الوطن

556 شهيداً عراقيّاً حصيلة التظاهرات خلال 4 أشهر.. وبغداد تقترح آليّة لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط علاوي للمتظاهرين: لسحب فتيل النزاع والخلافات بعدما حقّقتم نتائج باهرة

دعا رئيس الحكومة العراقيّة المكلف محمد توفيق علاوي، أمس، المتظاهرين إلى «سحب فتيل النزاع والخلافات، وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء».

ففي سلسلة تغريدات عبر صفحته على «تويتر»، قال علاوي: «لقد حققت التظاهرات نتائج باهرة برفضهم أغلب الطبقة السياسية التي أوصلت البلد إلى هذا الحال المزري، لقد تمثلت هذه الإنجازات بوضع قانون جديد للانتخابات وواقع جديد لمفوّضية الانتخابات فضلاً عن إسقاط مرشّحي الأحزاب لتولي منصب رئيس الوزراء».

وأضاف «على إثر ذلك استجابت مجموعة من النواب المستقلين الذين وصل عددهم إلى حوالي 170 نائباً إلى مطالب المتظاهرين فاختاروا خمسة أسماء من الذين طرحت أسماؤهم وصورهم في ساحات التظاهر، وأجرى هؤلاء النواب المستقلون استفتاء بينهم عن الأسماء الخمسة فوقع اختيار الأغلبية على اسم محمد توفيق علاوي. فكان محمد علاوي بحق ممثلاً عن المتظاهرين السلميين».

وأشار إلى أن «أخشى ما يخشاه الفاسدون هو أطروحات محمد علاوي في إنهاء المحاصصة السياسية فيفقد هؤلاء ما يأملونه من فساد وسرقات، لذلك تحرّكوا لإشاعة أجواء البلبلة والفوضى وتفريق كلمة المتظاهرين، وإني من هذا المنبر أوجه نداء إلى كافة المتظاهرين الأعزاء لسحب فتيل النزاع والخلافات وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء».

وختم تغريداته قائلاً: «إننا فقط بروح الأخوة والمحبة والتعاون نستطيع أن ننقذ بلدنا وننهض به ونحقق ازدهاره وتطوّره، وبخلافه سنفقد ما تحقق من إنجازات عظيمة وسنجرّ بلدنا إلى الهاوية، إن تخلّينا عن روح الأخوة والتعاون وأشعنا روح الخلاف والنزاع والصراع».

وأعلن محمد توفيق علاوي، السبت الماضي، أنه جرى تكليفه برئاسة الحكومة العراقية على خلفية استمرار المظاهرات المندّدة بالأوضاع الاقتصادية، والاضطراب السياسي في البلاد.

وفي خطاب متلفز عقب تكليفه من قبل رئاسة الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة، تعهّد علاوي، بتشكيل حكومة بعيدة عن الطائفية والعمل على إجراء انتخابات مبكرة، فضلاً عن الحوار مع المتظاهرين ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية.

يأتي هذا الترشيح لينهي أزمة سياسية مستمرة منذ أكثر من شهرين، حيث سيدير علاوي البلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة، كما يتعيّن عليه تشكيل حكومة جديدة خلال شهر.

وفي سياق متصل، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن حصيلة شهداء أحداث التظاهرات العراقيّة قد بلغت 556 شخصاً منذ الأول من أكتوبر الماضي.

وقال عضو المفوّضية علي البياتي في بيان صحافي إن «عدد الضحايا الذين ارتقوا في التظاهرات منذ الـ25 من أكتوبر 2019 بلغ 399».

وأضاف أن «ضحايا التظاهرات الأولى في الأول من أكتوبر وحسب تقرير اللجنة بلغ 158 شهيداً، وبالمحصلة تكون النتيجة 556 شهيداً بينهم 13 رجل أمن».

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية العراقي عبد الكريم هاشم مصطفى عن دعوة بلاده لتشكيل آلية للتعاون مع بلدان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابيّ.

وأضاف خلال لقاء مع رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف في موسكو اليوم، أنه لم يعد هناك وجود لداعش في العراق، وأن العمليات العسكرية انتهت هناك، ولذلك بات من الضروري وضع وصياغة آلية جديدة للتعاون مع قوات التحالف الدولي ومع قوات الدول المجاورة، التي ساعدت العراق في الصراع ضد داعش.

وأشار مصطفى، إلى أن التنظيم الإرهابي لم يختف من المنطقة بالكامل، وعلى سبيل المثال، لا يزال في شمال شرق سورية، ينتشر مسلحون من 70 دولة.

وأكد مصطفى أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أثبت أن الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده، تخطّيا الحدود المسموح بها.

وبشأن الاحتجاجات المتواصلة في بلاده، أكد نائب الوزير أنها تعتبر من الأمور الطبيعية المعتادة في الدولة الديمقراطية. وقال إن بلاده تشهد حالياً عملية تشكيل حكومة وفقاً لمطالب المتظاهرين.

من جانبه، أشار كوساتشوف، إلى أهمية تخطي الأزمة السياسية في العراق بأسرع وقت ممكن، وقال: «من الواضح، في ظروف الفوضى أو السلطة الضعيفة، أن تنشأ إغراءات إضافية للاعبين الخارجيين لاستخدام هذا الموقف لأغراضهم الخاصة التي لا تلبي المصالح الوطنية للبلدان».

وأضاف كوساتشوف، أنه يرغب خلال هذا اللقاء، بمعرفة موقف بغداد من «صفقة القرن» المقترحة من قبل الولايات المتحدة، وتجاه الوجود العسكري الأميركي في العراق، وموقف بغداد إزاء الاستقرار الإقليمي والوضع في الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى