ارقد هنا
ولا تجرّب اختبار الوقت
ستهزمك الثواني
يقول رجل طاعن في السجن
أنت هنا
رهين بين رغيفين
وشوك الذكريات
ستخرج
ربما بعد ذاكرة
وتلتقي بأطفالك
كما تركتهم ذاكرتك
ستستيقظ في الصباح
تعدّ شطيرة
وكوب حليب محلّى بالعسل
وسيقترب ابنك خلفك
يقول:
اشرب القهوة من دون سكر
تلتفت مرخياً نظرك
وتصعد عالياً فترى رجلاً يشبهك
تعتذر
وتعتصر
قلبك مرارة
حين تراه يحمل كتباً سميكة المفردات
ويهطل حزن عينيك
حبّة من وقت
وحبّة من موت
تستلّ لفافة من جيبك
تقدّمها له عربون اعتذار
فيطأطئ خجله
يتناولها ويدسّها بين شفتيك
يخرج ولّاعة ويشعل كفن لفافتك
يحضنك
كطفل ويمضي من دون احتساء قهوته
تسحب كرسياً
ترمي بهمومك فوقه
فينوء
تغمض
تنفث لهاثك غيمة
فينكزك زميلك
أين ذهبت؟
ستقتلك أوهامك
ارقد
واقتل وقتك بنومك
هو كثير هنا وطويل
تسأله:
وكيف تقتل وقتك؟
بنصيحة أمثالك من الموتى
كيف تدفن وقتك
في ظلّ موتك
وكي تحفظ صوتك
من زلّة سهر؟
هنا
أنت خارج الوقت
داخل مكان
مهتوك الزمان
كلّ ما فعلته
لفافة تبغ
وكلّ ما آلت إليه
بعد احتراقها
سحابة من دخان
فؤاد ديب