الوطنخاص البناء

رؤساء وقيادات أحزاب وقوى وفصائل وبرلمانيّون يؤكدون لـ «البناء» رفض صفقة القرن والتصدّي لها (2) صفعة ترامب – نتنياهو خطة معادية تستهدف المشرق كله وواجب إسقاطها الحتميّ بمقاومة قوميّة شاملة

} عبير حمدان

تستمرّ المواقف الرافضة لصفقة ترامب المشبوهة ويستنفر المحور المقاوم كافة إمكانياته الإعلاميّة لإيصال الصوت الهادر والمدوّي إلى أبعد مداه.

وحدها المقاومة هي الردّ في وجه عنجهية الإدارة الأميركية التي ضربت كل الأعراف والمواثيق الدولية بتقديم ما هو ليس ملكاً لها أصلاً إلى كيان لا حق له في الوجود. والمقاومة قوامها السلاح فلا شيء سوى الرصاصة يمكنه قتل العدو وإفشال مشاريعه التدميريّة.

هذه الرصاصّة المقدّسة في وجه المحتل ومَن يدعمه هي التي تصون الوطن وتحصّن وحدته ترافقها انتفاضة شعوب حية وبعدها تأتي الكلمة بمختلف أشكالها سواء أكانت ضمن خطاب أو بيان أو تصريح إعلامي.

ترامب أعلن عن بنود صفقة القرن وهللت له «أنظمة الاعتدال» وأرسلت مَن يمثلها لحضور الحفل الذي يهدف إلى بيع فلسطين من جديد، حفل فارغ من مضمونه لا يساوي قيمة الحبر الذي كُتبت فيه النقاط، وصفقة ساقطة بكل المقاييس، والمواجهة الحتمية واقع لا يمكن لأي متخاذل ومتآمر ومستعمر إغفاله.

«البناء» تتابع اليوم، في جزء ثانٍ من التحقيق في الردود على إعلان صفقة القرن، استصراح قيادات ومسؤولين يؤكدون على رفض صفقة القرن ومواجهة المشروع الأميركي ـ الصهيوني:

فيصل: التطرّف والعنصريّة من الأميركيّ والكيان المحتل وتجاهل كل الأعراف الدوليّة والقانونيّة ما هو إلا سقوط مدوٍّ للسياسة الأميركيّة

 

أكد مسؤول الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل أن صفقة القرن المزعومة هي جريمة سياسية، وقال: «هذا الإعلان عن صفقة ترامبنتنياهو يشكل نهاية مسار سياسي مختلّ منذ البداية لهذه الإدارة الأميركيّة الإرهابية، ويجب أن نجعل من هذا الواقع نقطة تحوّل حقيقيّة تعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني باعتباره مشروعاً وطنياً تحررياً لشعب تحت الاحتلال».

وأضاف: «هذا التطرف والعنصرية من الأميركي والكيان المحتل وتجاهل كل الأعراف الدولية والقانونية، ما هو إلا سقوط مدوٍّ للسياسة الأميركية، وما يقوم به ترامب لن ينال من إرادة الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير أرضه بالكامل».

وتابع: «هذه الصفقة ما هي إلا جريمة سياسية موصوفة بحق القدس وحق العودة وتحرير الأرض، وهي ترتكب على مرأى العالم الحر المطالب بما هو أكثر من الإدانة اللفظية، بعد أن أصبحت قضيّة فلسطين هي الحدّ الفاصل ما بين الحق والباطل. ومن موقعنا ندعو الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في كل الفعاليات الرافضة لهذه الصفقة ويرفعوا صوتَهم ليصل إلى كل العالم».

وختم: «إن الردّ على صفقة ترامبنتنياهو ومواجهتها هو بإلغاء العمل باتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بـ»إسرائيل»، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، واسترداد سجل السكان والأراضي من الإدارة المدنية للاحتلال، واستنهاض عناصر القوة نحو مقاومة شعبيّة بكل الوسائل والأساليب، نحو انتفاضة شاملة، على طريق العصيان الوطني إلى أن يرحل الاحتلال والاستيطان عن أرضنا».

الخطيب: نقف اليوم في مواجهة إمبراطوريّة متصدّعة مما يوفر علينا الكثير من الجهد في تعبئة شعبنا بحتميّة المقاومة

 

أكد أمين عام رابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب أن صفقة القرن لن تمرّ وهي ولدت ميتة، وقال: «هذه ليست صفقة إنما ركلة يحاول من خلالها ترامب ونتنياهو الخروج من مأزقهما، وبالتالي هذه الصفقة لن تمرّ وهي ولدت ميتة أساساً لأن الصراع العربي الصهيوني يبقى صراع وجود لا حدود، وهذا شعارنا الأمميّ لأن هذا الصراع لم يأتِ على أساس تسوية سواء بشكلها السياسي أو السلمي، والحقيقة التاريخية الثابتة أن الشعوب حين تُحتلّ أوطانها لا خيار لها سوى الكفاح المسلح، وأن سائر تجليات المقاومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يجب أن يتم توظيفها خدمة لمقاومة السلاح. فالأساس هو المقاومة المسلحة منذ فجر التاريخ ومنذ زمن أبي ذر الغفاري إلى غيفارا وأنطون سعاده انتهاء بالدماء التي بذلت في لبنان من سناء محيدلي وهادي نصرالله وراغب حرب وعباس الموسوي وعماد مغنية وصولاً إلى قاسم سليماني والمهندس الذين دفعوا بدمائهم نحو الثورة ونقلونا من زمن المساومات واليباس إلى عصر الانتصارات والكفاح».

وأضاف: «إن دماء المقاومين والمواقف من المجاهدين الذين علمونا الجهاد والكفاح تؤكد لنا أن الأمم لا تتحرّر إلا حين نمنحها أرواحنا التي هي وديعة نفدي بها أمتنا، اليوم انتقلنا إلى مرحلة نوعية ومفصلية وما حصل بعد استشهاد القائدين سليماني والمهندس عزّز قناعتنا بالنصر، وشرف الكفاح الذي بدأ منذ 6 شباط وشّكل جسر عبور. وهذا التاريخ ليس مجرد ذكرى إنما هو نقطة مفصلية أيضاً مروراً بإسقاط 17 أيار وهزيمة المارينز وطردهم من لبنان. هذا هو المسار الطبيعيّ الذي سيسقط كل المشاريع المشبوهة، واليوم نحن أمام ركلة القرن التي سترتدّ على معلنيها».

وختم: «نحن الأقوى والنصر حليفنا، ولا توجد خيارات معلقة في الهواء، إننا نقف اليوم في مواجهة إمبراطورية متصدّعة على مرأى من الأنظمة الخائنة مما يوفر علينا الكثير من التعبئة لإقناع شعبنا بحتمية المقاومة. وهذه نبوءة من عظمائنا، هذه الخطوة وحدت الشعب الفلسطيني وأتت لصالحنا، بالأمس ظنّ الأميركي وحليفه الصهيوني أنهم قضوا على إيران وتبين العكس، لأن مَن يطلب الشهادة قبل نيلها فإنه يحيي الأمة وينهض بها، القانون التاريخي العلمي المؤمن بالتطور يؤكد أن الحق ينتصر في النهاية، وهذا السيل الهادر سيجرف الصفقة المشبوهة بفعل الجهاد والنضال ونور دماء الشهداء القادة ونحن أمة عريقة قادرة على استرداد حقها التاريخي بالكفاح المسلح».

شلق: المقاومة ضرورة حتميّة لمواجهة العدو ومشاريعه وصفقاته

 رأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان نعمان شلق أن صفقة القرن بدأت منذ تمّ التآمر على فلسطين. وقال: «نحن نؤمن بأن هذه الصفقة المزعومة ولدت ميتة وهي أساساً عمرها أكثر من قرن والمهللون والمطبّلون لها هم أنفسهم المتآمرون على وحدة الأمة وترابطها، لأن هؤلاء لا يريدون أي نوع من أنواع الوحدة في هذا المشرق».

وأضاف: «المستعمر اعتمد أسلوب التفرقة والتقسيم والتفتيت ليتمكّن من الهيمنة على قرار أبناء الأمة ويسلبهم حريتهم، وبالتالي فإن ما أعلنه ترامب بدأت مقدماته بالتآمر العربي على قضية فلسطين منذ ما قبل النكبة وصولاً إلى النكبة وقيام هذا الكيان الغاصب الذي نؤمن أنه إلى زوال، لأنه عبر التاريخ لم يبقَ شعب مؤمن بوجوده وتاريخه وقراره تحت نير الاحتلال».

وتابع: «إن الصراع بيننا وبين العدو يصل إلى مراحل انتصارات قد لا تكون نهائيّة، وهناك قيادات دفعت أثماناً باهظة أبرزها الزعيم أنطون سعاده الذي عرف أن الحياة وقفة عزّ وستبقى كذلك، نحن في منطقة ما بين العراق وسورية وفلسطين صلة الوصل بين المشرق والمغرب، ونمتلك الكثير من الثروات التي يطمع فيها المستعمر، لذلك هو لن يبدّل من خططه إنما يعمل على تغيير الأسلوب والأدوات، وذلك عبر حرب الجيل الخامس التي تقوم على مبدأ محو الذاكرة وغسل العقول وتحويل الصديق إلى عدو وتقديم السمّ في العسل عبر أشخاص فاسدين في موقع السلطة يساهمون في تدمير المجتمع ثقافياً وسياسياً واقتصادياً».

وختم: «المواجهة الفعليّة لهذه المشاريع الاستعمارية التي تحمل في كل مرحلة تسمية، تكون بالتلاحم بين كل القوى المقاومة، والحل لا يكون إلا بالمقاومة والتصدّي لأعداء الداخل الذين يشغلهم عدو الخارج ووكيله المتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب. علينا تحصين المقاومة المسلّحة والتأكيد على حق العودة والحد من التهجير الذي أصاب الشعب السوري خلال سنوات الأزمة، لأن المقاومة سلسلة مترابطة ومن واجبنا تفعيلها ليدرك الجيل الجديد مدى فعاليتها، وبالتالي فإن الحرص على التعبئة حتميّ، وهذا العدو إلى زوال مع كل مشاريعه وصفقاته».

التل: صفقة القرن تستهدف كل المشرق والمطلوب إحياء الميثاق الوطني الفلسطيني والتكامل بين جميع القوى الرافضة لهذه الصفقة

رأى رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن عامر التل أن مواجهة صفقة القرن يكون بتعميم ثقافة المقاومة وعدم الخضوع للمحتلّ وسياسة الإدارة الأميركيّة الداعمة له.

 وقال التل «إن توقيت إعلان ترامب عن بنود صفقة القرن ما هو إلا مهرجان انتخابي لاستجداء الأصوات اليهودية بعد كل السقطات التي مُني بها جراء حماقاته السياسيّة، ومحاولة منه لإنقاذ نتنياهو من السجن والفوز بالانتخابات أيضاً».

وأضاف: «إن ما جرى هو إعلان لصفقة بدأ العمل بتنفيذها منذ فترة على الأرض، حيث إنها ليست بنوداً في اتفاقية وإنما إجراءات عملية جرى ويجري تنفيذها، وعلينا أن لا نسمح بسيطرة اليأس ويجب أن نعمل جميعنا على نشر ثقافة المقاومة لأن أميركا ليست قدراً محتوماً. والدليل أنها هُزمت في أكثر من ميدان في بلادنا، والهزيمة الأكبر ولمشروعها الإرهابي كانت في سورية، وما تحرير معرة النعمان في يوم إعلان الصفقة إلا صفعة لخطة ترامب، لأن الحرب الكونية على سورية جاءت تمهيداً لصفقة القرن، ولذلك فإن انتصار سورية يؤكد أننا أمة حية لا تموت وأننا نملك قوة فعلت وهزمت مشاريع الهيمنة والتفتيت الأميركية الصهيونية».

وتابع التل: «العار الأكبر يتمثل بموقف بعض الأنظمة العربية التي تؤيد الصفقة ولا تخجل بإعلان التطبيع مع العدو الصهيوني لا بل إنها ستموّل تنفيذ هذه الصفقة من خلال إقامة المشاريع لدمج «إسرائيل» بالمنطقة وتهجير الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وغزة من خلال مشروع «نيوم» الذي سيكلّف المليارات، وهو أحد أدوات التهجير الناعم، والمؤسف أيضاً أن جامعة الدول العربية تحوّلت إلى أداة لتنفيذ المخططات الأميركية والصهيونية والرجعية. وهذه الجامعة حرّضت مجلس الأمن الدولي للعدوان على سورية ولولا الفيتو المزدوج الروسي الصيني لنجحت في ذلك وأيضاً كانت أداة لتدمير ليبيا من خلال تبني مجلس الأمن الحرب عليها».

وقال: «إن أخطار صفقة القرن لا تتوقف في فلسطين حيث إنها تستهدف كل المشرق، فالأردن مهدّد بهذه الصفقة لتحويله وطناً بديلاً من خلال مشاريع الكونفدرالية أو الفيدرالية ولتكون «إسرائيل» هي المتحكّم بكل شيء، بينما دور الأردن والسلطة الفلسطينية إدارة سكان فقط وحماية العدو الصهيوني ونزع سلاح المقاومة الذي هو وصفة لحرب أهلية فلسطينية، وهذه الصفقة تتضمن في بنودها أنه على الأردن إعطاء السلطة الفلسطينية جزءاً من ميناء العقبة لإدارته وأخذ إيراداته المالية. وهذا ما يؤكد على حجم المؤامرة على الأردن وفلسطين».

وأكد: «إن الركيزة الأساسية في مواجهة صفقة القرن يجب أن تكون متكاملة، حيث يجب على الفلسطينيين العودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني الذي الغي قبل اتفاقية أوسلو المشؤومة والعودة للمقاومة بعد أن ثبت أن أوهام التسويات لم توصل إلا إلى مزيد من الهيمنة الصهيونية على الأرض الفلسطينية، من هنا يجب أن يتمّ التنسيق بين جميع أطراف محور المقاومة للتصدّي لكل محاولات تمرير صفقة القرن من خلال ما يُسمّى بالسلام الاقتصادي لدمج العدو الصهيوني بالمنطقة واعتباره دولة طبيعية في منطقتنا، وهو كالسرطان ينخر في كل المنطقة والعالم، إضافة إلى ضرورة التنسيق مع الدول الكبرى في العالم التي رأت في صفقة القرن أنها خارج إطار الشرعية الدولية مثل روسيا والصين ومع إيران التي لها موقف جذري من العدو الصهيوني».

وختم: «إن على جميع الأحزاب والقوى الشعبية والشخصيات الوطنية المبادرة لعقد مؤتمر شعبي لوضع الخطط العملية لمواجهة الصفقة والتأكيد على ضرورة عدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والمظاهرات على أهميتها، إلا أن التنسيق والتكامل بين جميع القوى الرافضة لهذه الصفقة يكون بوضع خطط عملية تؤدي إلى إفشالها وعدم إمكانية تنفيذها على أرض الواقع».

حايك: فلسطين لا تُشترى ولا تُباع و«صفقة القرن» ساقطة بكل عناوينها

أكد رئيس المكتب السياسيّ في حركة أمل الحاج جميل حايك «أن صفقة القرن التي أعلنها ترامب بعنجهيّة ساقطة بكل عناوينها».

وقال حايك: «نحن أدركنا منذ البداية أن كل ما شهدته المنطقة من حروب وفوضى ومن استنزاف في الميادين، وبالتحديد في دول الممانعة وما نتج عنه من سموم وغبار أسود باتجاه العمل الفتنويّ وتفتيت بلادنا ما هو إلا مقدمة للوصول إلى ما يحصل اليوم من إعلان لبنود صفقة مشبوهة ومرفوضة تعبر عن وضعية مأزومة لترامب ونتنياهو».

وأضاف: «ما نراه اليوم له مقدّمات أولها استهداف محور المقاومة ودول الممانعة، في مقابل تخاذل فاضح عند بعض العرب، حيث إنه وبكل أسف أصبحت القضية الفلسطينيّة عندهم مجرد أمر ثانوي بدلاً من أن تكون قضية مركزية وأساسية».

وتابع: «ما حصل بالأمس في الشارع الفلسطيني والموقف الثابت للقيادات الفلسطينية المتماهي مع انتفاضة الشعب ما هو إلا بداية مرحلة جديدة لإسقاط كل المشاريع التي تريد إجهاض القضية الفلسطينية، ونحن نرى أن القدس التي هي معراج النبي ومهد المسيح لا يحقّ لأحد أن يقايض عليها».

وختم: «اليوم نحن نعوّل على الوحدة الفلسطينية ترافقها هبّة من الشعوب العربية وتجاوز لعوائق بعض الأنظمة، وذلك من أجل فلسطين التي هي العنوان الأبرز والتي لا تُشترى ولا تُباع.

والمطلوب اليوم حفظ الأوطان لمواجهة العدو الذي لا يريد إلا الشرّ لكل الأمة. وهذا لا يتحقّق إلا بالمقاومة التي هي العنوان الأبرز. ونحن نأسف لغياب النظام العربي الرسميّ بعد أن أطاح ترامب بكل قوانين الشرعية الدولية وأسقط كل الأعراف ليبني سياسة استكبارية جديدة من خلال صفقة مرفوضة وساقطة من عناوينها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى