أولى

التعليق السياسي

أثارت مداخلة السفير اللبناني في منظمة حقوق الإنسان الأممية في جنيف رداً على ممثل كيان الاحتلال الذي وصف حزب الله بالإرهاب تردّدات واسعة في الرأي العام اللبناني والعربي، وقد أثبت السفير سويدان أن بمستطاع الدبلوماسية الشجاعة أن تحفظ كرامة الأوطان وتضع حداً للاستباحة المتمادية التي يمارسها كيان الاحتلال ويدعمه الأميركيون ومعهم فريق من الغرب والعرب.

الصفة الشرعيّة التي يستند إليها كل سفير يمثل لبنان في الخارج وقوة الحق السيادي برفض التدخل الخارجي وتقديم التوصيفات لشؤون وطنية لبنانية تعني الدولة اللبنانية، أسباب كافية لتمنح أي سفير لبناني في أي منظمة عالمية قوة لا يملكها المتدخلون في شؤون لبنان لشيطنة مقاومته.

يكفي أن يكون السفير ملتزماً بدستور البلاد لجهة حماية السيادة ورفض التدخلات وينطلق من موقفين لبنانيين لا يملك أحد قدرة الانتقاص منهما، الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان من كيان الاحتلال هي الإرهاب، وحزب الله مكوّن سياسي لبناني وهو جزء من الحكومة ومجلس النواب ولا يملك أي طرف خارجي حق إطلاق تصنيفات على الأطراف اللبنانية، خصوصاً ذات التمثيل في المؤسسات الدستورية.

كلمات السفير سويدان أخرست مندوب كيان الاحتلال، وعبّرت عن وجدان اللبنانيين والأصوات النشاز التي اعترضت على كلامه لم تخجل من كونها بالتشكيك بما قال تضمّ صوتها لصوت مندوب كيان الاحتلال في هذا السجال.

الوطنية ليست خدمة تقدم للوطن ولا هي تضحية لأجله بل هي الحد الأدنى الأخلاقي بالدفاع عن حقوقه. وهذا درس للسلك الدبلوماسي اللبناني، ومن لا يملك شجاعة تحمل تبعات هذا الدفاع حرصاً على مكسب مالي أو سلطوي أو خشية تعرضه للضغوط فليترك المسؤوليات العامة لمن لا يقيمون حساباً إلا لمقتضيات الواجب الوطني، فهذا هو نوع السفراء الذين يحتاجهم لبنان ليكون بالفعل قوياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى