عربيات ودوليات

لقاء البرهان – نتنياهو.. خطوة تطبيعيّة مرفوضة

تقرير إخباري

 

كشف رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، عن الدولة التي رتبت لقاءه برئيس حكومة تسيير الأعمال «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو في العاصمة الأوغندية عنتيبي.

وقال البرهان إن لقاءه مع نتنياهو «جاء بترتيب من الولايات المتحدة الأميركية». وأضاف: «لم نناقش خطة السلام الأميركيّة مع نتنياهو أو الموضوع الفلسطيني».

وأكد البرهان أن «اللقاء مع نتنياهو سيّسهم في اندماج السودان في المجتمع الدولي».

وتوقع البرهان «إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب في وقت قريب»، مؤكداً «سنوقف التفاهمات مع إسرائيل إذا لم تؤتِ ثمارها».

وقال البرهان: «أخطرت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالخطوط العريضة قبل لقاء نتنياهو».

وعن نتائج التفاهمات مع نتنياهو قال البرهان: «اتفقنا على عبور رحلات شركات الطيران الدولية القادمة من إسرائيل في الأجواء السودانية».

وأعلن مكتب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أن الأخير «التقى، الاثنين الماضي 3 شباط في أوغندا، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان».

وأصدر مكتب نتنياهو بياناً جاء فيه: «لقد تمّ الاتفاق على بدء تعاون من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين»، بحسب صحيفة «هاآرتس» العبرية.

وجاء في بيان مكتب نتنياهو أن «رئيس الوزراء نتنياهو يعتقد أن السودان يسير في اتجاه إيجابي».

ولاقت الخطوة المفاجئة رفضاً شديداً واستنكاراً واسعاً من قبل مختلف شرائح الشعب السوداني وكافة القوى والفصائل الفلسطينية.

وأكدت الحكومة السودانية أنه «لم يتم إخطارها أو التشاور معها في مجلس الوزراء بشأن لقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني في أوغندا».

وقال نتنياهو في تغريدة له على «تويتر»، إنه «يؤمن بأن السودان تسير في اتجاه جديد وإيجابي»، مضيفاً أن البرهان «يريد مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك بإخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم»، على حد تعبيره.

وشكّل لقاء رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني برئيس حكومة الاحتلال، صدمة في الشارع السوداني، فيما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي رافضة للخطوة، وتعالت الأصوات الرافضة لتعرب عن استنكارها لعملية التطبيع بين السودان و»اسرائيل».

وعبّر الناشطون السودانيون عن غضبهم من هذا اللقاء التطبيعي بين بلدهم والاحتلال.

وأعلن الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، رفضه القاطع للقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح برهان، برئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو في أوغندا.

ووصف بيان صادر عن الاتحاد لقاء برهان، بنتنياهو، بـ»اليوم الأسود» وبـ»أكبر طعنة في ظهر وقلب الشعب السوداني الذي ظل مناصراً للقضية الفلسطينية، لم يساوم بها يوماً، ولم يتخاذل، ولم يرتعب، أو يتراجع، ولم يبع ماضيه، ولم يتخلّ عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولم يول ظهره للشعب الفلسطيني الشقيق، ولم يخنه ولم يلق عن كاهله السلاح من اجل فلسطين».

وشدد البيان على أن «الخرطوم لن تتخلى عن لاءاتها الثلاث، ولا عن دماء الشهداء من السودانيّين الذين اختلطت دماءهم بدماء اخوتهم الشهداء في ارض فلسطين في كل مراحل وتاريخ حروب الأمة العربية ضد عدوها الاوحد الغاصب المغتصب».

وشدّد بيان الاتحاد العام للصحافيين السودانيين على أن «الصحافيين السودانيين سيكونون حائط الصد الأول ضد التطبيع ودعاته وسدنته، وسيقاومونه بكل الوسائل، وسيعملون على زيادة الوعي الشعبي بخطورة هذه الخطوة النكبة».

من جهته استنكر الشيخ والداعية السوداني، عبد الحي يوسف، لقاء رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، معتبراً هذ اللقاء «خيانة لله ولرسوله».

وقال يوسف، خلال برنامج على إحدى الفضائيات، أول أمس، إن «الحكومة الحالية جاءت عبر انقلاب عسكري، وهي غير مفوّضة لاتخاذ مثل هذا القرار، فضلاً عن أنه لم تتم مشاورة الشعب فيه». وأضاف أن «أميركا ما تزال توجّه الصفعات».

فلسطينياً، أجمعت كافة القوى والفصائل الفلسطينية على «إدانة اللقاء التطبيعيّ الذي حصل بين البرهان ونتنياهو في عاصمة أوغندا».

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن «اللقاء طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخروج صارخ عن مبادرة التسوية العربية، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تصفية القضية الفلسطينية».

ودعا عريقات دول الاتحاد الأفريقي «للمحافظة على قرارات قممها وثوابتها السياسية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية..».

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي: «هذا الاجتماع لا يعبر أبداً عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني، الذي يُعدّ من أكثر الشعوب مساندة وتأييداً للقضية الفلسطينية والمقاومة».

بدوره، قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة «حماس»: «هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني، وانتهاك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية».

وأضاف: «الاحتلال هو الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، ويمارس عدوانه على حقوق أمتنا التاريخية؛ لذا يجب وقف مسلسل التطبيع الذي يُعدّ ضد مصالح شعوبنا العربية وأمنها القومي».

فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن «اللقاء يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني، وموقفه الذي لم يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، وانخراط الكثير من أبنائه في صفوف المقاومة الفلسطينية».

وأوضحت أن «ذلك يُظهر مدى الخنوع والتبعية لسياسات ومخططات معادية تستهدف المصالح العليا للأمة العربية، وتصفية القضية الفلسطينية، والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني».

من جانب آخر، وفي وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية فرض خطتها المزعومة للتسوية في الشرق الأوسط على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، عبرت الخارجية الأميركية، عن شكرها لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان على مبادرته لتطبيع العلاقات مع «إسرائيل» بعد لقائه بنيامين نتنياهو.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها أن «وزير الخارجية مايك مومبيو أجرى اتصالاً مع البرهان شكره فيه على مبادرته»، كما أكد الطرفان «على رغبتهما المشتركة في تحسين مشاركة السودان الفعالة في المنطقة والمجتمع الدولي والتزامهما بالعمل من أجل إقامة علاقة ثنائية أميركية سودانية أقوى وأكثر صحة».

وأضاف البيان: «شكر الوزير بومبيو، البرهان على مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل متمثلة في الاجتماع الأخير له مع نتنياهو في أوغندا (الإثنين) بدعوة من الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني»، مشيراً إلى أن «بومبيو دعا البرهان إلى زيارة واشنطن للقائه في وقت لاحق من العام الحالي».

من جهتها، قالت وسائل إعلام «إسرائيلية»، إن «اللقاء الذي جمع بين البرهان ونتنياهو استمر نحو ساعتين»، موضحة أنهما ناقشا «إمكانية السماح للطائرات الإسرائيلية التحليق في الأجواء السودانية وذلك لتقصير مدة الرحلات إلى أميركا الجنوبية».

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن مصادرها، فإن الاتصالات «بدأت منذ مدة مع السودان الذي يسعى إلى وساطة «إسرائيل» لفتح أبواب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الخرطوم، بما في ذلك إقناع الولايات المتحدة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب»، مضيفة أن «نتنياهو طرح هذه المسألة أمام بومبيو خلال لقائهما في واشنطن في الأسبوع الماضي، الأمر الذي حرّك المياه الراكدة في هذا المستنقع، حيث دعا بومبيو بالأمس البرهان، لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع المقبل».

وبشأن ترتيبات اللقاء، كشفت صحيفة «ذي تايمز أوف إسرائيل» نقلاً عن مسؤول عسكري سوداني كبير، أن «الإمارات هي مَن رتبت اللقاء الذي جرى بين البرهان ونتنياهو في اوغندا»، معتبرة أن اللقاء علمت به «دائرة صغيرة» من كبار المسؤولين في السودان والسعودية ومصر.

ووفق المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لكونه غير مخوّل بالتصريح للإعلام، فإن «البرهان وافق على لقاء نتنياهو؛ لأن المسؤولين ظنوا أن ذلك سيساعد على تسريع عملية إخراج السودان من لائحة الإرهاب الأميركية».

ويعرف القاصي والداني ان اللقاء السري الذي جرى بين البرهان ونتنياهو في إطار بدء تطبيع العلاقات بين السودان والاحتلال، لا يعكس أبداً موقف الشعب السوداني الذي رفض رفضاً قاطعاً أي خطوة تطبيعة مع الكيان الغاصب، وأثبت أنه لن يتنازل أبداً عن ثوابته القومية الراسخة، في دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى