عباس في أنقرة وقطر… ومحادثات سرية بين السلطة وحماس
إعلان المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر بدء العدوان البري على قطاع غزة لم يثنِ فصائل المقاومة الفلسطينية عن استهداف المستوطنات بمزيد من الصواريخ على المستوطنات، وسط تعالي الأصوات المحذرة في كيان العدو من الغرق في المستنقع الغزاوي.
فبعد تردد وتخبط وخلافات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وبعد فشل استراتيجية الهجمات الجوية في إخضاع فصائل المقاومة الفلسطينية للشروط «الإسرائيلية»، أصدر مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بياناً أعلن فيه بدء العدوان البري المحدود لضرب الأنفاق… إعلان لم يخلُ من عمليات تضليل إعلامي بحسب صحيفة «هآرتس».
وفور إعلان بدء العدوان البري، سارعت أوساط وزراء اليمين إلى تأييده وإبداء الدعم لنتنياهو، بعد انتقاده لفترة طويلة، واضعة أهدافاً غير تلك التي أعلنها نتنياهو، لخّصها الوزير غلعاد أردان «بتجريد القطاع من السلاح». هذا الهدف اعتبره خبراء «إسرائيليون» غير واقعي، وغير قابل للتنفيذ.
بدورها تحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن إطلاق صليات كبيرة من الصواريخ من جانب المقاومة الفلسطينية بلغت عدداً كبيراً من المستوطنات «الإسرائيلية»، وصولاً إلى وسط فلسطين المحتلة مع بدء العدوان البري.
تريد المقاومة الفلسطينية أن تثبت من خلال استمرار إطلاق الصواريخ صباح أمس القول إنه «حتى لو دخلت القوات «الإسرائيلية» إلى قطاع غزة فإن إطلاق الصواريخ لن يتوقف».
ومع بدء سقوط الجنود «الإسرائيليين» قتلى عند بدء العملية البرية، تعالت الأصوات التي تحذر من مخاطر العدوان البري، في ظل تزايد الحديث عن تفاقم معضلة الدخول إلى المستنقع الغزاوي. هناك حرب أدمغة بين من يحفرون الأنفاق والشاباك، وشعبة الاستخبارات العسكرية.
وبالتزامن مع بدء العدوان البري على قطاع غزة نشطت الاتصالات والتحركات من أجل التوصل إلى التهدئة. وفي هذا السياق يكشف مصدر مطلع عن توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من القاهرة إلى أنقرة والدوحة وعن محادثات سرية تجري بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية لصياغة ورقة متفق عليها بشأن وقف إطلاق النار، خصوصاً بعد فشل الجهود التركية للتدخل في وقف إطلاق النار.
وقال عباس بعد لقائه الرئيس التركي عبد الله غُل، «يجب أن ترتكز الجهود الحالية على تحقيق هدنة فورية لوقف سفك دماء الفسطينيين الأبرياء في قطاع غزة».
وأشار عباس إلى أن حماس قد أخطأت حينما رفضت المبادرة المصرية التى سارعت «إسرائيل» بقبولها، مشيراً أن قبول المبادرة من الجانب الفلسطينى كان سيضع «إسرائيل» فى موقف صعب بحسب تعبيره.
وكان أبو مازن الذي التقى الرئيس المِصري عبدالفتاح السيسي، قد طلب في تصريح له وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة لفت إلى أن المحادثات في القاهرة تراوح مكانها، قال: «إن المقاومة منفتحة على أي نقاشات أو مبادرات تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني». في حين أشار المتحدث باسم حركة حماس إلى «أن الحركة سلمت مطالبها وشروطها لكل الوسطاء بمن فيهم المسؤولون في مصر».
على صعيد المواجهات بين قوات الاحتلال والمقاومة الشعبية الغزاوية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة ضحايا العدوان «الإسرائيلي» المتواصل على قطاع غزة، ارتفعت حتى اللحظة إلى 274 شهيداً و2065 جريحاً.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن محمد مطر 37 سنة استشهد باستهداف طائرات الاحتلال لمقبرة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كما استشهد رأفت محمد البهلول 35 سنة وأصيب آخر بجراح خطيرة جراء غارة جوية شرق خان يونس. وأضاف القدرة أن «ثلاثة شهداء ارتقوا في قصف قوات الاحتلال لمنزل رئيس بلدية الفخارى أحمد الفرا شرق خان يونس».
وقال شهود عيان أن «اثنين من الشهداء كانا بجوار المنزل، فيما كان الثالث على بعد أمتار قريبة من المنزل الذي دمر بشكل كامل».
ويشن سلاح الجو «الإسرائيلي»، منذ يوم 7 تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها «تل ابيب» اسم «الجرف الصامد».
وتسببت الغارات العنيفة والكثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة بتدمير 694 وحدة سكنية في شكل كلي، وتضرر 14500 في شكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.
مقتل جندي «إسرائيلي»
من جهة أخرى، اعترف جيش الاحتلال، بمقتل جندي واصابة اثنين آخرين اثر اشتباكات مع رجال المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، وذلك بعد ساعات قليلة من دخول قوات الاحتلال البرية إلى القطاع.
وقال الجيش في بيانه: انه منذ بداية المرحلة البرية، أطلق نحو 50 صاروخاً على المدن المحتلة، كما اكد جيش الاحتلال اصابة جرافة ثقيلة للجيش بصاروخ مضاد للدبابات في جنوب قطاع غزة، ما ادى الى عطبها في منطقة القرارة.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا ، أن 6 فلسطينيين على الأقل استشهدوا في القصف «الإسرائيلي» العنيف الذي طاول منطقة القرارة شرق محافظة خان يونس، ونقلت طواقم الإسعاف والطوارئ جثامين الشهداء إلى مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع، فيما ترددت أنباء عن وجود شهداء وجرحى آخرين لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم حتى اللحظة.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» قد اعلنت مسؤوليتها عن استهداف دبابة «اسرائيلية» في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقالت الكتائب إن مقاتليها استهدفوا دبابة قرب بيارة أبو رحمة شمال بيت حانون بقذيفة P29 وأصابوها اصابة مباشرة، مضيفة أن الاحتلال اطلق قذائف مدفعية ودخانية في محاولة لسحبها.
وتحدث ضابط صهيوني رفيع عن إصابة 3 جنود صهاينة بعد استهداف دبابتهم شمال القطاع، وقال إن « صواريخ متطورة عدة مضادة للدروع أطلقت نحو قواتنا في قطاع غزة».
وفي سياق متصل، تراجعت دبابات الاحتلال والتي كانت قد توغلت في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لمئات الامتار. ونقل شهود عيان ان اشتباكات عنيفة وقعت قرب موقع عسقلان ببيت لاهيا ادت الى تراجع دبابات الاحتلال إلى الأراضي المحتلة.
«M75» على «تل أبيب»
إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام» عن قصف «تل أبيب» بصاروخين من نوع «M75»، في وقت دوت صفارات الانذار في مناطق غوش دان وهشارون واسدود.
وأفادت وسائل إعلام العدو عن سقوط صليات من الصواريخ على مناطق أسدود وعسقلان ونيغيف وبني موردخاي ونتيف هعشاره، من دون أن تشير إلى وقوع إصابات.
وفيما تبنّت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني قصف النقب الغربي بصاروخي غراد، أعلنت سرايا القدس عن قصف جنوب كيسوفيم بـ3 قذائف هاون، وموقع الكاميرا بـ13 صاروخ 107.
كما تبنّت السرايا التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» قصف نتيفوت بصاروخي غراد وصوفا وأحراش ملكة بـ 6 صواريخ 107.