بوتين: سنواصل مكافحة «داعش» والتنظيمات الإرهابية بحزم خلال الهدنة
قال الرئيس فلاديمير بوتين إن «روسيا تلقت معلومات من جماعات سورية عن استعدادها للمشاركة في وقف العمليات العسكرية».
وأمل بوتين أن تنطلق الولايات المتحدة من ضرورة مواصلة محاربة «داعش» والمجموعات الإرهابية، بعد وقف العمليات العسكرية في سورية، مشيراً إلى أن «وقف العمليات العسكرية في سورية لا يشمل التنظيمات الإرهابية».
وأكد الرئيس الروسي: «مواصلة روسيا في مكافحة داعش والتنظيمات الإرهابية في سورية بحزم». ولفت إلى أن أجهزة الاستخبارات الأجنبية تزيد من نشاطها في روسيا مشيراً إلى أن «نتائج 2015 تؤكد ذلك».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن «المجتمعين في موسكو أكدوا التمسك باتفاقات فيينا وقرارات مجلس الأمن والاتفاق حول وقف القتال في سورية».
وأشار لافروف في افتتاح الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الروسي – العربي المنعقد في موسكو إلى أن المنتدى أصبح آلية مهمة لتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفت إلى استعداد موسكو لتقديم الدعم للأصدقاء العرب من أجل تطبيع العلاقات مع ايران، مؤكداً أن حشد الجهود في مكافحة الإرهاب من بين أولويات التعاون بين روسيا والبلدان العربية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن محاربة الإرهاب لن تكون ناجحة طالما الرئيس بشار الأسد في السلطة «تبريراً للارهاب»، مؤكداً أن ذلك «مرفوض تماماً».
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن الاتفاق الروسي الأميركي حول وقف العمليات العسكرية في سورية لا يشمل أطراً زمنية. وأشار إلى أن روسيا تقف ضد الخطاب الغامض الأميركي حول الخطة «باء» في التسوية السورية.
ورداً على نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي قال من موسكو إنه «للقضاء على داعش يجب أن نقضي على حزب الله والحشد الشعبي في سورية والعراق»، أجاب لافروف: «لو ندخل في مناقشة تفاصيل هذه المنظمات لن ينتهي حديثنا اليوم».
ويشارك في أعمال المنتدى وزراء خارجية البحرين والإمارات والأردن واليمن وليبيا وسلطنة عمان والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، فيما يترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي في الفعاليات.
إلى ذلك، أعلن المبعوث الدَّولي إلى سورية ستافان دي مستورا جولة جديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف على أن يحدَّد موعدها لاحقاً، من جهة أخرى، أفادت مصادر دبلوماسية بنقاشات محتدمة حول مشروع القرار الدولي الذي سيعرض على مجلس الأمن الدوليّ بشأن التزام وقف الأعمال العدائية في سورية.
وفي السياق، وافق نحو 100 فصيل مسلح، أمس، على وقف إطلاق النار في سورية، بحسب ما ذكرت وكالة «فرانس برس». وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أن فصائل ما يسمى بـ«الجيش الحر» أكدت التزامها بهدنة وقف إطلاق النار. تزامن ذلك مع توجه مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار وزعته روسيا والولايات المتحدة على أعضاء المجلس قبل تبني وقف إطلاق النار في سورية.
وتدعو مسودة القرار، أيضا، جميع أطراف الصراع إلى تسهيل دخول عمال الإغاثة، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، والتأكيد مجدداً على دعم المجلس لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة والمعارضة.
وكانت موسكو وواشنطن قد أعلنتا خططاً لوقف إطلاق النار في سورية، لا تشمل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرها من المجموعات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، ويدخل وقف النار حيز التنفيذ اعتباراً من منتصف ليلة السبت اليوم .
من جهة أخرى، فرض مجلس الأمن الدولي، بموجب القرار 2253 لعام 2015، عقوبات محددة الأهداف كتجميد الأرصدة ومنع السفر وحظر الأسلحة على أفراد وكيانات أدرجت أسماؤهم في قائمة عقوبات لعلاقتهم بتنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة»، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات.
وتتضمن قائمة العقوبات التي شملت تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة»، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات حالياً أسماء 242 فرداً و74 كياناً.
وقد تم آخر تحديث للقائمة في 11 شباط 2016 ويحل هذا التحديث محل كافة الإصدارات السابقة، وسيتم إجراء تغييرات أخرى على القائمة فور صدور قرار عن اللجنة بشأنها.
ووفقاً للفقرة 49 من القرار 2253، تطرح اللجنة موجزاً لأسباب إدراج أسماء الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المدرجة بالقائمة.
ميدانياً، أكد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في ريف حلب الجنوبي الشرقي أمنت الطريق من حلب إلى بلدة خناصر.
وذكر المصدر في تصريح أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أمنت طريق عام حلب-خناصر بعد أن دمرت آخر تجمعات وأوكار إرهابيي تنظيم «داعش» في محيط الطريق في الريف الجنوبي الشرقي.
وكان إرهابيون من «داعش» تسللوا إلى محور أثريا – خناصر قرب الحدود الإدارية بين حماة وحلب في محاولة منهم للسيطرة على طريق حلب-حماة وزرع الألغام فيه للتغطية على هزائمهم المتتالية أمام وحدات الجيش العربي السوري التي تواصل انتصاراتها في ريف حلب الشرقي.
وأعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار إلى عدد من القرى في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد التنظيم المدرج على لائحة الإرهاب الدولية خسائر في الأفراد والعتاد.
وأفاد مصدر ميداني في حلب في وقت سابق اليوم بأن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى قرى معنايا وشلالة صغيرة وتلال الزعرور على محور خناصر» في ريف حلب الجنوبي الشرقي. ولفت المصدر إلى أن «وحدات الجيش والقوات المسلحة خاضت اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم «داعش» انتهت بتدمير العديد من أوكارهم وتحصيناتهم وفرار العديد منهم».
وأشار المصدر إلى أن «وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري قامت بتمشيط المنطقة وتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي خلفها إرهابيو التنظيم التكفيري لإعاقة تقدم الجيش».