أولى

التفاوض الإقليمي على صفيح ساخن

 – يشكل الإعلان عن مؤتمر لأمن الخليج بمبادرة عمانية وموافقة كل من السعودية وإيران علامة مهمة على الإتجاه لتفاوض إقليمي لا يمكن حدوثه دون إطار دولي أقله الموافقة الأميركية أو التشجيع الأميركي أو الطلب الأميركي ، هذا إذا لم تتطور فكرة المؤتمر ليشكل كما وصفه وزير خارجية عمان بمؤتمر كل المعنيين بأمن الخليج فاتحا الباب لرعاية أممية وتتيح مشاركة الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن  الدولي وتكون طهران وواشنطن على مائدة التفاوض مباشرة.

إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن فرص تهدئة تتحول إلى تسوية في اليمن يؤكد التقدم الذي حققته الوساطة العمانية والمعلوم أن اليمن هو الساحة الأهم في المواجهة السعودية مع محور المقاومة بعد الفشل السعودي في الساحات الأخرى وتحول الحرب على اليمن من مشروع تحقيق أرباح غلى مصدر للخسائر .

ما يجري في العراق ولبنان وسورية لا ينفصل عن التفاوض لكنه تفاوض على صفيح ساخن يلعب فيه الأميركي أوراقه على حافة الهاوية فيلوح بدفع الأمور نحو الإنهيار وهو يخشاه كما كان حضوره العسكري في الخليج تلويحا مشابها بالإستعداد للذهاب إلى الحرب وهو يخشاها بينما خصومه الذين أظهروا عدم رغبتهم بالحرب وعدم رغبتهم بالإنهيار أظهروا عندما بلغ التصعيد ذروته أنهم لا يخشون الحرب ولا يخشون الإنهيار.

كما تراجع الأميركي عن التلويح بالحرب يتراجع عن التلويح بالإنهيار لكن صناعة التسوية أصعب من صناعة الأزمة لأن الرأي العام مسرحها وعندما يتم إستفزازه بالجوع وتتم تعبئته بالغضب ويخرج إلى الساحات لا يمكن إعادته كما كان عندما خرج.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى