أحد مناضلي الحزب المميّزين في طرابلس الرفيق إحسان سوق

إعداد: لبيب ناصيف

يتحدث الأمين جبران جريج في أكثر من مكان في مجلداته «من الجعبة» عن الرفيق إحسان سوق، فقد كان قومياً اجتماعياً مناضلاً، اعتقل مراراً، اختار إحدى الرفيقات، رفيقة لحياته وأنجب منها ستة أبناء جميعهم رفقاء ورفيقات 1 . هذا «المجهول» لدى معظم القوميين الاجتماعيين «معلوم جداً» في تاريخ العمل الحزبي في طرابلس. ذلك أن اسمه كان يتردد في العديد من المواجهات مع عناصر قوى الأمن، في الاعتقالات التي تحصل، وفي النشاط الإعلامي الذي كان يقوم به.

ولأنه كان مناضلاً عنيداً، وبنى وزوجته الرفيقة سهيلة، عائلة قومية اجتماعية نحكي عنهما بما توفر لدينا من معلومات، آملين من الرفقاء أبنائهما أن يضيفوا بما عندهم إغناءً للنبذة.

ضمن سلسلة مقابلات أجرتها مجلة «صباح الخير- البناء» مع رفقاء انتموا إلى الحزب في مرحلة الثلاثينات ونشرتها في ذكرى اليوبيل الذهبي للحزب 1932-1982 كان هذا الحديث مع الرفيق إحسان سوق، ننقله بالنص الحرفي.

متى كان انتماؤك للحزب السوري القومي الاجتماعي ومن هم الشهود؟

كان انتمائي للحزب في ربيع 1938 وكان الشهود الرفيقان الدكتور كمال الرافعي 2 ونزيه الحسيني.

ما هي الظروف لتي أحاطت بانتمائك؟

كنت في ذلك العام تلميذاً في مدرسة «حوض الولاية» الرسمية في بيروت وكان أحد زملائي في الصف الإعدادي الرفيق إبراهيم الزين غير الأمين إبراهيم زين الذي تولى مسؤوليات عديدة، مركزية ومحلية، وكتبت عنه أكثر من مرّة وقد أعطاني مبادئ الحزب مشروحة بقلم الزعيم فقرأتها فوجدت فيها مبادئ الخلاص للأمة. فطلبت منه أن يرشحني للدخول فدلّني على الأمين أنيس فاخوري 3 في طرابلس وفي أول فرصة أتيحت لي وهي عطلة الربيع ذهبتُ إلى منطقة الزاهرية وطلبت مقابلة الأمين أنيس وتقدمت بطلب انتماء وهكذا دخلت الحزب.

ما هي أهم النضالات التي قمت بها خلال التزامك الحزبي؟

نضالاتي الحزبية كثيرة، إن أردتُ تعدادها يلزمني صفحات ولكني ألخّصها الآن بما يلي: عندما انتميت إلى الحزب أُلحقت بمديرية الطلبة، وكان معارفي من الطلاب بيئة خصبة للنشاط الحزبي، وقد كنت دائم الحركة بينهم وأدخلت منهم الكثير في الحزب وأذكر أنني عام 1939 أصدرت بمساعدة مديرية الطلبة كرّاساً إذاعياً اسمه صوت الطلبة القوميين الاجتماعيين في أول آذار، تضمّن في صفحته الأولى صورة للزعيم بريشة الأمين أنيس فاخوري ومكتوب تحتها أبيات من الشعر للرفيق الشاعر أحمد الأيوبي جاء فيها:

جمال في المحيا لا يباهى

وعزم في يمينك لا يضاهى

حللت ربوعنا ونزلت فيها

نبايعك الزعامة عن رضاها

ومن ينشئ لأمته بناء

لأحرى أن يقدس في حشاها

وعلى آخر صفحة من الكراس خريطة لسورية الطبيعية مغطاة بالزوبعة الحمراء. والغرابة في هذه

الخريطة، وقد أُخذت من أطلس أجنبي قديم، أنها كانت تتعدى حدود دجلة إلى جبال البختيار كما هي

الخريطة التي اعتمدت لدى الحزب رسمياً فيما بعد، مما يدل على أن الزعيم الخالد قد حصل على أدلة

علمية في دراسته الواسعة لتاريخ وجغرافية الهلال السوري الخصيب. ولنعد إلى كرّاس «صوت الطلبة في أول آذار» فقد حررته بمساعدة الرفقاء نزيه الحسيني، اسكندر قندلفت وأكرم الصوفي وقد طبعنا منه ألف نسخة وزعناها في جميع مدارس طرابلس.

كانت النضالات الحزبية بالنسبة لي كلها سواء، ولكن عند أول اعتقال حدث لي بعد مطاردة واختفاء دام سبعة أشهر وقعت بعدها بقبضة الفرنسيين وذلك في شباط 1941. كان الاعتقال الأول عنيفاً جداً بالنسبة لي، وبالرغم مما تعرضت له من الإهانة والتعذيب، لم يتمكن المحققون من انتزاع أي اعتراف مني عن علاقتي بالحزب، وبقي المسؤولون والأعضاء في سرية تامة، وهذا ما يشهد به منفذ طرابلس السابق رياض أديب.

أضاف: بعد خروجي من المعتقل في سجن القلعة بيروت عام 1941 بمدة قصيرة ابتدأت أكتب، فأصدرت نشرات غير دورية بحجم كتاب «شرح المبادئ» اسميتها صرخة في المجتمع أصدرت منها خمسة أعداد في فترة سنتين، وكان قلم المراقبة على الصحف والنشرات يحذف لي أكثر من نصف المواد التي أكتب. وهذه المواد تعتمد الأدب القصصي والرمزي وهو السبيل الوحيد في ذلك الوقت العصيب لنشر المبادئ والدعوة للحزب لأن النشاط السياسي كان محظوراً وملاحقاً بسبب الحرب، ومع تقيّدي بأوامر المراقبة كانت نشرتي «صرخة في المجتمع» تلاحَق وتصادَر من قبل الدرك ورجال الأمن العام.

في أوائل 1949 كان نشاطي البارز هو إصدار كتاب عن الشيوعية. وقد كتب لي المقدمة الرفيق فريد

مبارك مدير تحرير جريدة «النهضة» المحتجبة. وقد اطلع على الكتاب قبل طبعه حسب الأصول، عميد

الثقافة في الحزب آنذاك الرفيق لبيب زويا وسمح لي بإصداره. وما أن صار الكتاب على أهبة الصدور

من المطبعة حتى داهمها مدير الأمن العام منير ضو، وأمر باعتقالي وكانت التهمة انتمائي للحزب الذي حلّته الحكومة يوم حادث الجميزة. ولما كانت الأوامر في البدء عدم ملاحقة أفراد الحزب العاديين، أفرج عني وضُبطت المطبوعة، لكنني سرعان ما تواريت عن الأنظار في اليوم التالي، إلى الشام ومنها إلى الأردن بعد اغتيال الزعيم الخالد.

وسئل: هل كانت لك معرفة شخصية بالزعيم؟

التقيتُ سعاده أربع مرات. أول مرة رأيت فيها الزعيم عن قرب كان في أول آذار عام 1938، كان لي صديق ورفيق في المدرسة اسمه صالح الرافعي وهو من طرابلس ويسكن في منزل عمه في محلة برج أبي حيدر في بيروت وفيما كنّا نسير في زاروب منزله وأنا أحمل عدداً ممتازاً من جريدة «النهضة» وفي صفحتها الأولى صورة كبيرة للزعيم مكتوب تحتها أبيات للشاعر وجيه البارودي وأنا أقرأها له:

يا شعلة في ظلمات اليأس

وبسمة من غفلات الأمس

سرت إلى العلياء عالي الرأس

قوي الروح شديد البأس

تصبح في كل كلمة معضلة وتمسي

حلو الأسارير سري النفس

أنت الزعيم الفرد كالي الغرس

في حقل سوريا وباري القوس

ما أن أتممتُ قراءة هذه الأبيات الأربعة وإذا بالزعيم بشحمه ولحمه أمامي وأمام رفيقي متمنطقاً بنطاق أسود على لباس رصاصي، فتطلّع رفيقي في الصورة وتطلع به وصرخ هذا هو زعيمك، وكان برفقته الحرس فدخل بيت منفذ بيروت الرفيق زكريا لبابيدي وتبعه جمهور غفير من الناس أتوا من الشارع الرئيسي على متن سيارات عديدة توقفت أمام المنزل، فنزلوا منها ودخلوا وراءه فتبعناهم بصورة عفوية. كان هناك اجتماع كبير وكان خطاب أول آذار ألقاه الزعيم ارتجالاً مما أدهشنا جميعاً وهو خطاب تاريخي طويل.

كان يتكلم بهدوء وبصوت رصين ولا ينفعل أبداً أثناء الكلام ويتطلع إلى الجموع موزعاً نظراته بينها يخاطبها من العقل إلى العقل ومن القلب إلى القلب فيلهبها حماساً بعد أن يدخل إلى ضمائرها فيسيطر على مشاعرها.

خرجنا من الاجتماع لا نشعر بتعب الوقوف أمام هذا الزعيم العبقري إلا بعد أن انتهى من خطابه لأننا كنا منسجمين معه بأرواحنا وقلوبنا.

ثم رأيته مرة ثانية عند زيارته طرابلس بعد عودته من مغتربه القسري عام 1947. لقد استقبلناه في قرية القلمون، فخطب في مقهى على البحر قائلاً: « عندما قلت في مناسبة سابقة لقد شاهد أجدادنا الفاتحين السابقين ومشوا على بقاياهم أما نحن فسنضع حداً للفتوحات، عنيت بذلك الفتوحات الآتية من الخارج لا الفتوحات التي ستقوم بها نهضتنا «.

وواصل زيارته لطرابلس ونزل في بيت الأمين الدكتور عبدالله سعاده في شارع يزبك، وهناك تجمّع الصحافيون حوله وكنتُ في الدار مع المستقبلين بقربه، فلما شاهدوني لفتوا حضرة الزعيم إلى نشاطي أثناء غيابه فسرّ مني كثيراً وطلب أن أظل بقربه وكان الازدحام شديداً و»الكنبة» التي يجلس عليها الزعيم تضيق به وبالجالسين أكثر من أربعة أشخاص، فنهضت من المكان قربه وأردتُ الابتعاد لإفساح المجال للراحة فشدّني من يدي وأبقاني مكاني، فاحمرّ وجهي من الخجل فقلت في نفسي: كيف لا يعشق الشعب هذا الزعيم وهو على هذه الصورة المثلى من الأخلاق والإنسانية؟

ثم اجتمعت به مرة ثالثة في ضهور الشوير برفقة الرفيقين الدكتور كمال الرافعي ووصفي المغربي وغيرهما.

أما المرة الرابعة والأخيرة التي اجتمعت بها بالزعيم الخالد فكانت في الحفلة التي أعلن عنها الحزب في بيروت بمناسبة أول آذار سنة 1949 في فندق نورماندي حيث ألغت الدولة يومها الاجتماع بالقوة وكاد يحدث صراع مسلح بينها وبين الحزب ولم يلغِ الحزب الاحتفال بل أقامه في بيت الرفيق اسكندر شاوي في الأشرفية، وهناك كانت خطبة الزعيم الخالدة المشهورة: «نحن نبحث عن القتال ولا يبحث عنا القتال أبداً «. وكان من بين الحضور شخصيات سياسية ورسمية لبنانية من بينها الرئيس السابق سامي الصلح وابراهيم حيدر وغيرهما، فشعرت يومها بهاجس المؤامرة على الحزب لأن الحكام كانوا يخشونه كثيراً نظراً لتعاظم قوته الشعبية.

الرفيقة سهيلة

ما لم يقله الرفيق إحسان السوق في مقابلته مع «البناء» قالته عقيلته ورفيقته سهيلة في لقاء في منزلها مع الرفيق نزيه مبيّض 4 بحضور ابنها الرفيق نظام وكان يتولى مسؤولية ناظر عمل في منفذية طرابلس، والرفيق محمود المهتدي، وكان في زيارة من ألمانيا حيث يقيم.

قالت: «أنا سهيلة عبد الرحمن العائدي. مواليد حيفا في 16/07/1936. انتميت عام 1958 على يد الأمين سليم صافي حرب 5 . في تلك الفترة تعرفت على الرفيق إحسان السوق واقترنت منه. انتقلنا للإقامة في منطقة باب التبانة في طرابلس.

الأشخاص الذين تعرفتُ عليهم هم: مدير مديرية التبانة الرفيق عبدالله النكت 6 والرفقاء واصف فتال 7 ، أحمد العجم 8 ، ياسر العجم والرفيقة زوجته، محمود المهتدي 9 ، وجميعهم كانوا تابعين لمديرية التبانة. في تلك الفترة لم أكن بعد رفيقة. ومن ثم انتقلنا إلى محلة الصاغة وهنالك تعرفتُ على الرفقاء: صالح الرافعي وآخر من آل المغربي، توفيق قربان، دريد ورامز وطلال حيدر 10 ، أوغست حاماتي 11 ، هنري حاماتي الأمين لاحقاً ، كنعان الزين 12 . في تلك الأثناء كان الرفيق إحسان يحرر كتاب «العروبة بين الواقع والخيال» رداً على ساطع الحصري، وينهي ديوانه الشعري «الرياحين» وقد أرسلهما إلى مطبعة «البناء» في دمشق حيث احترقا عندما احترقت المطبعة.

في تلك الفترة لم يكن وضعي الصحي جيداً، إذ كنت أجريت وأنا حامل عملية جراحية «المرارة». فذهبت إلى بيروت عند بيت عمي. وبعد فترة قالوا لي: يجب أن ترجعي إلى بيتك لأن الثوار قرروا أن يحتلوا المنزل، فرجعت «وعلقت» هنالك. لكن الرفيق واصف فتال عمل المستحيل لإخراجي من طرابلس وقد تمّ ذلك، وعلى الأرجح لقاء مبلغ مالي. فذهبنا إلى ضهور الشوير وسكنّا في أوتيل «الروضة» لبعض الوقت وبعده في أوتيل عيد. ومن ثم في المخيم الحزبي. في تلك الأثناء وصلنا خبر بأن بيتنا احترق وخسرنا كل شيء.

بعد ذلك انتقلت العائلة، وكان وُلد ابني نظام، إلى بلدة عبرين البترون وكان الرفيق الدكتور داود الفرخ يتولى مسؤولية المنفذ العام، ويقوم بعمل إذاعي جيد، فإلى زحلة، حيث اتصل الرفيق إحسان بمدير مديرية زحلة الرفيق سعد التيني 13 ثم التحق بالمديرية التي كان في عدادها الرفيق خليل سماحة 14 . إلى أن وقع الانقلاب ليلة 31/12/1961، واعتقل الرفيق إحسان في ثكنة أبلح لما يزيد على الأربعين يوماً.

تروي الرفيقة سهيلة كيف كان الرفيق إحسان، أثناء مرحلة الانتداب الفرنسي، ينتقل من مكان إلى آخر ليوزع المناشير، إلى أن حين اعتقاله. « كان اتصال الرفيق إحسان بالأمين أنيس فاخوري الذي كلّفه بتوزيع المناشير وإيصالها إلى الأمين سليم صافي كي يتم توزيعها في طرابلس والميناء من قبل بعض الرفقاء، كذلك كلف الرفيق إحسان بتوزيع المناشير في منطقة جبال العلويين.

تكشف الرفيقة سهيلة عن أمر غير معروف وهو أن ابن عمها الرفيق علي العايدي وكان مسؤولاً حزبياً في منطقة درعا، سلّم مسدسه إلى الرفقاء للقيام بمهمة اغتيال رياض الصلح، ننقل ذلك بناء لما أوردته الرفيقة سهيلة، من دون أن نملك ما يثبت ذلك أو ينفيه.

هوامش

1. أولاده: الرفيقتان سنية وعايدة والرفقاء نظام، سامي، مروان وفادي.

2. الدكتور كمال الرافعي: مراجعة النبذة المعممة عنه على الموقع التالي www.ssnp.info.

3. الأمين أنيس فاخوري: تولى مسؤوليات حزبية، مركزية ومحلية عديدة. ذكرناه أكثر من مرة، ويمكن الرجوع إلى أرشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً. لديه مؤلف جدير بأن يُقرأ بعنوان «نسف الأضاليل مرحلة أساسية في إزالة إسرائيل» .

4. نزيه مبيض: كان يتولى في حينه مسؤولية رئيس لجنة تاريخ الحزب في منفذية طرابلس.

5. سليم صافي حرب: تولى مسؤولية منفذ عام طرابلس، شارك في الثورة الانقلابية وأسر. لللإطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.

6. عبد الله النكت: من فيع. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.

7. واصف فتال: منح رتبة الأمانة. هاجر إلى غانا حيث أسس أعمالاً ناجحة. عاد نهائياً إلى مدينته طرابلس.

8. أحمد العجم: انتقل إلى بطرام مقيماً فيها، مؤسساً عائلة قومية اجتماعية إلى جانب عقيلته الرفيقة حُسن سلوم. سنعمل على إعداد نبذة عنهما.

9. محمود المهتدي: هاجر إلى ألمانيا وما زال مقيماً فيها، وناشطاً حزبياً.

10. طلال حيدر: الشاعر المعروف، من بعلبك. كذلك شقيقه الرفيق الشاعر رامز.

11. اوغست حاماتي: تولى مسؤولية ناظر تدريب طرابلس، ونشط حزبياً. شارك في الثورة الانقلابية عملية الافراج عن الامين شوقي خيرالله من مكان توقيفه في ثكنة الفياضية .

12. كنعان الزين: نشط حزبياً وتولى مسؤوليات محلية في منفذية طرابلس.

13. سعد التيني: نشط حزبياً في الظروف الصعبة التي أعقبت الثورة الانقلابية. سجن لمدة عام بسبب نشاطه لحزب ممنوع. غادر إلى ولاية اوريغون في الولايات المتحدة. شقيقته الرفيقة سعدى متأهلة من الأمين شفيق راشد. مراجعة الموقع المشار اليه أنفاً للإطلاع على ما كتبناه عن كل من الأمين شفيق راشد والرفيق سعد التيني.

14. خليل سماحة: تولى مسؤوليات حزبية عديدة في منفذية زحلة، منها مسؤولية منفذ عام. غادر إلى الأردن بعد الثورة الانقلابية، واستمر على نشاطه الحزبي. عاد إلى منطقة زحلة نهائياً وما زال على إيمانه والتزامه القوميين الاجتماعيين.

نأمل ممن يملك معلومات عن الرفيق د. داوود الفرخ أن يكتب إلى لجنة تاريخ الحزب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى