اقتصاد

جمعية الصناعيين إلى التصعيد.. وتحذّر من التخاذل

تتجه جمعية الصناعيين الى الإعلان عن خطوات تصعيدية «في حال لم يتمّ توفير المواد الأولية للقطاع الصناعي، خصوصاً أن المخزون بدأ ينفد، والخوف على الاقتصاد الوطني وعلى أرزاق العمّال يكبر ويزداد». وقرّرت الجمعية في هذا الإطار «تنفيذ خطوة أولى خلال 10 أيام على أبعد تقدير إفساحاً في المجال لاتخاذ إجراءات كفيلة بتوفير المواد الأوّلية للقطاع الصناعي». وحذّرت من أن أيّ تخاذل في تلبية هذا المطلب، سيدفعنا لتنفيذ المزيد من التحرّكات التصعيدية التي سنحدّد نوعها بحسب ما يتطلبه الوضع القائم.

وقال رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ الجمعية، بحضور نائبي رئيس الجمعية زياد بكداش وجورج نصراوي، أمين المال نظريت صابونجيان وأعضاء مجلس الإدارة وحشد من الصناعيين والإعلاميين: لقد دقت ساعة الحقيقة، إما الحياة أو الموتلسنوات طويلة صمدنا، وقاومنا كل الصعوبات، وتخطينا كل التحديات،على رغم الخسائر والتراجعات التي سجلتها المؤشرات الصناعية على اختلافها جراء ظروف قاهرة وعوامل غير منطقية، إلا أنه كان على الدوام يحدونا الأمل في العودة إلى النهوض من جديد، خصوصاً أن عوامل ومقوّمات الإنتاج كانت لا تزال متوفرة بما يسمح لنا خوض غمار التحدّي والإنتاج والإبداع.

أضاف: اليوم معركتنا من نوع آخر، فهي لا تتعلّق بعدوان إسرائيلي أو بإقفال معابر وطرق شحن، أو أحداث وأزمات داخلية، فالصناعة تواجه تحدياً مصيرياً، يتعلق بحرمانها من المواد الأوّلية التي تشكّل العنصر الأساسي للإنتاجإذاً القضية قضية حياة أو موت، فمن دون المواد الأوّلية لا دورة إنتاج ولا سلع، ما يعني توقف دورة الإنتاج وإقفال آلاف المصانع وتسريح عشرات آلاف العمالهذا المشهد يدفعنا إلى القول: إن حرماننا من المواد الأوّلية جريمة موصوفة بحق قطاعنا الصناعي واقتصادنا الوطني وأهلنا ومجتمعنا.

وتابع الجميّل: نحن كصناعيين لم نعتَد يوماً أن نسكت، واليوم بالذات وأكثر من أي وقت لن نسكت ولن نبقى مكتوفي الأيدي متفرّجين على وقوع مصانعنا وضياع موظفينا وعمالنافي وقت سابق، تحدثنا كثيراً عن الآثار السلبية للتوقف القسري للقطاع الصناعي عن الإنتاج جراء فقدان المواد الأولية على الاقتصاد الوطني لا سيما لجهة توفير السلع الى السوق الوطنية واستمرار التصدير وكذلك الحفاظ على الأمن الغذائي وغير ذلك. في 23 أيلول الماضي ناشدنا المسؤولين لتأمين التحويلات لاستيراد المواد الأوّلية، وقمنا بمراجعات عدة، لكننا لم نحصل على أي نتيجة. اليوم بدأ المخزون من المواد الأولية ينفد، والخوف على اقتصادنا الوطني ورزقنا وحياتنا وحياة عمّالنا يكبر ويزداد.

وطالب الجميّل «مصرف لبنان، وكما وَضَعَ آليات مناسبة لفتح اعتمادات لاستيراد الدواء والبنزين والقمح، وكذلك أخيراً المواد لصناعة الدواء، أن يقوم بالأمر نفسه للقطاع الصناعي الذي لا يقلّ أهمية عن هذه القطاعات على كل المستويات». وقال: القضية أيضاً بالنسبة إلينا، هي في تأمين الأجور للعاملين في القطاع الصناعي، لأنها قضية ضمير ووجدان، وقضية إنسانية واجتماعية ومعيشية لشركائنا الذين نتمسك بهم إلى أقصى الحدود.

ناشد المسؤولين والمعنيين اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً لإقرار تسهيلات مالية وتأمين السيولة بمقدار رواتب ثلاثة أشهر عبر قروض طويلة الأمد تسمح للمصانع بتأمين فرص العمل للموظفين فيها وعدم اللجوء القسري إلى تخفيض المعاشات والصرف من العمل.وختم: لقد حافظنا على عمّالنا في أحلك الظروف ولم نقتطع أي جزء من رواتبهم حتى في الأيام المظلمة، واليوم سنبذل الغالي والنفيس للحفاظ على هذا المبدأ الذي يأتي في صميم قيَمنا وأخلاقنا والتزامنا الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى