عربيات ودوليات

«الوفاق» تسيطر على مدينة طرابلس وضواحيها السراج وأردوغان يؤكدان استمرار المعركة ضد حفتر

 

التقى رئيس حكومة «الوفاق» الوطني الليبية فايز السراج، أمس، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة التركية أنقرة، وذلك بعد استعادة قوات حكومته السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، من قوات المشير خليفة حفتر. وتعهد الرئيس التركي خلال اللقاء بزيادة الدعم التركي لحكومة الوفاق في ليبيا.

وتأتي زيارة السراج لتركيا، بالتزامن مع زيارة حفتر إلى القاهرة، للقاء مسؤولين مصريين، للتنسيق والتشاور حول تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا، في ظلِّ تصاعد المعارك مع قوات حكومة «الوفاق».

وأشار مصدر عسكري رفيع المستوى إلى أن «التدخلات العسكرية التركية هي أبرز المَلفّات المطروحة للنقاش».

المصدر أضاف أن «حفتر سيتشاور مع المصريين حول استئناف المحادثات بين الأطراف الليبية، وأنه منفتح على الحوار بشكلٍ كامل شريطة وقف التدخلات الخارجية».

فيما عقد أردوغان والسراج مؤتمراً صحافياً عقب الاجتماع، أكدا فيه على «وحدة المجتمع الليبي، وعلى ضرورة أن يكون هناك مساع لحل الأزمة».

أردوغان

وقال الرئيس التركي، إن «المشير خليفة حفتر الانقلابي أظهر وجهه الحقيقي، من خلال الهجمات التي شنها ضد البنية التحتية لليبيا، وضد المدنيين» حسب تعبيره، مضيفاً أن تركيا «لا يمكن أن تدعم شخصية حاولت تدمير ليبيا ودمرت المجتمع الليبي».

وأعلن أردوغان عن تقديره «لجهود حكومة الوفاق الليبية فيما تقوم من مساع لبناء ليبيا»، مشدداً على «أهمية أن تكون هناك مرحلة سياسية برعاية الأمم المتحدة في ليبيا».

وأكد أن تركيا «ستستمر في دعم حكومة الوفاق، ولن تترك الليبيين بيد الانقلابيين»، مضيفاً أن «هذا الدعم سيستمر لحكومة الوفاق في جميع المجالات وندعم مبادرات دولية لإحلال السلام في ليبيا».

وحسب وكالة الأنباء التركية «الأناضول» قال أردوغان «اتفقت مع السراج على تطوير تعاون بحري جديد شرق المتوسط.. قررنا أن نقوم بعمليات التنقيب عن النفط قبالة سواحل ليبيا».

وتابع أردوغان: «نهدف لتطوير التعاون القائم مع ليبيا حول الاستفادة من الموارد الطبيعية في شرق المتوسط بما في ذلك عمليات البحث والتنقيب».

وقال الرئيس التركي: «نجدد دعوتنا من أجل منع محاولات البيع غير القانوني لنفط الشعب الليبي على يد الانقلابي حفتر».

وأضاف أردوغان: «لا يمكن لشخص (حفتر) الذي يشكل خطرا دائما على مستقبل ليبيا أن يجلس على طاولة المفاوضات الخاصة بهذا الشأن».

وأشار الرئيس التركي إلى أن «السراج وحكومته اتخذا دائماً موقفاً إيجابياً حيال الحل السياسي، رغم جرائم الحرب التي ارتكبها الانقلابي حفتر وميليشياته» على حد وصفه.

السراج

بدوره، وجه فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، «الشكر» لتركيا لوقوفها التاريخي والشجاع إلى جانب ليبيا وشعبها والدفاع عن الشرعية فيها.

وقال السراج في مؤتمر صحافي جمعه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء أمس، «إنني أكرر الشكر لتركيا حكومة وشعبا على مواقفها في دعم الشعب الليبي».

وأكد فائز السراج بأن بلاده «ستحاسب كل من لطخ يده في دماء الليبيين»، منوهاً إلى أن «معركتنا مستمرة وعازمون على سيطرة الدولة على كامل الأراضي الليبية والقضاء على من يهدد دولته المدنية الحديثة».

وتطلّع السراج إلى «عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا»، حيث شدد على أنه «بحث مع أردوغان سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «تركيا وقفت إلى جانب بلاده موقفاً مشرفاً وشجاعاً، في وقت زف فيه خبر تحرير العاصمة الليبية، طرابلس، وضواحيها بالكامل، في ملحمة تاريخية سيتذكرها التاريخ دوماً».

وأكد السراج على أنه «لن يتنازل عن تحقيق العدالة، لمحاسبة كل من قتل المدنيين، وبأنه سيلاحق قضائياً كل من ساهم في قتل الأبرياء في بلاده»، مضيفاً أن «حفتر لم يكن شريكاً حقيقياً في أي عملية سلام».

من جهته، أعلن السراج أنه «ما من سبيل للجلوس إلى طاولة الحوار مع الانقلابي حفتر الذي لم يكن شريكاً أبداً»، مضيفاً أن «المعركة مستمرة ضد الميليشيات للقضاء على كل من يهدد دولة ليبيا».

وتوجه السراج إلى الدول الداعمة لحفتر، بالقول: «إنكم تلقيتكم هزيمة كبيرة في طرابلس، والتاريخ لن يرحمكم، وسنلاحقكم في المحاكم».

وأعرب رئيس حكومة «الوفاق» عن تقديره «لدور تركيا في ليبيا واتخاذ الموقف التاريخي من دعم الحكومة الشرعية»، موضحاً أن «دعم تركيا لليبيا قلب كل الموازين».

واختتم السراج المؤتمر الصحافي بتقديم الشكر لأردوغان وللشعب التركي، قائلاً «ليبيا تمتلك مقومات النهضة والتقدم والفرصة متاحة لتعاون بناء ومثمر، وننتظر منكم التعاون المشترك، ونحاول العودة للبناء في البلاد ونتطلع لعودة الشركات التركية في بلادنا».

الوفاق تسيطر على «طرابلس» إدارياً

وكان المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو، أعلن أمس أن «قوات الحكومة تسيطر على كامل الحدود الإدارية لمدينة طرابلس».

ويأتي هذا الإعلان بعد عدة مكاسب حققتها القوات التابعة لحكومة الوفاق، التي تتّخذ من العاصمة طرابلس مقراً، بما في ذلك استعادتها مطار طرابلس الدولي أول أمس الأربعاء بعدما كان في قبضة القوات الموالية لحفتر منذ نيسان 2019.

بدروه، أشار وكيل وزارة الدفاع في حكومة «الوفاق» العقيد صلاح النمروش في بيان، إلى «مواصلة قوات الوفاق التقدم ومطاردة قوات حفتر وطردها من على أسوار طرابلس الكبرى، وهروب عدد ممن يقودونها إلى مطار مدينة بني وليد» جنوب شرق طرابلس.

ولم تصدر قوات حفتر عبر منصاتها الإعلامية أي تعليق رسمي بشأن انسحابها وخسارتها المواقع التي كانت تتمركز فيها منذ نيسان من العام الماضي، عندما شنت هجوماً بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس.

وبثّت مواقع وقنوات إخبارية محلية صوراً تظهر انتشاراً ضخماً لقوات حكومة «الوفاق» في أبرز المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر جنوب طرابلس.

كما نشرت صوراً تظهر تقدم وحدات عسكرية لقوات حكومة «الوفاق» داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عملية «عاصفة السلام»  مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية آذار الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة «الوطية» الجوية الاستراتيجية (140 كلم جنوب غرب طرابلس).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى