تحقيقات ومناطق

استمرار سيل الردود السياسيّة على «وعد ترامب» ـ الجريمة..

عطايا: صفقة القرن تستهدف هويتنا ويجب الإقلاع عن وهم التفاوض والتمسّك بالمقاومة طريقاً للتحرير أبو حسن غازي: الصفقة ساقطة حتماً وماضون في المقاومة حتى إزالة الاحتلال ولا قوّة يمكنها سلبنا حقنا

إعداد عبير حمدان:

تتتالى الردود السياسية من القوى الحيّة في أمتنا على وعد ترامب، وعد بلفور الثاني، المسمّى دعائياً بـصفقة القرن، فلسطينياً وعربياً وعالمياً، بعد عقد مؤتمر وزاري عربي للجامعة العربية في القاهرة  ومؤتمر إسلامي في جدّة، فتبلور التبنّي العام عربياً وأوروبياً وإسلامياً للموقف الفلسطيني الرافض للجريمة الأميركية الصهيونية محسوماً حتى اللحظة، وهذا ما يجب توظيفه في خطط سياسية عملية وشعبية مقاومة مستمرة تؤدي لطرد الاحتلال.

..ويستمرّ موقع الحزب السوري القومي الاجتماعي الرسمي (ssnp.online) وجريدةالبناءفي رصد هذه الردود على الصفقة الجريمة.

هنا ردّان، الأول لممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا والثاني لأمين سر منظمة الصاعقة في لبنان أبو حسن غازي..

عطايا

أشار ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا إلى أنالرئيس الأميركي يريد من خلال صفقة القرن التي أجمع الفلسطينيون على رفضها، إعطاء جرعة انتخابيّة لنتنياهو، وفرض صيغةسلامعلى الطريقة الصهيونية، أيّ شرعنة الاحتلال وتكريسه كأمر واقع، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل؛ إذ إن هذه الصفقة تستهدف هويتنا الفلسطينية كلاجئين، وتستهدفنا كحركات مقاومة، كما تستهدف أرضنا ومقدّساتنا في فلسطين التاريخية”.

وقال عطايا: «إن الرفض الفلسطيني لهذه الصفقة على كل المستويات سيُفشل هذه المؤامرة، ولكن لا بدّ من المسارعة إلى عقد لقاء وطني جامع على مستوى القيادات الفلسطينية الأولى تحضره كل القوى والفصائل، لاتخاذ موقف تاريخي جريء، ووضع خطة إستراتيجية للتعامل مع صفقة ترامب وإفشالها، وإحياء انتفاضة جماهيرية واسعة في الداخل الفلسطيني رفضًا للمساس بمقدساتنا وبحقوقنا التاريخية».

أضاف: إن إعلان ترامب يستدعي مراجعة خيار «السلام» مع كيان الاحتلال من قبل السلطة الفلسطينية، وأن تتبنى خيار المقاومة بكل أشكالها، وأن تتخلّى عن الوهم بتسوية مع العدو الصهيوني، وتقتنع بأن مسار المفاوضات مع هذا العدو لا ينتج عنه إلا ضياع مزيد من الأرض والحقوق الفلسطينية، ولا يؤدي إلا إلى الفشل، واتفاقية أوسلو أكبر شاهد على ذلك.

وتابع قائلاً: المطلوب من السلطة اليوم، بعد موقفها الرافض لصفقة ترامب، هو فك كل الارتباطات الناتجة عن اتفاقية أوسلو مع العدو الصهيوني، وإيقاف التنسيق الأمني، وإعلان المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية مناطق محتلة، وإعلان الكفاح من أجل تحرير فلسطين. وهذا هو مطلب الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بنهج المقاومة، وينادي بإلغاء اتفاق أوسلو بشكل تام مع العدو الصهيوني المستفيد الوحيد منه، لأن المقاومة أثبتت جدواها على مدى تاريخ النضال الفلسطيني، وهي الوسيلة الأنجع لتحرير فلسطين وكل المقدّسات من دنس الاحتلال الصهيوني المجرم.

وإذ أضاف: لقد شاهدنا منذ أكثر من سنتين كيف استطاعت مسيرات العودة التي أظهرت تلاحم الشعب الفلسطيني مع مقاومته أن تعرقل تمرير هذه الصفقة على النحو المرسوم لها، مما أدى إلى إرغام ترامب على تأجيل الإعلان عنها مرات عديدة، وتعويضًا عن فشله عمد إلى تسويق التطبيع، وتسريع الخطوات على هذه الطريق التآمرية، مع أنظمة عربية بعيدة كل البعد عن العروبة وفلسطين، قال: ولذلك ندعو الجميع إلى تجسيد الموقف الرافض لإعلان ترامب إلى وحدة حقيقية للصف الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بالشعارات، لأن قضيتنا الفلسطينية تمرّ بمرحلة خطيرة جدًّا، ما يحتم علينا وضع الخلافات جانبًا، وإنهاء الانقسام البغيض الذي استفاد منه العدو الصهيوني على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني.

ودعا كل الشعوب العربية إلى التحرك السريع قبل فوات الأوان، فالقدس اليوم وكل المقدسات وفلسطين في خطر داهم، وعلى شعوب أمتنا في هذه اللحظة التاريخية المفصلية مسؤولية كبرى تجاه القضية الفلسطينية، وعليها أن تتحمّل هذه المسؤولية في مساندة الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته حتى إفشال كل المؤامرات وتحرير كامل التراب الفلسطيني.

ودعا الشعب الفلسطيني في الداخل إلى إحياء انتفاضة شاملة تواجه الاحتلال، ولا تتوقف حتى طرد المحتل من أرضنا. وكذلك تفعيل العمليات البطولية ضد جنود الاحتلال الصهيوني، حتى يعلم أن لا مكان له على أرض فلسطين المباركة.

ورأى أن الشعب الفلسطيني في الشتات مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز العمل المشترك لتثبيت حقه في تحرير أرضه والعودة إليها، ورفض كل أشكال التوطين أو التذويب التي تستهدفه خارج أرضه المحتلة. ونطالب الدول المضيفة ألا تخضع للضغط الأميركي في هذا الاتجاه، ولا تلتفت إلى الإغراءات المالية الموعودة بها من أجل استيعاب اللاجئين وإلغاء هويتهم الفلسطينية.

وأكد أن إعلان ترامب عن صفقته في نهاية العام 2017، وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني آنذاك، وإعلان تفاصيل هذه الصفقة منذ أيام، هو بمثابة إعلان حرب على الفلسطينيين، وأن الإدارة الأميركية عدوة للشعب الفلسطيني كما الكيان الصهيوني تمامًا. ومن هذا المنطلق نؤكد رفضنا القاطع لهذه الصفقة المؤامرة بشكل واضح، وندعو مجددًا إلى تحشيد القوى من أجل مواجهتها وإسقاطها.

وختم: نعتبر أن إعلان ترامب عن تفاصيل صفقته من طرف واحد يدلّ على مدى الصلف الأميركي، والاستخفاف بقضايا الأمة وشعوبها وقياداتها. ويؤكد على الفشل المسبق لهذه الصفقة، وعلى الأزمة الكبرى التي يعانيها ترامب وصديقه نتنياهو، والتي اضطرته إلى الاستعجال بهذا الإعلان. على الرغم من أنه لن يغيّر من الواقع شيئًا، فلن نسمح لهذه الصفقة بأن تمرّ، وشعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات سيبقى متمسكًا بكل حقوقه، وسيناضل من أجل تحرير فلسطين والعودة إلى دياره، ولن يقبل التوطين أو التهجير أو محاولة تذويبه في أماكن انتشاره، ومقاومته حاضرة بكل قوتها، وحاضنتها الجماهيرية الواسعة خير سند لها، ولن تسمح لأحد بانتزاع عناصر القوة من يدها، ولا سيما سلاحها الذي بات ركيزة وضمانة لاستمرار المقاومة بشكل فعّال، على طريق التحرير والعودة.

أبو حسن غازي

 أكد أمين سر منظمة الصاعقة في لبنان أبو حسن غازي أنّ مواجهة صفقة القرن تتطلب إعادة الاعتبار لخيار الكفاح المسلح: «إنّ صفقة القرن التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنودها هي من أخطر حلقات المخطط المعادي الذي يستهدف القضية الفلسطينية، ذلك لأنها جاءت في ظلّ انقسامات فلسطينية ـ فلسطينية حول الخيارات وسبل التحرير، وفي ظلّ إشعال وإشغال الساحات العربية بالفوضى الهدامة والهاء الشعوب عن أولوية القضية المركزية فلسطين، أضافة إلى الحرب الإرهابية الكونية على سورية، لأنّ سورية تشكل الحاضنة الأساسية للمقاومة الفلسطينية وتقف الى جانب قوى المقاومة في نضالها من أجل تحرير فلسطين».

أضاف: «إننا إذ ندين صفقة القرن ونؤكد بأنها لن تمرّ، فإننا ندين أيضاً تآمر بعض الأنظمة العربية على فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني، ونعتبر أنّ التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني، ليست طعنة غدر لفلسطين وحسب، بل هي طعنة للشعوب العربية التي تقف مع فلسطين وتؤيد خيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة لتحرير فلسطين».

وتابع: «في هذه الظرف التاريخي حيث تتعرّض قضيتنا لمؤامرة تصفوية، نشدّد على ضرورة الانخراط في خوض مواجهة مصيرية ووجودية ضدّ المخطط الجديد القديم الذي يحمل اسم «صفقة القرن»، وهو في الحقيقة مشروع حرب تستهدف اقتلاع ما تبقى من شعبنا على أرض فلسطين.

إنّ المواجهة تتطلب وحدة جميع القوى الفلسطينية على أساس برنامج نضالي يصون الثوابت الوطنية ويعيد الاعتبار لخيار الكفاح المسلح سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة، وهذا خيار شعبنا الذي يتمسك بأرضه وحقه في فلسطين، كلّ فلسطين، وهو الخيار الذي من أجله قدّمنا الشهداء والتضحيات الجسام».

وقال أبو حسن غازي: «نمرّ الآن في مرحلة دقيقة ومفصلية، وأشدّد أنّ المطلوب هو الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة، وإسقاط كلّ مسارات ومفاعيل اتفاق «أوسلو» وملحقاته، بما في ذلك إلغاء ما يُسمّى التنسيق الأمني الذي تقيمه السلطة مع العدو، وهذه أولويات لا بدّ من السير بها لنسلك الطريق الصحيح التي تؤدّي إلى استنهاض حركة النضال الفلسطيني وتفرض معادلة المقاومة بوجه إرهاب الاحتلال الصهيوني والتصدي لمشاريع الاستيطان والتهويد والتهجير».

وأردف قائلاً: «إنّ الوحدة الفلسطينية هي مطلب شعبنا، وهذه الوحدة التي ندعو إلى قيامها على أساس الثوابت والخيارات الوطنية الفلسطينية، تشكل رداً حاسماً وقوياً على «صفقة القرن»، وتحفز الشعوب العربية على الاستمرار في دعم قضيتنا، وتنزع من يد الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو كلّ أوراق التآمر والخداع.

وختم أبو حسن غازي قائلاً: «صفقة القرن ساقطة حتماً، لأنه ما من قوة في العالم تستطيع أن تسلبنا حقنا المشروع في المقاومة من أجل تحرير أرضنا واستعادة حقنا. وإننا نؤكد على المضيّ في المقاومة والكفاح المسلح حتى إزالة الكيان الصهيوني الغاصب عن كلّ تراب فلسطيننا الحبيبة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى