إيران النووية تثبّت دعائم الديمقراطية

ناديا شحادة

إيران ذات الدهاء الدبلوماسي والتي تمتلك العدة التكنولوجية والموارد البشرية المؤاتية التي مكّنتها من دخول نادي الكبار والاعتراف بدورها الإقليمي في ترتيب السياسة الدولية، تلك القوة التي وصلت لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تأتِ من عبث انما جاءت من خلال نظام سياسي قائم وقادر على الجمع بين إسلامية الدولة والاحتكام للديمقراطية التي تعتبر أحد الاركان الاساسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يأمل رئيسها حسن روحاني ان تجلب انتخابات السادس والعشرين من شباط كتلاً برلمانية متعاونة.

فالشعب الإيراني المقبل على انتخابات برلمانية تُعقد تزامناً مع انتخابات مجلس الخبراء اليوم السادس والعشرين من الشهر الحالي لتحديد المجلس التشريعي المؤلف من 290 مقعداً، لديه رغبة وحرية المشاركة في تقرير نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتتشارك فيه جميع الاطياف المختلفة في جميع نواحي الحياة. فالنظام الحاكم في إيران يعطي الحرية للجميع بما فيهم المعارضة بالترشح ودخول معترك التنافس الحر الذي سيحدده الشعب المنتخب ولا تكون عملية الترشح مقصورة على فئة محددة، وهذا ما اكد عليه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في 20 شباط من العام الحالي عندما قال على مدى السنوات الاخيرة، الاطياف السياسية المعارضة للإدارة الحاكمة فازت في الانتخابات التي نظمها التيار الحاكم، مضيفا ان واقع الانتخابات يظهر للجميع مصداقية الديمقراطية في إيران.

فالانتخابات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء انتخابات تشريعية او انتخابات رئاسية بحضور مكثف لوسائل الاعلام هي فرصة لإظهار المسار الديمقراطي من خلال تنافس أكثر من تيار، انتخابات تثبت عكس ما يحاول الأميركيون والغرب الترويج لها واتهام إيران بأنها بلد قمعي وهذا ما اشار إليه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، قائلاً إن المناوئين للشعب الإيراني لجأوا الى إيجاد قطبية ثنائية كاذبة للإيحاء بوجود انقسام في صفوف الشعب الإيراني، مؤكداً على أن القطبية الثنائية الحقيقية في المجتمع الإيراني هو بين الأوفياء للثورة الإسلامية ومبادئ الامام الراحل وجبهة الاستكبار والمواكبين لأفكارها.

يؤكد الخبراء أن الاختلاف في إيران يقتصر فقط على رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية في البلد، بينما القرار الرسمي السياسي والعسكري والعلاقات الخارجية موحدة في جميع التيارات السياسية ولا تخرج عن توجهات المرشد الاعلى، فالسياسية الخارجية مكون رئيسي في ادارة الدولة الوطنية، حيث استندت سياسات إيران الخارجية مابعد الثورة على عدد من المبادئ والاهداف وسعت إيران الى تحسين وضعها الإقليمي والعالمي وتوسيع علاقاتها مع الدول المجاورة ودول عدم الانحياز والسعي لتقليل التوترات وتسوية الخلافات مع الدول الأخرى من اجل رعاية السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، بمشاركة فعالة، فإيران تشهد إجماعاً على الخطوط الحمراء في السياسات العليا وتنافساً في القضايا الأخرى حتى مرشد الثورة الإيراني يتم انتخابه، فالانتخابات في إيران لن تؤدي إلى تغيير في سياسة إيران الخارجية التي تعتبرها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ثوابتها، وستبقى إيران رافداً رئيسياً في محور المقاومة والممانعة للسياسات الاستعمارية للغرب سواء حكمها إصلاحياً او محافظاً لأن العقل المدبر لحكم إيران النووية هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى