واشنطن تُسوّق لقائد الجيش باربرا ليف للوفد النيابي: تحمّلوا المسؤولية وانزلوا إلى المجلس
} محمد حميّة
عاد الوفد النيابي الذي زار الولايات المتحدة الأميركية منذ أيام الى لبنان، حيث التقى أكثر من مسؤول في الادارة الأميركية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لكن اللقاء الأبرز والأهم كان مع نائبة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وجرى البحث في ثلاثة ملفات وفق مصادر مطلعة لـ»البناء»:
*المساعدات الأميركية للجيش والقوى الأمنية.
*اللاجئون السوريون.
*رئاسة الجمهورية.
ولم يتطرّق النقاش خلال اللقاء الى الموقف السعودي والتباين مع الولايات المتحدة الأميركية في الساحة اللبنانية وملفات إقليمية ودولية عدة. كما لم تأتِ باربرا ليف على ذكر اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
الوفد ضمّ ثمانية نواب يمثلون تشكيلات المعارضة وهم: فؤاد مخزومي، مارك ضو، راجي السعد، بلال الحشيمي، غسان سكاف، الياس حنكش والياس اسطفان.
ووفق المصادر فإنّ المسؤولة الأميركية وخلال اللقاء الذي استمر حوالي الساعة، عكست امتعاض بلادها من تلكؤ اللبنانيين عن إنجاز استحقاقاتهم الدستورية لا سيما رئاسة الجمهورية، وسألت النواب الزوار أكثر من مرة عن رأيهم بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، فكان جوابهم بأن لا مشكلة مع ترشيح قائد الجيش لكن العقدة تكمن بتعديل الدستور في مجلس النواب في ظلّ معارضة أطراف سياسية عدة لهذا التعديل لا سيما التيار الوطني الحر والثنائي حركة أمل وحزب الله، ما يُعرّض انتخاب قائد الجيش للطعن النيابي أمام المجلس الدستوري.
أوساط نيابية نقلت عن قائد الجيش لـ«البناء» أنه ليس مستعداً للترشح من دون تعديل الدستور كي لا يتكرّر ما حصل خلال انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، حيث لم يُعدّل الدستور واستُعيض عن ذلك بورقة تعهّد كامل الأطراف بعدم الطعن.
ولم تتدخل باربرا بأسماء المرشحين للرئاسة وفق ما أشارت مصادر الوفد لـ»البناء»، لكنها دعت النواب للنزول الى البرلمان وتحمّل المسؤولية وانتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب النواب: بأننا شاركنا بإحدى عشر جلسة ولم ننجح بانتخاب رئيس ومستعدّون للنزول الى أيّ جلسة مقبلة، وليتفضل الطرف الآخر بالنزول الى المجلس، ولا نعرف إذا ما كان سينزل فريق حزب االله إلى المجلس عند تأمين الأكثرية النيابية لمرشحه فرنجية.
وقال النواب للمسؤولة الأميركية إنّ الهدف الرئيسي هو انتخاب رئيس يستطيع إنقاذ البلد بمعزل عن الأسماء، وهذا يتمّ بموافقة المملكة العربية السعودية وإعادة الثقة بلبنان، وشدّدوا على أنّ التفاوض مع صندوق النقد وإنجاز الإصلاحات هو باب الإنقاذ، والأهم ليس الأموال بقدر ما يمنح لبنان شهادة حسن سلوك ما يُعيد الثقة بالدولة اللبنانية ويدفع مختلف الدول للانفتاح على لبنان.
وأبلغ النواب باربرا رفضهم المطلق للطرح الفرنسي بالمقايضة بين فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة، مشيرين إلى أنّ فرنجية هو مرشح حزب الله وسيمدّد المشكلة في لبنان مع الدول الخليجية والعربية، كما أنّ نواف سلام غير مطلع على تفاصيل الحياة السياسية في لبنان وعلى زواريبها الضيقة وستتجدّد سياسة وتجارب الحكومات المتعاقبة الفاشلة لا سيما حكومات عهد الرئيس ميشال عون.
وأشار الوفد إلى أنه إذا كان النائب ميشال معوّض مرشح تحدّ واستفزاز للطرف الآخر، فأيضاً فرنجية مرشح تحدّ، وهناك عدة مرشحين آخرين لا علاقة لهم بالفساد ويملكون رؤية إصلاحية مثل الوزير السابق جهاد أزعور وصلاح حنين والنائب نعمت أفرام وزياد حايك وحبيب الزغبي.
وأكد الوفد أن معوض أبلغ الكتل الداعمة لترشيحه أنه في حال اتفقوا على مرشح آخر وأمّنوا له الأغلبية النيابية، فسيتنازل ويسير بالتوافق.
ولم يدخل الأميركيون باستحقاق رئاسة الحكومة ولم يفاتحوا الوفد باستحقاق رئاسة الحكومة وترشيح نواف سلام.
وشكر الوفد للأميركيين دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الضامنة للأمن والاستقرار في لبنان في ظلّ الانهيارات التي طالت مختلف المؤسسات والقطاعات الاقتصادية والصحية والتربوية، ما يؤدي الى مزيد من الانهيارات المتلاحقة وبالتالي انحلال اجتماعي وأخلاقي وتزايد نسبة الجريمة الاجتماعية، كما طلب الوفد أن يشمل الدعم المالي كل المؤسسات الأمنية كالأمن العام وأمن الدولة.
كما عقد الوفد اجتماعاً لمدة ساعة مع مجلة Foreign Affairs التي كتبت مقالاً في وقت لاحق أعلنت خلاله دعم واشنطن لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.
وليست المرة الأولى التي يزور فيها الوفد النيابي نفسه واشنطن للاطلاع عن كثب على حقيقة موقفها من الملف اللبناني ومن الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً في ظل خلط الأوراق على الساحتين الإقليمية والدولية وتغيّر حسابات بعض القوى المؤثرة في لبنان لا سيما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني.
وعلى الرغم من تفضيل واشنطن وصول قائد الجيش الى بعبدا، لكن بعض النواب لمسوا من حصيلة اللقاءات بأن الأميركيين غير مهتمين كثيراً للبنان كما في مراحل سابقة.