اتفاق وقف النار في سورية فرصة حقيقية لوقف الحرب وإحلال السلام

عناوين متنوعة تقاسمت اهتمامات الصحف العالمية أمس، كان ابرزها الإعلان عن اتفاق بين روسيا وأميركا لوقف إطلاق النار في سورية ومدى قدرة الاطراف على تنفيذه، خصوصاً مع مواصلة اطراف وقوى اقليمية كتركيا بدعم التنظيمات الارهابية، لكن رغم ذلك يبقى هذا الاتفاق فرصة حقيقية لوقف الحرب وإحلال السلام في سورية.

فقد قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الاتفاق الروسي الأميركي للتهدئة الجزئية في سورية يثير شكوكاً أكثر مما يبث تفاؤلاً، وإن كلمات التحذير والتحوط التي تضمنها تبرز العقبات التي تقف أمام الجهد الدبلوماسي الأخير لإنهاء الحرب التي أكملت عامها الخامس. وأشارت صحيفة «الغارديان» مقالاً لماري ديجفيسكي بعنوان «هدنة وقف إطلاق النار قد تجعل إمكانية إحلال السلام في سوريا أقرب».

كما تساءل الباحث الاميركي المعروف «بروس ريدال» في مقاله على موقع معهد «بروكينغس»، عن معنى غياب ولي العهد السعودي محمد بن نايف عن الأنظار.

أما الصحف البريطانية فتناولت عدداً من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها تنامي نفوذ تنظيم «داعش» في ليبيا والانتخابات البرلمانية في إيران، حيث حذرت صحيفة «التايمز» من الفرع الجديد السريع النمو لتنظيم «داعش» بأنه على بعد نحو رحلة ساعة بالقارب من مالطا.

«نيويورك تايمز» الاتفاق الروسي الأميركي للتهدئة الجزئية في سورية يثير شكوكاً

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية في افتتاحيتها إن «الاتفاق الروسي الأميركي للتهدئة الجزئية في سورية يثير شكوكاً أكثر مما يبث تفاؤلاً، وإن كلمات التحذير والتحوّط التي تضمنها تبرز العقبات التي تقف أمام الجهد الدبلوماسي الأخير لإنهاء الحرب التي أكملت عامها الخامس».

وأوردت الصحيفة بنود الاتفاق التي يجب أن يبدأ العمل بها السبت المقبل واستثناء تنظيم «داعش» وجبهة النصرة منها، وتساءلت ما إذا كان هذا الاتفاق سيستمر أكثر من سابقيه.

وقالت إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ظل دائماً أكثر تفاؤلاً من البيت الأبيض بشأن فرص الحل الدبلوماسي بسورية، لكن تصريحات أدلى بها كان متحفظاً إذ لم يذكر خلاله تاريخ بدء التنفيذ، وقال إنه بينما يمثل الاتفاق «لحظة وعد»، يعتمد الوفاء بهذا الوعد على الخطوات الفعلية التي ستتخذها الأطراف المعنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لتأكيد تفاصيل الاتفاق، وإلى أن بوتين أعرب عن اطمئنانه بأن الاتفاق سيحدث تغييراً جذرياً في الوضع السوري ووصفه بأنه فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم والعنف»، وقالت إن البيت الأبيض كان أقل تفاؤلاً ونشر بياناً من فقرتين لخص فيهما حديث أوباما مع بوتين ورحّب بالاتفاق، لكنه لم يشد به.

وذكرت الصحيفة أن أوباما أبلغ بوتين بأن الأولويات هي «تخفيف معاناة السوريين، وتسريع التسوية السياسية، والتركيز على معركة التحالف ضد تنظيم داعش».

«التايمز»: الفرع الجديد لـ«داعش» على بعد نحو رحلة ساعة بالقارب من مالطا

نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية افتتاحية بعنوان «تفكيك تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا»، قالت الصحيفة إن الفرع الجديد السريع النمو لتنظيم داعش على بعد نحو رحلة ساعة بالقارب من مالطا.

وقالت إنه في ميناء سيرت الليبي يؤسس إسلاميون إرهابيون دولة تقوم على القتل والنهب على غرار الرقة في سورية. ويمثل تهريب اللاجئين والمهاجرين مصدراً للدخل لهذه الإمارة الجديدة، بينما تحصل على المجنّدين الجدد من تونس ومن دول غرب افريقيا.

وأضافت الصحيفة أن حكومتي ليبيا المتنافسين في شرقي وغربي البلاد تشتركان في الرغبة في القضاء على التنظيم الذي يهدّد بتقسيم بلادهم، ولكنهما لا تشتركان في أي شيء آخر.

وقالت الصحيفة إنه على مدى شهور سعت الأمم المتحدة إلى التقريب بين حكومتي طرابلس وطبرق في محادثات تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأضافت الصحيفة أنه من الضروري أن يغلّب الجانبان الآن المصلحة الوطنية على الخلافات. وتقول الصحيفة إنه إذا نحّى الجانبان خلافاتهما جانباً، قد يفسح ذلك المجال نشر قوات عسكرية غربية بقيادة إيطاليا، ولكنها تشمل قوات بريطانية أيضاً.

ورأت الصحيفة أن مثل هذا الدعم الغربي قد يساعد في التغلب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيرت.

وأضافت الصحيفة أن «توسّع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ليشمل مناطق تضمّ البنية التحتية النفطية الرئيسية في البلاد ليس سوى مسألة وقت، وأنه في حال حدوث سيطرة التنظيم على المناطق النفطية في ليبيا، فإنه قد يتوسّع سريعاً ليسيطر على ليبيا بأسرها مما يزيد من الاضطراب في المنطقة».

وقالت الصحيفة إن «الهجمات الجوية الغربية ساعدت الليبيين في التخلص من القذافي، ولكنها خلفت مهمة غير مكتملة تتمثل في خمس سنوات من الاقتتال الداخلي، بالقرب من الحدود الجنوبية لأوروبا».

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إنه «إذا تمكنت الحكومتان الليبيتان المتصارعتان من تنحية خلافاتهما، فيمكن بدء عملية إعادة الاستقرار إلى ليبيا».

موقع «بروكينغس»: ما أسباب غياب محمد بن نايف عن المشهد؟

الباحث الاميركي المعروف «بروس ريدال» كتب مقالة نشرت على موقع معهد «بروكينغس»، التي تساءل فيها عن معنى غياب ولي العهد السعودي محمد بن نايف عن الأًنظار.

الكاتب لفت الى ان محمد بن نايف بقي في السعودية بالغالب، باستثناء زيارة قام بها الى منتجع كامب ديفيد. وأضاف ان ولي ولي العهد محمد بن سلمان في المقابل زار كلاً من روسيا وفرنسا ومصر والاردن والولايات المتحدة ومقر حلف الناتو في بروكسل. مشيرًا الى ان ابن سلمان هو من يبرم الاتفاقات للمملكة وكذلك هو وجه الحرب على اليمن.

كما لفت الكاتب الى غياب محمد بن نايف عن احداث هامة، اذ اشار الى ان كلاً من الملك سلمان ونجله محمد بعثا برقيات تعزية ورسائل دعم الى تركيا بعد الهجوم الإرهابي الأخير في انقرة، من دون ان يوجه بن نايف أية رسالة على الرغم من اختصاصه المعروف بمكافحة الإرهاب. كذلك تحدث عن العدد الكبير من المقابلات التي أجراها محمد بن سلمان مع وسائل الإعلام، والتي «نادراً ما يذكر فيها» محمد بن نايف. وبينما قال الكاتب إن محمد بن نايف لطالما كان رجلاً بعيداً عن الأضواء، الا ان المقارنة بينه وبين محمد بن سلمان يحظى باهتمام واسع في الدوائر السعودية، وعليه تساءل عما إذا كان ذلك ينبئ بتغييرات مستقبلية.

«وول ستريت جورنال»: أصوات موالية لـ«إسرائيل» تستنجد بالسعودية ضد إيران

صحيفة «وول ستريت جورنال»: نشرت مقالة كتبها الباحثان في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» «David Andrew Weinburg» و«Mark Dubowitz»، والتي قالا فيها إن لدى السعودية وحلفاءها الخليجيين أسلحة مالية قوية يمكن أن تستخدم ضد إيران.

الباحثان اللذان ينتميان الى مؤسسة تعتبر مقربة جداً من «إسرائيل» وتيار المحافظين الجدد، اشارا الى ان الرياض سبق وان استخدمت النفط سلاحاً ضد طهران. واضافا ان صندوق الثورة لدى السعودية يعطيها نفوذاً كبيراً على أي طرف يفكر بالاستثمار في إيران، فقد زعما ان الرياض يمكن ان تضع اللاعبين الماليين امام خيارين: اما التجارة في الرياض او في طهران.

وأشار الكاتبان الى شركة تسمى «Blackrock»، حيث قالا إنه في شهر آذار العام الماضي صدرت أنباء بأن مدير هذه الشركة يخطط لرحلة استكشافية الى إيران، وان السعودية قامت حينها بسحب أرصدتها من عدد من الشركة المذكورة، اضافة الى عدد من الشركات الأخرى.

غير ان الكاتبين شددا على ان السلاح المالي الأقوى لدى الرياض قد يتمثل بالاستثمار داخل السعودية. وتحدثا عن العقود التي منحت للشركات الأجنبية للعمل في السعودية، حيث حصلت الشركات من دول مثل كوريا الجنوبية واسبانيا على عقود بقيمة مليارات الدولارات. ولفتا الى ان هذه الشركات تبحث عن المشاريع في إيران، وبالتالي قد يضطرون قريبا الى الاختيار بين السعودية او إيران.

الكاتبان زعما ايضاً بان السعودية مسلحة بشكل افضل للحرب الاقتصادية من إيران، واشارا الى وجود حليف قوي للرياض يتمثل بدولة الإمارات. وعليه قالا إن ادارة اوباما مترددة بفرض عقوبات اقتصادية ومالية جديدة على طهران، لكن «في حال وحّد السعوديون والإماراتيون» قوتهم المالية، فذلك قد يكون كافياً لإضعاف الاقتصاد الإيراني مجدداً، على حد قولهما.

«الغارديان»: هدنة وقف إطلاق النار تجعل إمكانية إحلال السلام في سورية أقرب

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالاً لماري ديجفيسكي بعنوان «هدنة وقف إطلاق النار قد تجعل إمكانية إحلال السلام في سورية أقرب».

قالت كاتبة المقال إنه «بالرغم من الحرب الدعائية الحادة مع روسيا، إلا أن الدبلوماسية تبقى بصيص أمل».

وأضافت أن «الاتفاق الذي ناقشه الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأحد، ووافقت عليه أغلبية الأطراف المتناحرة يستحق أن يلاقي أصداء أكثر إيجابية على المستوى الدولي».

وأوضحت كاتبة المقال أن «مدى استمرارية الهدنة ستبرهن إن كان هناك هيكلية قيادية قادرة على إبرام المزيد من الاتفاقيات قد يكون لها أكثر من توجّه سياسي».

وأشارت إلى أن السبب الأساس أو السبب الوحيد لهذه الهدنة هو إيقاف القتال الدائر في مناطق معينة لمدة كافية ـ لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الجرحى والمرضى من المدنيين.

موقع «المونيتور»: خلفيات السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية

من جهته، الصحافي التركي «Semih Idiz» كتب مقالة نشرت على موقع «المونيتور» نقل فيها عن سفراء أتراك سابقين عملوا تحت قيادة حزب العدالة والتنمية بأن سياسة انقرة الخارجية في حالة من الفوضى بسبب سياسات الحزب الحاكم. واشار الكاتب الى وجود إجماع لدى هؤلاء بان ذلك يعود الى تخلي تركيا عن سياستها الخارجية القديمة وتبني مقاربة «اسلامية».

الكاتب لفت الى ان السفراء الاتراك السابقين الذين اجرى معهم المقابلات اعتبروا أن خيارات انقرة تضاءلت بشكل كبير، إذ نقل عن السفير المتقاعد «Uluc Ozulker» بأن سياسة مؤسس الدولة مصطفى كمال اتاتورك التي كانت تستند على الاستدارة نحو الغرب، قد تغيّرت تحت حكم حزب العدالة والتنمية.

ونقل الكاتب عن «Ozulker» بان «النظرة الايديولوجية العالمية لحزب العدالة والتنمية مبنية على ما يُعرف بالرؤية الوطنية، التي تستند على الإسلام وتنحرف نحو آفاق الاخوان المسلمين». كما اعتبر «Ozulker» وفقاً لما روى الكاتب، أن حزب العدالة والتنمية «يحاول تنفيذ سياسات تفوق وسائل وقدرات تركيا»، حيث استفاد حزب العدالة والتنمية من النمو الاقتصادي لدعم «الرؤية الوطنية وتكثيف نشاطه السياسي. غير أنه أضاف أن تركيا كانت تهدف جراء ذلك إلى توطيد العلاقات مع جيرانها، لكنها فشلت في ذلك وتسبّبت بتردي العلاقات مع جيرانها وقوى إقليمية اخرى.

كما اعتبر «Ozulker»» بحسب الكاتب أن خطأ آخر ارتكبه حزب العدالة يتمثل باتباع سياسة خارجية مثالية، خاصة تحت إرشاد رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 2009 و2014. ونقل الكاتب عن الأخير أيضاً بان حزب العدالة والتنمية يتبنى مقاربة انتقامية في السياسة الخارجية ويقوم بإقصاء من يرفض الاستماع اليه.

هذا ونقل الكاتب عن السفير المتقاعد أيضاً «Temel Iskit» بأن الخطأ الأساس الذي ارتكبه حزب العدالة هو إبعاد تركيا عن سياستها الخارجية التقليدية، حيث قال الأخير إن الحزب الحاكم حاول استبدال هذه السياسة الخارجية بأخرى تستند على الايديولوجيا و«النظرة العالمية السنية». واشار «Iskit» الى ان تركيا افترضت انها قادرة أن تكوِّن زعيماً سنياً إقليمياً، واصفاً ذلك بانه غير واقعي.

وبحسب الكاتب رأى «Iskit» ان اردوغان اكثر من داوود اوغلو، هو السبب الاساس للوضع الذي تجد تركيا نفسها فيه حالياً، اذ قال ان «اردوغان حاول فرض منظاره الشخصي على الآخرين، وعندما رفضوا القبول به، كما حصل مع الرئيس بشار الاسد، اصبح عدوهم ومارس ما يعد بمثابة الثأر ضدهم. لهذا السبب تركيا على خلاف مع الغرب روسيا، ومع جميع الآخرين تقريباً اليوم». واعتبر ان «الغطرسة والطموحات الشخصية» أصبحت تسيطر على اردوغان، مرجحاً أن يستمر الموقف الصعب لتركيا على الساحة الدولية طالما بقي اردوغان في الحكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى