عربيات ودوليات

تجاوز عشرة آلاف وفيّة بكورونا المستجدّ.. وقلق متزايد على الدول الفقيرة الصحة العالميّة تتلقّى 40 اختباراً للكشف عن الفيروس.. وتطوير 20 لقاحاً..

تخطّت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجدّ الجمعة عتبة العشرة آلاف وفاة في العالم، بينها أكثر من خمسة آلاف في أوروبا على الرغم من قرارات العزل التي تصدر في كل مكان، لكن لا يمكن تطبيقها في مواقع مثل الأحياء العشوائيّة في آسيا.

فضلاً عن ذلك، يحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن «نحو ثلاثة مليارات شخص لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون».

في جنوب أفريقيا وحتى إذا كان عدد المصابين لم يتجاوز مئتين حتى الآن، ينتشر المرض بسرعة كبيرة إلى درجة أن ستين بالمئة من السكان يمكن أن يصابوا به، حسب السلطات. ونظراً لظروف المعيشة السيئة والبنى الصحية السيئة في العديد من المدن ومدن الصفيح، قد يؤدي ذلك إلى عدد هائل من الوفيات.

وتسبّب الوباء بوفاة 10316 شخصاً على الأقل منذ ظهوره في كانون الأول بحسب آخر حصيلة استناداً إلى أرقام رسمية أمس. وفي أوروبا، وفي مقدّمها إيطاليا بلغ عدد الوفيات 5168 متقدّمة على آسيا (3431 وفاة).

منظمة الصحة العالميّة

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أن «عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم تجاوز 210 آلاف مصاب، وتوفي بسبب الفيروس أكثر من 9 آلاف شخص».

وقال أدهانوم خلال إيجاز صحافي: «كل يوم يصل عدد المصابين بفيروس (كوفيد-19) لمؤشرات حرجة جديدة، منظمة الصحة العالمية أعلنت عن أكثر من 210 آلاف مصاب، فيما توفى أكثر من 9 آلاف شخص».

وأعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا، ميليتا فوينوفيتش، أن «المنظمة تلقت 40 اختباراً للكشف عن فيروس كورونا بالإضافة إلى تطوير 20 لقاحاً».

وقالت فوينوفيتش: «ترحب منظمة الصحة العالمية بتكثيف البحث العلمي لمكافحة فيروس كورونا، لأنها تهدف جميعها إلى إنقاذ الأرواح، وهذا البحث مهم بشكل خاص للبلدان الأكثر ضعفاً والتي تعاني من ضعف النظم الصحية. وحتى الآن، تلقت منظمة الصحة العالمية طلبات للنظر فيها والموافقة على 40 اختباراً تشخيصياً، و20 لقاحاً»، وأشارت فوينوفيتش: «لا تزال قيد التطوير، والعديد من التجارب السريرية للأدوية جارية حاليًا. ونتوقع النتائج الأولى في غضون أسابيع قليلة».

قيود على حرية التنقل

وتشمل القيود على حرية التنقل أكثر من نصف مليار نسمة بعدما دعت السلطات السكان إلى ملازمة المنازل.

وأعلنت بافاريا، كبرى مقاطعات ألمانيا أمس، أنها أصدرت أمراً بـ»فرض عزل شامل في البلاد لمواجهة تفشي كورونا المستجد في أول خطوة من نوعها في البلاد». وقال رئيس وزراء المقاطعة الواقعة جنوب ألمانيا ماركوس سويْدر «اعتباراً من منتصف الليلة وحتى فترة مؤقتة تستمر لأسبوعين، سيتم فرض قيود كبيرة على مغادرة المنازل». ولن يتمكّن 13 مليون شخص يعيشون في هذه الولاية المتاخمة للنمسا وسويسرا وجمهورية تشيكيا، من مغادرة منازلهم إلا لأسباب محدودة، ولا سيما الذهاب إلى العمل وشراء الطعام أو الذهاب إلى الصيدلية أو الطبيب.

في البرازيل أغلقت شواطئ ريو دي جانيرو الشهيرة لأسبوعين على الأقل، بينما اتخذت فرنسا تدابير لمنع التنزه على ساحل الكوت دازور والذي كان يشهد حركة، رغم التعليمات بملازمة المنازل. وفي الأردن سيفرض منع للتجول اعتباراً من اليوم.

موتى.. أحياء

ووباء كوفيد-19 الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه «عدو البشرية» أصاب حتى الآن أكثر من 240 ألف شخص في العالم.

وفي إيطاليا الخاضعة للحَجْر الكامل منذ أسبوع، يزداد يوماً بعد يوم عدد الكهنة المتوفين جراء الفيروس، الذين يتوجّهون إلى المستشفيات لمباركة المصابين.

وروى كاهن رعية في بيرغامو في شمال إيطاليا «مرتدين أقنعة وقبعات وقفازات ورداءات واقية ونظارات، نسير نحن الكهنة كموتى أحياء بين الغرف». من جهته، قال أسقف المدينة فرانشيسكو بيشي «لم نعد نعرف أين نضع الموتى، استخدمت بعض الكنائس لهذا الغرض».

لا إصابات في الصين

ولم يسجّل في الصين حيث توفي 3250 شخصاً، أمس، أي إصابة جديدة محلية المصدر لليوم الثاني على التوالي.

ودُعي عشرات آلاف الصينيين الذين يعيشون في الخارج من طلاب وموظفين ورياضيين إلى «العودة إلى الوطن»، رغم أنهم يقابلون بانعدام الثقة من جزء من أبناء بلدهم.

وباتت الصين قادرة على تزويد العالم بالمعدات التي تنقص في أغلب الأحيان. فقد قامت طائرة أمس، بتسليم الجمهورية التشيكية أكثر من مليون قناع للوقاية.

على الصعيد الدبلوماسي، اتهمت الصين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ»التهرّب من مسؤولياته» بعد تصريحات قال فيها إن العالم يدفع ثمن تباطؤ الصين في كشف المعلومات عن فيروس كورونا المستجدّ.

وعلقت واشنطن منح تأشيرات الدخول العادية إلى الأراضي الأميركية في جميع أنحاء العالم. وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية «بحدود الممكن ستواصل السفارات والقنصليات منح التأشيرات للحالات الطارئة». ووعدت باستئناف خدماتها في «أقرب وقت ممكن».

وتعهّدت شركات أدوية عالمية أول أمس، توفير لقاح ضد كوفيد-19 «في كل أرجاء العالم» في مهلة تراوح بين 12 و18 شهراً على أقرب تقدير.

وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللجوء قريباً إلى «الكلوروكين» المستخدم لمعالجة الملاريا، كعلاج محتمل للمصابين بعد تسجيل نتائج مشجّعة في الصين وفرنسا، إلا أن عدداً من الخبراء دعوا إلى «توخي الحذر»، مشددين على «غياب البيانات السريرية المؤكدة والرسمية».

وتستعدّ إسبانيا المتضررة جداً بانتشار الفيروس لمواجهة «أصعب الأيام» في مكافحة الوباء من خلال الاستعانة بآلاف العاملين في مجال العناية الصحية.

اقتصاد متضرّر

إلى جانب المأساة الصحية، قد يغرق فيروس كورونا المستجدّ العالم في حالة انكماش اقتصادي، رغم تخصيص مليارات الدولارات على وجه السرعة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وحذرت منظمة العمل الدولية من أن 25 مليون وظيفة ستكون مهدّدة في العالم في غياب استجابة دولية منسّقة. وحذّر المصرف المركزي الأوروبي من أن الاقتصاد الأوروبي «سيتقلص كثيراً».

في هذه الأثناء، سجلت البورصات الآسيوية ارتفاعاً مع اطمئنان المستثمرين لتأثيرات خطط الإنعاش التي أعلنت في كافة أنحاء العالم.

وسجلت بورصة هونغ كونغ ارتفاعاً لدى الإغلاق بأكثر من 5% وكذلك تحسنت البورصات الأوروبية. وارتفعت بورصتا باريس وفرانكفورت بأكثر من 5% لدى الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى