خامنئي: للانتخابات أهمية كبيرة ولا بد أنّ تُدخل اليأس قلوب الأعداء

رغم تمديد فترة التصويت في انتخابات مجلسي الشورى الإسلامي وخبراء القيادة لساعتين إضافيتين في أرجاء البلاد، إلا أن هذه الانتخابات، تأتي في وقت يتطلع فيه الشعب الإيراني بعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول القوى الكبرى، إلى تقرير مصيره السياسي أكثر من ذي قبل، عبر بوابة مراكز الاقتراع كي يسجل حضوره الفاعل داخل البلاد، وبرغم أنها تجري بالتزامن مع ما تعيشه المنطقة من ظروف حساسة.

ويحق لنحو خمسة وخمسين مليون ناخب المشاركة في الاقتراع لاختيار مئتين وتسعين عضواً في مجلس الشورى، وثمانية وثمانين عضواً في مجلس الخبراء.

الملفت أنه وفي الوقت الذي تشن أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني عبر إعلامها حرباً نفسية ضد الشعب الإيراني، وفي الوقت الذي تشن الحكومات العربية الرجعية، التي لا دور لشعوبها في الحياة السياسية والاقتصادية، هجمات إعلامية شرسة على الانتخابات الإيرانية، ممنية النفس بتثبيط عزم الشعب الإيراني في الانتخاب، أكدت معلومات وزارة الداخية الإيرانية أن عدد المرشحين للانتخابات كان قد ارتفع بنسبة 120 في المئة، مقارنة بالانتخابات السابقة.

وكان اقتراب النموذج الإيراني في الديمقراطية من ثقافة الشعوب العربية والإسلامية، هو الذي يبرر كل هذا العداء الغربي الصهيوني والعربي الرجعي لإيران، والذي يتصاعد مع كل انتخابات تشهدها إيران منذ انتصار الثورة وحتى اليوم، فلم يعد ينطلي على شعوب المنطقة، ما تبثه وسائل الإعلام التابعة لهذا التحالف غير المقدس عن إيران وخاصة الانتخابات الإيرانية، فهذه الشعوب ترى بأم عينها، كيف تنتقل السلطة في إيران بشكل سلس، بين الاحزاب والشخصيات السياسية الإيرانية، وهي سلطات حكومات تنتقل من «يمينية» إلى «اصلاحية» إلى «معتدلة»، وفقاً لرؤية الإعلام المعادي لإيران، وهو اعتراف ضمني، من قبل هذا التحالف غير المقدس، بوجود ديمقراطية إيرانية تسمح في تشكيل حكومات تمتد على هذه المساحة الكبيرة من المشارب السياسية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي خلال إدلائه بصوته أن الانتخابات الحالية في إيران تكتسي أهمية كبيرة داعياً الإيرانيين الحريصين على عزة وشموخ بلادهم إلى المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات المهمة. وأضاف أنه على الشعب أن تكون لديه نية حسنة بالمشاركة لدعم استقلال البلاد.

وقال إنه يجب أن تكون الانتخابات بشكل يدخل اليأس في قلوب الاعداء.

وكان السيد خامنئي أكد الليلة الماضية أن الشعب الإيراني لا يريد برلماناً حكومياً أو مناهضاً للحكومة بل «يريد برلماناً شجاعاً ينهض بمسؤولياته ولا يخشى أميركا».

بدوره اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن كل المشاركين في الانتخابات الإيرانية وكل التيارات منتصرة عبر حضورها في الانتخابات لافتاً إلى أن كل الأصوات الصديقة والعدوة تتابع هذه الانتخابات التي اعتبرها ملحمة سيجسدها الشعب الإيراني بتصويته في هذه الانتخابات.

وشدد روحاني بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة على أن أي تركيبة للمجلس الجديد ستكون نتيجة لأصوات الشعب.

وقال إن «الشعب الإيراني سجل حتى الآن حضوراً ملحمياً بمشاركته في الانتخابات والتقارير التي تؤكد حضور الجماهير الفاعل فيها».

من جانبه شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد إدلائه بصوته على أهمية حضور الشعب الإيراني إلى صناديق الاقتراع ومشاركته في هذه الانتخابات التي اعتبرها تشكل «أكبر تقدير لإيران على الساحة الدولية» مؤكداً أن مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية عام 2013 أدت إلى تقدم المفاوضات والاتفاق حول برنامج إيران النووي مع مجموعة دول خمسة زائداً واحداً.

ولفت ظريف إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة ستؤدي إلى إفهام العالم أكثر بضرورة التعاطي مع إيران بلغة الاحترام مشدداً على أن أولوية السياسة الإيرانية كانت وستبقى دوماً استتباب الاستقرار في المنطقة.

وصف أمين مجلس صيانة الدستور في إيران السيد أحمد جنتي الانتخابات بأنها أشبه بسهم ذي ثلاث شعب يحمل لاءات ثلاث إلى بريطانيا وأميركا والكيان «الإسرائيلي».

وأفادت وكالة «فارس» أن جنتي أدلى بصوته في الدورة الخامسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة والدورة العاشرة لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي.

وأكد عقب إدلائه بصوته ضرورة أن يدعم المرشحون مواقف قائد الثورة الاسلامية وأن يجعلوا توصياته نصب أعينهم.

وشدد آية الله جنتي على ضرورة أن يكون المرشحون من المدافعين عن المستضعين وأن يبتعدوا عن الترف لكي يتمكنوا من التعاطف مع الفقراء وتقديم الخدمات لهم.

واعتبر أمين مجلس صيانة الدستوري أن «الانتخابات هي كسهم ذي ثلاث شعب يحمل لاءات ثلاثة إلى بريطانيا وأميركا والكيان الصهيوني».

من جهته، أدلی رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني بصوته، داعياً الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، قائلاً: «إن هذا الاستحقاق سيترك تأثيره على مستقبل البلاد».

وكانت العملية الانتخابية قد بدأت اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي، فيما من المقرر أن تنتهي عند الساعة السادسة مساء، حيث یبلغ عدد الناخبین لانتخابات مجلس الشوری الإسلامي ومجلس خبراء القیادة في إیران، 54 ملیوناً و915 ألفاً و24 شخصاً، من ضمنهم أكثر من 3 ملايين ناخب جديد.

وقد تم تحدید أكثر من 52 ألف دائرة انتخابیة من قبل الهیئات التنفیذیة في أنحاء البلاد كافة، ومن المتوقع أن یبلغ عدد صنادیق الاقتراع للانتخابات التشریعیة ومجلس خبراء القیادة، 120 ألف صندوق.

ويتولى أكثر من مليون شخص إجراء الانتخابات، كما يتولى 250 ألف عنصر من قوی الأمن الداخلي أمن الانتخابات وخصصت قوی الأمن الداخلي أیضا 18 مروحیة و8 طائرات في هذا المجال.

يذكرأن 470 صحافياً ومراسلاً عربياً وأجنبياً من 29 بلداً يقومون بتغطية الانتخابات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى