اقتصاد

عدّاد الإصابات يتصاعد نتيجة الاستهتار والعامل الداخليّ لا يقلّ خطراً عن قرينه الخارجيّ د. محمد حمية: تفلت المجتمع يهدّد الأمن القوميّ الصحيّ وقد يُعيدنا إلى نقطة البداية الالتزام بإجراءات الحجر المنزليّ والتعبئة يجب أن تستمر حتى نهاية أيار كحد أدنى

.} عبير حمدان

أكد نائب رئيس لجنة علماء لبنان الدكتور محمد حمية أننا نتلقف اليوم نتيجة الاستهتار بشكل سلبي ويستدعي تصاعد التعبئة مجدداً، وقال: «هناك أمر طارئ في ما يتصل بالدراسات، حيث إننا اليوم نتلقف نتيجة الاستهتار الذي حصل منذ عشرة ايام وقد حذرنا منه أكثر من مرة حين عادت التظاهرات الى بعض الشوارع، وقد كنت اشرت في تصاريح سابقة أن عودة المغتربين قد تشكل قفزة علمية في خط الثبات، ولكنها مضبوطة حتى الآن. والواقع أن الاستهتار بالوقاية من قبل المجتمع اللبناني قد يرفع نسبة الاصابات وبالتالي يرتفع الخط ويغير في هيكلية الرسم البياني ومجرد ان تتغير هذه الهيكلية فإن الأعداد ستتصاعد ومرحلة الثبات الرقمي سيتم خرقها مما لا يبشر بالخير، المعطيات العلمية تقول إننا إذا انتقلنا الى الخط الأخضر فهذا يعني أن العامل الداخلي يؤثر بشكل سلبي. ومن هنا يجب على الناس أن تدرك حجم الخطر وعليه من الضرورة ضبط الأمور والعودة إلى الالتزام كي يتم تثبيت الأرقام بين الخط الاسود والخط الأزرق».

وأضاف: «عامل المغتربين في مرحلته الاولى لم يكن تأثيره سيئاً، واليوم في المرحلة الثانية قد يؤثر لذلك على الجميع تحمل المسؤولية سواء المواطن المقيم في الداخل أو الوافد من الخارج، حيث إن التزام كل مغترب عائد الى الوطن بالحجر المنزلي لمدة أربعة عشر يوماً ضرورة وواجب. وهذا يعني عدم الاختلاط مع أحد حتى ولو كانت نتيجة الفحص تشير أنه ليس مصاباً بالفيروس انطلاقاً من مبدأ أن الفحص الاول لا يكفي، من هنا على كل فرد ان يدرك حقيقة ان الاستهتار بالإجراءات الوقائية تترتب عليه نتائج كارثية. ومن خلالكم اتوجه إلى الناس لأقول إن هذا الفيروس كالعدو الإسرائيلي إذا اهملنا خطورته فسنعود إلى نقطة البداية وندخل في هيكلية الدول الاوروبية التي لا تزال في قلب الأزمة بدل أن نبقى ضمن هيكلية الصين التي أثبتت فعالياتها.

اما من ناحية الرسم البياني الثاني فأشير إلى أن الخط الأزرق هو خط الشفاء ولكن مع بروز الخط الأخضر فإن نقطة التقاء الخطين ستكون في 20 تموز مما يعني أن الوصول الى نتيجة صفر إصابات لن يكون في 20 ايار كما قلت في حديث سابق ذلك لأن الخط الأخضر الذي برز جراء تفلت المجتمع تفوق على الخط الأحمر الذي كان يرمز إلى الثبات في الأرقام».

وختم: «ومما تقدم أتوجه إلى جميع الجهات المسؤولة كي تعيد النظر في قرار رفع التعبئة، لأن التفلت المجتمعي يشكل تهديداً للأمن القومي الصحي، والقرار المطروح حول الإغلاق التام لمدة اربعة أيام هو السبيل الوحيد لتحديد نقطة بداية كي ننطلق منها ونحدد كافة مصادر الإصابات كي نتمكن من حصرها وبالتالي تثبيت الأرقام مجدداً. وباعتقادي أن الحكومة يجب أن تستفيد من التجربة التي أظهرت كيفية تعاطي المجتمع مع فكرة الخروج من التعبئة على مراحل. وهذا المجتمع بأغلبيته تبين أنه لا يمتلك الوعي الكافي ولذلك يجب أن تبقى التعبئة العامة وإجراءات الحجر مستمرة حتى نهاية شهر أيار من دون أي تخفيف او سماح بفتح المحال، ولو بشكل جزئي، أضف إلى ذلك لا يجب أن نقع في الخطأ لجهة عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة ومن الأفضل أن يتم ضبط الأمور بشكل كامل على مستوى كل القطاعات لتكون المدارس هي الترتيب الأخير بعد الخروج من الأزمة وتحقيق نتيجة صفر إصابات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى