حديث الجمعة

روحي بلاد…

هنا صحراء حزن جميل لا يقاطع نشيجه ضجيج المواسم، حادّ في برده وحَرّه، وحُر..

وهنا، قرى تسكنها الحدود، منسية هادئة لا يعكّر شرودها صخب العابرين.. شحوبها سنابل، وماؤها دمع المنتظرين..

وهنا مدينة من رماد، ملامحها غربة، وأسقف بيوتها مستعارة من بيوت في خيال القاطنين.. والماء فيها مالح، وكل دروبها تتشابك في وجهة واحدة ولا تصل..

وهنا غابة فيء أشجارها لا يظلّل أحدًا، وعشبها شارد في الممرات التي لا يمرّ بها أحدٌ، ووردها يشيخ قبل أن تُطبع على عطره قبلة غزل واحدة..

هنا حديقة، بعشب اصطناعي يحجب التراب الشهيّ عن أعين الغيمات فلا يصله دمعها ولا يملك أن يرفع ذراعيه لتلقي الحياة، وفنجان يبست على حوافه القهوة وما يبس الإنتظار..

هنا امرأة، روحها وطن وكلّها غربات، تُجنُّ.. تحنُّ.. وترتّل في كلّ ليلٍ الكلمات التي دُوّنها المنفى على جواز عبورها إلى عتمٍ بلونِ الأبد..

ليلى عماشة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى