دردشة صباحية

كتبها الياس عشي

العلاقة المتردّية بين الأفرقاء اللبنانيين المختلفين على كلّ شيء إلا على اقتسام «الجبنة»، والمتفقين جميعهم على الكيد لبعضهم البعض، حيناً بالفعل، وأحياناً كثيرة بالكلام الأقرب إلى الثرثرة، حتى لا أقول الأقرب إلى الغباء، كلّ ذلك يذكرني بما قاله محام جاء ليعزّي أرملة غبيّة باكية لم يترك زوجها المرحوم وصية بثروته.

سألها المحامي:

ـ هل كان للفقيد كلمات أخيرة؟

ردّت الأرملة:

ـ هل تعني قبل موته مباشرة؟

ـ أجل.. فقد تكون كلماته الأخيرة عوناً لنا على تدبّر الأمر.

ـ حسناً.. قال لي: لا تحاولي أن تخيفيني، فأنت لا يمكنك أن تصيبي ثوراً بهذا المسدس.

وهكذا «دبّر» المحامي الأمر، وأبلغ الشرطة، وأُودعت الأرملة السجن.

فيا أيّها اللبنانيون خففوا الثرثرة، وابتعدوا عن الكيد، ولا تصدّقوا بأنّ السياسة هي فنّ الممكن، السياسة فنّ وأخلاق وإبداع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى