أولى

نداء لصاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي

 

 

 

بكل تقدير واحترام نقرأ ما يصدر عن مقامكم السامي، وقد كان لافتاً حجم التأثر الذي أبديتموه في كلمتكم الأخيرة حول الوضع المعيشي وحجم الفساد وخطر المحاصصة على الوطن وشعبه، كما كان لافتاً أيضاً تبرّمكم من الأداء السياسي الفاسد أو القاصر الذي ينتهجه السياسيون والمسؤولون، وحرصكم على حق الشعب في التعبير، وحق الشباب في أن يثوروا.

بالتأكيد ينتظر الذين يستمعون لكلمتكم أبعد من المشاعر، فيرتقبون المواقف، وقد جاءت في الختام دعوة لرئيس الجمهورية لتحرير القرار الوطني الحر وفك الحصار عن الشرعية، وبالتوازي مناشدة المجتمع الدولي لمساعدة لبنان وحماية استقلاله وتطبيق القرارات الدوليّة وصولاً بإعلان حياده، وهو ما يوضح مقاصد الدعوتين حول تحرير القرار الوطني وتطبيق القرارات الدولية، بإيحاء بين السطور أن حزب الله هو المعني، أي أنه يحاصر الشرعية ويخطف القرار الوطني، وان تطبيق القرارات الدولية ليس المقصود به استكمال تطبيق القرار 425 باستعادة مزارع شبعا المحتلة، بل القرار 1559 لجهة نزع سلاح حزب الله، عسى أن يكون فهمنا خاطئاً!

السؤال لصاحب الغبطة، ولديه من المعلومات والاطلاع ما يكفي ليجلب الجواب المطمئن للبنانيين، هل دعواته هذه ستحمي لبنان من خطر التوطين الذي يستهدف حسم بقاء اللاجئين الفلسطينيين كحاملين للهوية اللبنانية، وهو هدف واضح معلن في صفقة القرن التي أعلنتها الإدارة الأميركية رسمياً كمشروع للسلام الذي تنشده كلمة صاحب الغبطة؟ وهل تجيب دعوة الحياد وتحرير القرار الوطني وتطبيق القرارات الدولية على كيفية مواجهة الأطماع بالثروات البحرية اللبنانية من نفط وغاز، وقد وجه لنا رئيس هذا المجتمع الدولي الذي يمثله الأميركي دعوة موازية لقبول خط ترسيم لهذه الثروات يلبي أطماع كيان الاحتلال، ويفرّط بحقوق لبنان، فهل نقبل؟

السيادة كل لا يتجزأ يا صاحب الغبطة، وكلنا شوق لنسمع ما يبرد قلوب اللبنانيين القلقين من ضياع ما تبقى من ثروات في حلم النفط والغاز، بعدما ضاع جنى العمر، بقيادة من ترعرعوا في أحضان وحمى هؤلاء الأصدقاء الذين لم يبخلوا على لبنان، حتى غرق في الديون وصار رهينتها، وننتظر ما يطمئن الخائفين على مستقبل الوطن من خطر محدق عنوانه التوطين يراد له أن يكون ثمن عدم موتنا جوعاً، بعدما جلب لنا السياسيون الاحتلال وفشلوا بإخراجه لولا المقاومة، وكان هؤلاء الأصدقاء يتهمونها بالمغامرة و/أو يصفونها بالإرهاب ويشجعوننا على توقيع صك استسلام مع العدو يسمّونه سلاماً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى