الوطن

بوتين يبحث مع مجلس الأمن الروسيّ تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتاليّة في إدلب

وزير النقل السوريّ يؤكد أن أهميّة طريق «إم 4» الاستراتيجيّ تتمثل في ربط العراق بالبحر عبر مرفأ اللاذقيّة

 

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي أمس تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب.

وذكر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي أن المشاركين في الاجتماع ناقشوا تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب الذي تمّ التوصل إليه في موسكو مؤخراً.

وكان بوتين أعلن في ختام محادثاته مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو في الخامس من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، مشيراً إلى أن الاتفاق يؤكد على الالتزام بوحدة سورية وسيادتها والاستمرار بمكافحة الإرهاب فيها.

وكانت أنقرة أعلنت أمس، التوقيع على اتفاق مع روسيا حول بنود وقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سورية، ينص على إطلاق دوريات مشتركة وإنشاء مراكز تنسيق بين الجانبين.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريح صحفي عقب انتهاء المحادثات مع الوفد العسكري الروسي في أنقرة، إنه تمّ التوقيع على نص الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ، مضيفاً: «ننفذ أولى خطواته من خلال تنظيم دورية مشتركة على طريق M4 اعتباراً من 15 مارس». وأضاف: «الدوريات المشتركة مع روسيا على الطريق الدولي M4 بسورية ستساهم بشكل كبير في ترسيخ دائم لوقف إطلاق نار».

وفي سياق متصل، أكد الباحث العلمي الأقدم في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية قسطنطين ترويفتسيف أن سورية حاربت الإرهاب الدولي نيابة عن العالم أجمع وحققت الانتصار في مواجهته.

وأوضح ترويفتسيف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أمس، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب الذي تمّ التوصل إليه مؤخراً في موسكو جاء توثيقاً لانتصار سورية على الإرهابيين وداعميهم وللإنجازات التي حققها الجيش السوري بهذا الصدد ولا سيما في إدلب.

ونوّه بصمود الشعب السوري وتصدّي الجيش السوري للعدوان الإرهابي الدولي بمساندة الحلفاء والأصدقاء.

وحول انتخابات مجلس الشعب المقرّرة في الثالث عشر من نيسان المقبل أكد  ترويفتسيف أنها تقدم الدليل على إرساء أسس الديمقراطية في سورية من جهة إلى جانب دورها المهم في مضي سورية على طريق تعزيز الحالة السياسية والدستورية من جهة أخرى.

من جهته، أكد رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس السفير السابق أندريه باكلانوف أنه ينبغي على النظام التركي تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب بحذافيره، كما يتعيّن عليه سحب قواته من الأراضي السورية معرباً عن الأسف لأن أعمال هذا النظام الفعلية لا تتطابق مع الوعود التي قطعها على نفسه.

ونوّه باكلانوف بصمود سورية خلال تصديها للإرهاب الدولي وإلحاق الهزيمة بجحافل الإرهابيين المدعومين من أنظمة وحكومات دول إقليمية وغربية، لافتاً إلى دعم روسيا قيادة وشعباً لسورية في استكمال تحقيق النصر الناجز على فلول التنظيمات الإرهابية.

وأكد باكلانوف أن سورية حررت معظم أراضيها من التنظيمات الإرهابية وستتمكن من تحرير ما تبقى منها من المحتلين مشدداً على الدور الريادي والمهم الذي ستقوم به سورية لاحقاً في النضال من أجل الحرية والسلام والأمن في المنطقة والعالم أجمع.

وفي ما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب بين باكلانوف أنها ستجري بما يتطابق مع جميع الأعراف والتقاليد الديمقراطية، مشيراً إلى أن الانتخابات السابقة كانت حرة وشفافة بموجب شهادات الكثيرين من المراقبين الدوليين بمن فيهم المراقبون الروس وحظيت بمشاركة شعبية واسعة.

ولفت بيسكوف إلى أنه تمّ كذلك تبادل وجهات النظر حول الوضع المرتبط بالتقلبات القوية في الأسواق الدولية وأيضاً حول تهديد فيروس كورونا المستجد.

إلى ذلك، أعلن وزير النقل السوري، علي حمود، أن طريق حلب اللاذقية المعروف بـ «إممن الطرق التي تحمل بعداً اقتصادياً كبيراً، وأن أهميته الاستراتيجية تتمثل في ربط العراق بالبحر عبر مرفأ اللاذقية، وبالتالي تسهيل وتيسير حركة تدفق البضائع إلى البحر وبالعكس.

وأضاف وزير النقل السوري، في تصريح نشر عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، أن «تنفيذ هذا الطريق الدولي استغرق جهداً وعملاً كبيراً على مدى سنوات قبل الحرب، إذ يختصر الزمن وفق المسافة الفاصلة بين المحافظتين، كما أنه يمر عبر جسور عملاقة بين الجبال 89 (جسراً) منها جسور عملاقة بطول حوالي 300م فوق الوديان والمنحدرات تتوزّع بين 51 جسراً علوياً و 23 جسراً سفلياً عادياً و15 جسراً سفلياً عملاقاً إضافة إلى 250 عبّارة و51 تحويلة طرقيّة، و15 عقدة الطرقية، و412 عبّارة ومعابر صغيرة، بمواصفات فنية وسلامة مرورية عالية المستوى».

وقال حمود إن «طول طريق أتوستراد اللاذقية أريحا يصل إلى 98 كم».

وأشار الوزير السوري إلى أن «إعادة تأهيل طريق (إم 4) ووضعه في الخدمة ستبدأ فور دخول اتفاق موسكو حيّز التنفيذ».

وتابع قائلاً إن «كوادر المواصلات الطرقية استطاعت تجهيز الطريق في المناطق التي حرّرها الجيش السوري، وبانتظار التزام النظام التركي بتنفيذ الاتفاق لاستكمال تأهيل الطريق ووضعه بالخدمة. كما باشرت الجهات المعنية بإزالة السواتر وإزالة الأنقاض، وهي جاهزة لإعادة تأهيل هذا الطريق فور استعادته وبسط الاستقرار والأمان وتحرير المنطقة من الإرهاب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى