إسبر: «الناتو» وافق على تكثيف عملياته في العراق.. وستولتنبيرغ: توسيع وجود المنظمّة سيكون بموافقة الحكومة بغداد: نرفض دخول المزيد من القوات الأميركيّة إلى البلاد
رفض رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، محمد رضا، اليوم الخميس، إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق تحت مسمّى توسيع مهام «الناتو»، مؤكداً توافق رئيس الحكومة المكلف مع توجّهات الشعب والبرلمان العراقي بضرورة إخراج هذه القوات من العراق.
وقال رضا، في حديث لوكالة «سبوتنيك»، تعقيباً على تصريحات أمين عام حلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، حول توسيع مهام الحلف في العراق: «توسيع المهام التدريبية لحلف «الناتو» في العراق وإدخال الضباط العراقيين في دورات تدريبية من قبل الحلف هذا أمر مرحب به، ولكن أن يتم إدخال المزيد من القوات الأميركية تحت مسمّى توسيع مهام حلف «الناتو» هذا أمر لا نقبل به».
وأضاف: «نحن لا نريد تغيير العنوان ومن ثم الإبقاء على المضمون، المضمون هو أن تخرج القوات الأميركية وقوات التحالف، ومن ثم يتم التفاهم على أساس السيادة والرغبة العراقية، شخصياً أرى توجه السيد القائد العام للقوات المسلحة محمد توفيق علاوي مع توجه البرلمان ومطالب الشعب العراقي بإخراج القوات الأميركية من البلاد».
ودعا رئيس اللجنة إلى تعميق التعاون العسكري الأمني مع روسيا، قائلاً: «نحن بحاجة إلى أن يكون هناك دعم قوي لطيران الجيش والقوة الجوية بعد أن أوقفنا التعامل مع قوات التحالف والقوات الأميركية، نحن بحاجة ماسة جداً للمساعدة.. وسأقوم بنقل هذا الأمر إلى السيد القائد العام للقوات المسلحة حول ضرورة تعزيز التعاون مع الجانب الروسي بما يعود بالفائدة للعراق».
وكان البرلمان العراقي، قد صوّت، يوم 5 كانون الثاني/يناير الماضي، لإلزام الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وإلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة وكذلك طلب مساعدة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محاربة الإرهاب.
وجاء قرار البرلمان العراقي على خلفية تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران عقب إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فجر الـ3 من الشهر الماضي، تنفيذ عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالإضافة إلى أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وآخرين.
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أعلن أمس، أن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وافق على تكثيف عملياته في الشرق الأوسط، ويدرس إمكانية توسيع مهماته في العراق.
وقال إسبر في حديث للصحافيين: «يسعدني أن أعلن أن حلف الناتو وافق على تعزيز عملياته في الشرق الأوسط. الحلف يدرس إمكانية توسيع مهماته في العراق بالتنسيق مع بغداد والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش».
ويخيّم التوتر على مجال التعاون العسكري بين واشنطن وبغداد، منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في بغداد مطلع يناير الماضي، ما دفع مجلس النواب العراقي إلى مطالبة الحكومة بإنهاء الوجود العسكري الأميركي.
وجاء تأكيد إسبر لتصريح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، أول أمس، عندما قال إن أي توسيع للوجود العسكري للحلف في العراق سيكون بموافقة الحكومة العراقية.
وقال ستولتنبيرغ خلال مؤتمر صحافي له، الأربعاء، إن وزراء الدفاع لدول الحلف اتفقوا مبدئياً على توسيع بعثة الناتو لتدريب القوات العراقية، موضحاً أن البعثة ستتولى جزءاً من مهام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في ما يخصّ تدريب القوات العراقية.
وأضاف أن هذا القرار لا يتطلب زيادة عدد أفراد القوات الغربية في البلاد، مشيراً إلى أن أي زيادة من هذا القبيل ستكون بموافقة الحكومة العراقية.
ويأتي ذلك بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلف الناتو ليضطلع بدور أكبر في العراق.