الوطن

استسلام 27 مسلحاً من «جيش مغاوير الثورة» للجيش السوريّ.. وقتلى وجرحى بينهم جنود أتراك بانفجار سيارة مفخخة في رأس العين السفير الروسيّ في دمشق: تغيير مسمّيات الإرهابيّين لن يغيّر من طبيعتها

 

قال السفير الروسي في دمشق إن موسكو تعوّل على أنقرة لاتخاذ إجراءات فصل المعارضة المسلحة المعتدلة عن الإرهابيين في إدلب وتحييدهم، منوّهاً بأن إعادة تسميتهم لن يغير من طبيعتهم الإرهابية.

وأضاف ألكسندر إيفيموف في مقابلة مع وكالة «نوفوستي»: «نتوقع في هذا الصدد أن يواصل الشركاء الأتراك جهودهم لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين واتخاذ إجراءات لتحييدهم لاحقاً.. إعادة تسميتهم بتسميات أخرى لا يعني تغييراً في طبيعتهم الإرهابية».

ولفت الدبلوماسي إلى أن الاتفاقات الروسية التركية ساعدت على تقليص التوتر في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشدداً على أن الجانب التركي لا يقلل من أهمية وضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب وعودة تلك الأراضي إلى سيادة الحكومة السورية، علاوة على ذلك، تؤكد مذكرة سوتشي لعام 2018 والاتفاقات الأخيرة بيننا وبين الجانب التركي على مكافحة جميع أشكال الإرهاب والقضاء على الجماعات التي تندرج تحت هذا التعريف.

وأوضح السفير أن «إدلب لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية العازمة على مواصلة العنف وسفك الدماء، وليس تحت سيطرة فصائل المعارضة المعتدلة، والذي بدا جلياً مع بدء سريان وقف إطلاق النار في إدلب في الـ6 من مارس الماضي الذي لم تلتزم به تلك الجماعات الإرهابية كهيئة تحرير الشام التي سعت إلى عرقلة تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية من قصف يومي بالصواريخ للمناطق الآمنة وهجمات باستخدام الطائرات المسيرة لقاعدة حميميم».

وشدّد السفير على أن «خطورة الأمر تكمن أيضاً في منطقة الطريق السريع M-4، الذي تقوم الجماعات الإرهابية باستهدافه وتعوق تسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة في (الممر الأمني)، وتعمد إلى تفجير الجسور».

وشدّد السفير على أن الاتصالات جارية بين روسيا وتركيا من خلال مختلف الإدارات لضمان الامتثال للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، قائلا: «نفترض أن جميع المهام المحددة يمكن حلها، فإن الوجود العسكري التركي المتبقي في منطقة خفض التصعيد سيكون مؤقتاً وفي نهاية المطاف سيحين الوقت لإنهاء تمركزه هناك».

وفي ما يخص مكافحة وباء كورونا في منطقة إدلب وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان تلك المنطقة، أشار السفير إلى أن الصعوبة تكمن «في ظل الممارسات القمعية التي تنتهجها تلك الجماعات من عمليات نهب وخطف كما حدث عندما قاموا بالاستيلاء على مكاتب الهلال الأحمر السوري ونهبها».

ميدانياً، كشفت معلومات لقناة الميادين بأن الأجهزة الأمنية السورية تمكنت من تأمين انشقاق مجموعة مسلحة من مقاتلي «جيش مغاوير الثورة» في منطقة التنف، وتسوية أوضاعهم، وتسليم كامل سلاحهم، خلال اليومين الماضيين.

وأكدت المعلومات أن «تنفيذ هروب المجموعة المسلحة من منطقة التنف تطلب عملاً أمنياً استغرق أشهر عدة»، مشيرة إلى أنها «تشكل ضربة أمنية للقاعدة الأميركية في التنف، وخرقاً لكل التحصينات وأجهزة الرصد والمراقبة الأميركية في المنطقة».

وتضم المجموعة أكثر من 27 مسلحاً، وجرت عملية تغطية لخروجها من منطقة الـ55 كم، مع تعرضها لاشتباك مع مسلحين من فصيل مغاوير الثورة المكلف من الأميركيين بحراسة محيط قاعدتها.

وتمّ نقل المسلحين، ومعهم 8 سيارات دفع رباعي، و5 رشاشات، وأجهزة إشارة، وقواذف «آر بي جي»، وقناصات، وقنابل متنوعة، ومناظير ليلية.

وأقرت ما يسمى بـ «تنسيقيات المسلحين» بفرار المجموعة، بزعامة غنام الخضير، من منطقة التنف، متهمة إياه «بالتورط بعمليات تهريب مخدرات».

وكان رئيس مركز المصالحة الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية، أوليغ جوراليف، أعلن الأربعاء، أن الـ 27 مسلحاً الذين سلموا أنفسهم للسلطات السورية، أفادوا بأنهم تلقوا تدريباً على يد مدربين أميركيين، لتنفيذ هجمات وتخريب على مواقع النفط والغاز وكذلك البنية التحتية لمواقع تحت سيطرة الجيش السوري.

وقال جوراليف في إحاطة إعلاميّة: «وفقاً لشهادات أعضاء الجماعات المسلحة الذين انضموا للقوات الحكومية، فإن الأميركيين قدموا لهم أسلحة وعربات، ودربهم مدربون من الولايات المتحدة على تخريب البنى التحتية للنفط والغاز والنقل وتنظيم أعمال إرهابية في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية».

وأشار جوراليف إلى أنه «في ليلة 13-14 أبريل/نيسان، حاولت مجموعة من المسلحين الذين تدربوا في قاعدة الجيش الأميركي بالقرب من مخيم الركبان مغادرة منطقة التنف».

وأضاف أن «المسلحين قرروا الاستسلام للقوات الحكومية والعودة إلى الحياة السلمية، ولكن على حدود المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً، هاجمتهم مجموعة من العصابات المتطرفة ما تسمّى «مغاوير الثورة»، المدعومة من قبل الولايات المتحدة».

وتابع: «نتيجة الاشتباك فقد المقاتلون 3 شاحنات، وتمكن 27 شخصاً من الفرار، وهم حالياً في تدمر تحت حماية الجيش السوري».

وكشف أنهم «سلموا عشرات الأسلحة الصغيرة بما فيها قذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة بينها أسلحة مصنعة في دول غربية».

وفي سياق متصل، لقي عدد من الجنود الأتراك وعناصر من الفصائل المسلحة السورية الموالية لأنقرة مصرعهم وجرح آخرون بانفجار سيارة مفخخة في قرية الأهراس بريف رأس العين في شمال شرقي سورية.

وأفادت وكالة «سانا» السورية بوقوع قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة اليوم الخميس في رأس العين في منطقة تابعة لسيطرة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقرّه في لندن) نقلاً عن مصادر محلية إنه تم سماع دوي انفجار عنيف ضرب قرية أهراس الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ضمن منطقة المناجير التابعة لريف رأس العين بشمال الحسكة، وتبين أنه ناجم عن آلية مفخخة استهدفت القوات التركية وأحد الفصائل الموالية لها، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، بينهم جنود أتراك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى