أولى

لبنان في سلم الكورونا العالمي

التعليق السياسي

 

 

رغم القلق المشروع والمسؤول الذي يبديه وزير الصحة تجاه انتقال لبنان إلى مراحل أشدّ قسوة في انتشار فيروس كورونا ودعوته للتشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية وإفصاح الذين خالطوا من تبيّن لاحقاً أنهم مصابون بالفيروس عن حالتهم وخضوعهم للفحوص اللازمة، يبدو لبنان في سلم الكورونا العالمي في مكانة جيدة.

انتشر الفيروس في 176 بلداً عبر العالم، منها 100 بلد لا تزال تحت الـ 50 إصابة وكثير منها أقل من 10 إصابات، لأسباب متفاوتة، ربما تتصل بعضها بالظروف المناخية ودرجة الحرارة، كما هو حال عدد من الدول الأفريقية او بضعف الاتصال بالخارج كما هو حال كثير من دول آسيا الوسطى لكن الفيروس المستجدّ يسجل نشاطاً مضطرداً في 76 دولة تتدرّج من الـ 50 إصابة في بعضها إلى آلاف الإصابات في بعضها الآخر.

خلال الأسبوعين الأخيرين ومع نمو الفيروس في لبنان من تسجيل 33 إصابة على أكثر من 140 تحسن موقع لبنان في السلم العالمي فانتقل بين الـ 76 دولة من مرتبة الـ 39 من حيث عدد الإصابات إلى المرتبة 52 وانتقل من حيث نسبة عدد الإصابات على عدد السكان من المرتبة الـ 19 إلى المرتبة 47 وهذا يعني أن نمو الفيروس في لبنان هو الأدنى بين الدول الخمسين التي تزيد عن المئة إصابة ويقف لبنان في آخرها. ويجب أن يسجل هذا بالرغم من حق لبنان بالتطلع لمواجهة أفضل، لدرجة مواجهة جيدة بالقياس للعالم ومن ضمنه أميركا وكل الدول الأوروبية، سواء لجهة الجهد الحكومي أو الكفاءة الطبية أو درجة الالتزام الشعبي بالإجرءات الوقائيّة.

خلال الأسبوعين القادمين إذا حافظ لبنان على الوتيرة ذاتها أي إذا زادت إصاباته بالنسبة ذاتها التي سجلتها وهي تقريباً الزيادة من 33 إصابة إلى أربعة أضعاف، وهذا يعني بلوغ رقم يقارب الـ600 إصابة سيبقى لبنان في وضع جيد ليبدأ بعدها بالخروج من المحنة. وهذا يستدعي مواصلة التشدّد في تطبيق الإجراءات الوقائيّة والمزيد من الاستعداد الحكومي والطبي ومزيد من الإمكانات التي يفترض رصدها للمواجهة.

أمامنا فرصة للفوز في هذه المعركة لا يجب أن تضيع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى