أخيرة

إلى الشهيد الطبيب لؤي إسماعيل لن نكون حياديّين في بلسمة جراح أمتنا

} د. ناصر أبو خليل*

الدكتور لؤي إسماعيل شهيداً، لأنه أراد مهنة الطب سلاحاً من أجل صحة الإنسان.. كمن يحمل بندقية يذود عن أرضه وكرامة شعبه.

لؤي إسماعيل شهيداً بعد صراع مع «كورونا». و»كورونا» هو عدو الإنسانية، ولا يستثني طبيباً شاباً بثوبه الأبيض مفعماً بالحيوية والعطاء، أمضى سنيّ حياته القليلة لاكتساب المزيد من العلم والمعرفة في مجال اختصاصه.

«كورونا» عدو، وهذا العدو لا يكترث بـ «حياد» الجسم الطبي ولا بشارة الطبيب ورسالته الإنسانية. تماماً مثلما لم يكترث العدو الصهيوني بالأطقم الطبية وسيارات الإسعاف والمسعفين وشارات الصليب الأحمر إبان حرب تموز 2006.

الطبيب لؤي إسماعيل، كان يجاهد من أجل صحة أبناء شعبه، واستشهاده وهو يؤدي رسالته، إنما يُطلق صرخة مدوية تستحثّ الضمائر، بأن لا حياد في معركة الدفاع عن صحة الناس وحقهم في الحصول على بطاقة رعاية صحية، ولا حياد في المطالبة بنظام صحي متقدّم، يوفر الرعاية الصحية الشاملة.

إنّ من يمتهن الطب إنما يؤدي رسالة إنسانية نبيلة، والمطلوب تحصين هذه المهنة وتمكين أهلها من أداء رسالتهم الإنسانية.

الشهيد لؤي مضى إلى عليائه بعد جهاد وكفاح.. لقد استشهد وهو في ساح الصراع يبلسم جراحاً ويداوي أوجاعاً ويخفف آلاماً. فمن يخفف آلام البلد ويوقف نزفه؟

هذه معركتنا، وفي معركة بلسمة جراح أمتنا النازفة، لن نكون حياديين على الإطلاق، بل أصحاب رسالة حق وخير وجمالوسنكمل الطريق حتى ولو كان خط النهاية ببعيد.

 

*مدير دائرة الأطباء في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى