أولى

مغامر ضد التاريخ

 سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي

لا شك عندي في أنّ لعبة رفع الأسعار هي التي قادت السيد علي الأمين إلى هذا النشاط  الإيحائي المثير الجديد. وأظنّه بارعاً في مسلكه هذا. عاش عمره في الأوهام، يحاول أن يقترب من التاريخ لكن لم يجد في آخر العمر إلا لعنة التطبيع مع كيان يَعبر إلى زواله.

لمشاركته في مؤتمر البحرين أكثر من سبب ودافع، وعادة هو يجد أهميته القصوى في هذا النوع من الاقتحامات الإعلامية والدينية، والتي بالطبع يجد لها مبرراتها في عقله، حيث يجاور فيه السرابُ الحقائقَ.

 هل يا سيد علي، ترى أنّ فلسطين لن تعود، والقدس ستغدو يهودية، وأن التاريخ يتراجع أمام خرافات نتنياهو، والدين سيتحوّل إلى أساطير؟

هل يُغريك هذا الملك الذي يُحيط نفسه بهالة المنتصر على شعبه الأعزل، لتقف هذه الوقفة الملعونة؟

إنّ السياسة قد تسمح بتفوّق شخصٍ على شخصٍ، وبلدٍ على بلدٍ، ولكن ليس إلى الأبد.

يمكن لها أن تغيّر في موازين القوى، ولكنها أبداً لن تبدل الباطل إلى حق، والحق إلى باطل.

 كنت أتمنى أن تنزع الغشاوة عن عينيك، خصوصاً بعد إنجاز التحرير عام 2000، فتقف من جديد على جادة المقاومة مع أخوةٍ شاركتهم الدرس والتوعية والتبليغ الديني بين بيروت والجنوب.

 أتدري، يا سيّد علي، أي منزلقٍ انزلقت إليه بعمامتك السوداء؟

 أتدري أي ضرر ألحقته بهذه العمّة التي تمثل في يومنا رمزاً للمقاومة والحق في وجه الصهاينة الإرهابيين العنصريين الدمويين؟

 أتدري أي إساءةٍ أسأت للجنوبيين الذين كانوا يرمون الزيت المغلي على جنود الاحتلال ويرشقونه بالحجارة ويردّدون مقولة شيخ الشهداء: “الموقف سلاح والمصافحة اعتراف”!

 أتدري أي عمّةٍ شوّهت، وأي إيحاءٍ أُريد أن ينتشر من صورتك واقفاً إلى جانب هذا الصهيوني المتطرف؟

 أذهلتني صورتك حقاً، في وقت كنا نتمنى أن تعود رفيقاً وأخاً كما كنّا في النجف الأشرف، نرتاح إلى العلم والإيمان الذي لا يُقاس به مجد.

 نجح العرب المنبطحون والصهاينة الأشرار في جرّك إلى أهدافهم. زيّنوا لك المناصب والأماكن والولائم وهي من حطام الدنيا. غامروا بك في تاريخهم لكن تاريخ المقاومة لن يتغيّرَ أبداً!

 فإن ما توهّمته مخرجاً لعزلتك ما هو في الحقيقة إلا مأزق جديد، ما كنتُ أتمنى أن تقع فيه.فهذاالكيانالذيفشلأنيأخذحقاللهفيهذهالأرضالمقدسةبالعدوانوالدموالاحتلال،لنيأخذهبالتطبيعولوكانتتلكالتيتغطيالرأس،بيضاءأوخضراءأوسوداء!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى