات وقعت مع «قوات سورية الديمقراطية» في محيط قرية العزاوي جنوب مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.
وتابع سلاح الجو في الجيش السوري طلعاته الجوية مستهدفاً مواقع وتجمّعات المسلحين في قريتي الجفرة والمريعية في ريف دير الزور.
وفي حلب استهدف الطيران الحربي الروسي مناطق في بلدة خناصر ومحيطها في ريف حلب الجنوبي الشرقي، قُتل خلالها ما لا يقلّ عن 20 مسلّحاً من تنظيم «داعش» الإرهابي.
هذا وشنّ سلاح الجو في الجيش السوري غارات على مواقع وتجمّعات المسلحين في مدينتي دير حافر والباب في ريف حلب.
وبالتوازي مع ذلك قصفت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في حي بستان القصر في مدينة حلب.
كما دمّرت «وحدات الحماية الكردية» عربة محملة برشاش ثقيل وقُتل 11 مسلحا «لجبهة النصرة» وحلفائها، خلال اشتباكات وقعت في محيط حي الشيخ مقصود في مدينة حلب.
ووقعت اشتباكات بين «وحدات الحماية الكردية» والمجموعات المسلحة في محيط حيّي بني زيد وبستان الباشا ومنطقة السكن الشبابي في مدينة حلب، أسفرت عن قتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين.
كذلك أحبطت «وحدات الحماية الكردية» أمس هجوماً لتنظيم «داعش» الإرهابي بواسطة سيارة مفخخة، وقامت بتفجيرها قبل وصولها إلى هدفها في محيط قرية «الطالبية» جنوب بلدة صرين في ريف حلب الشمالي الشرقي.
أمّا في إدلب، فقد أُخرجت ثلاث حالات مرضية طارئة بالتنسيق مع الهلال الأحمر من بلدتي كفريا والفوعا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، يرافقها 18 من ذوي المرضى مقابل خروج ثلاث حالات أخرى من بلدة مضايا في ريف دمشق.
وخلال اشتباكات بين الجيش وتنظيم «داعش» الإرهابي في محيط حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، سقط خلالها عدد من القتلى في صفوف المسلحين. وفي ريف حمص استهدف سلاح الجو في الجيش السوري مواقع وتجمّعات المسلحين في مدينة تلبيسة وبلدتي الغنطو وتيرمعلة.
إلى ذلك، دخل الهلال الأحمر السوري أمس بلدة مضايا، وعلى الإثر أجرى معاينات طبية لبعض الحالات المرضية. ومن المقرّر إجلاء 19 شخصاً، بينهم رجل كفيف وآخر مريض، والباقي نساء وأطفال لديهم حالات مرضية.