صباحات
ينحني النور للشهداء وقاماتهم واليوم تزفّ نسور الزوبعة والقوميون في لبنان شهيداً كبيراً هو الإعلامي والمقاوم أدونيس نصر، سقط في ريف اللاذقية على تخوم الاسكندرون… ولم ينتظر الهبة السعودية ليحمي لبنان ويحصل على شهادة العروبة التي صار فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وسمير جعجع أمناء عليها بقرار ملكي… حاز شهادة الدم بدرجة النقاء ورتبة ممتاز… وترك لهم مستنقع نفايات الخيانة والمطامر.
كلّ الصباحات أدونيس وكلّ المساءات عشتار والضوء شمس وقمر يطلع من وراء الإسكندرون أو من خلف صنين فهو إشعاع دم ينتظر الشهادة على تراب مقدس.
لا يصنع التذاكي على الضوء ليلاً يخفي الحقيقة، ولا صنع التذاكي على الليل ضوءاً يظهر الصورة من جانب واحد، فالعجز يظهر على الوجوه والضعف تبديه السواعد المرتجفة والألسنة المتلعثمة ويفضحه الغضب بلا سبب والغضب بلا سبب سيف من قصب… آن الأوان ليسمعها حكام الرياض.
يخرج الشهداء إلى الضوء يتفقّدون معارك رفاق السلاح ويضعون لمسة سحر على المتاريس والتلال والأشجار فتصير مرشداً خفياً لعيون وأقدام الجنود والمقاومين… ينتبه المنتصرون إلى سهولة نصرهم كلما زاد عدد الشهداء فيعرفون أنّ الشجر والتراب ومجاري المياه يقاتلون معهم نيابة عن الذين رحلوا لأنهم صاروا هم الصباح.
نصب الفخاخ حرفة سكان الثلوج وقد وقع جماعة صحراء النفط بفخّ محكم يوم طالبوا بفكّ الحصار، فصار وقفاً للنار، وعليهم إثبات مناطق سيطرتهم وهم واجهات لسواهم وقد صار هدفاً مشروعاً للحرب… وليس من عتمة في الصحراء ليختبئوا… والحجاب لا ينفعه إسمه.
تحتفل إيران بنصرها وفكّ العقوبات بالانتخابات ويحتفل السعوديون بفشلهم بفرض العقوبات… ونصف لبنان يحتفل مع إيران ونصفه الآخر تحتفل به السعودية.
طريق النصر قوس قزح متى ظهرت ألوانه لا تغيّبها المسافات، ولو طالت، وما تفعله الغربان أصوات تزعج الأذن ولا تغشي البصر ولا تغيّر الألوان.