أخيرة

2019… عشق في أوانه ونَقشٌ في نهاياته !

رنا وهبي

سقوط ونهوض وأحزان وأفراح تتوالى. لا شيء يبقى على حاله. أيام تقتصر على الظلام، وأخرى تبصر النور وتبث سعادة ما يلبث أن يتربّص بها الحزن المقيم.

أيام تتأرجح بين النجاح والفشل ومحاولات تخطي الظروف المعاكسةنجتاز عقباتها أحياناً ونخفق أحياناً أخرى.

أيام نعيش في متاهة من خيبة الأمل وأخرى تبتسم الحياة، حتى نكاد نظنّ أنها لن تقسو علينا مجدّداًلكنها سرعان ما تعود إلى عادتها الخشنةفنتخبّط في مشاعر مفرطة تتنازعها الحلوة والمرة.

تعلّمنا الأيام أنّ شغفنا يخفت تجاه الأشياء وأملنا يتناقص لكن علينا أن ندرك أنّ الكبوة لن تدوم طويلاً

«لا تؤجل عشق اليوم إلى الغد» شعار رفعته منذ اليوم الأول للعام ٢٠١٩ وانطبع كالهدف على اختيار السعادة وإعادة إحياء الحب في دواخلي.

صناعة السعادة النابعة من الحب ليست بالشيء الصعبصناعة كلّ شيء نحبه هي السعادة بحدّ ذاتها نحن من نختارها حينما نستثمر ما نحن عليه:

ـ نزهة في الصباح الباكر أو الليل المتأخر حيث تلفح وجوهنا نسمات باردة عليلة ليلاً.

ـ نوستالجيا الاستماع الى أغنية قديمة تسترجع ذكريات جميلة

ـ التفكير بفرح في من نحب خلال دردشات «الواتس أب» على الرغم من عدم معرفة موعد أقرب لقاء.

ـ لحظات feedback ما بعد موعد يجمعك بحبيبك.

ـ كتابة ما يراودك من مشاعر بعد لحظة حب مرت في يومك

ـ النظر الى التذكار (souvenir) من حبيب ضاع في الحياة ولا تعرف عنه شيئاً

ـ قضاء أوقات مرة وحلوة الى جانب عائلتك والاستمتاع بها.

ـ التمسك أسبوعياً بيوم تخصّصه للقاء أعزّ أصدقائك والتواصل معهم يومياً ولو بكلمة صباح الخير.

ـ الإستيقاظ على التفكير بشخص تحبّه والنوم وهو في آخر أفكارك

فإذا صحَـوت فأنت أوَّل خاطِره

وإذا غفَـا جفني فأنت الآخِـر

كلّ هذه التفاصيل تضيف إلى حياتنا طعماً خاصاًوتشعل الحب بداخلنا

بيد أنّ الشخص السعيد هو من يعيش في حدود يومه حيث لا يرهق نفسه في كثرة الالتفات إلى الماضي أو الخوف وكثرة التفكير في المستقبلفقط علينا أن نعيش لحظاتنا لحظة بلحظة، لأنّ اليوم الذي يمرّ لن يعودوالسعادة التي أحطناها بالحزن على أشياء مرّت لن تتغيّرفقط لدينا اللحظة الحالية وعلينا أن نحوّلها لصالحناولمن استطاع لذلك سبيلا فهو الشخص السعيد.

سرّ الحياة هو أن ندرك أنها متقلّبة، ومع ذلك نستمرّ في اللعب معها الى أن نصل للاحترافية ونصبح خبراء في التعامل معهاالسرّ أن لا نجعلها تأخد منا بهجتنا بتقلّباتها حيث لا نأخذها على محمل الجدّ في كافة الأمورالأهمّ في الحياة أن لا نستسلم لشعور أو معركة ونستمرّ رغم الغبار الذي قد يعلق بنا من كثرة الخيباتالأهمّ أن نبحث عن النور وسط الظلام وأن لا نحجز رؤيتنا للأمور الجيدة في أوقاتنا الصعبة..

ديسمبرشهر يستوقفك لمحاسبة نفسك واسترجاع الذكريات والحكم عليها لا بدّ ان تسأل نفسك كيف مرت هذه السنة؟ وتعود وتوضب حقيبة بما حملته من الذكريات لتحملها معك للعام المقبل، ورغم كلّ شيء تحمّل فيها الأمل وتطير به.

هذا العام ينتهي على خلاصة «نقشتك قبلة على جبين القدر».كلّعاموأنتمبخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى