الوطن

استشهاد عسكري وجرح العشرات من الجيش وقوى الأمن في أعمال الشغب واقتحام وزارات ومؤسسات عامة وبعثرة محتوياتها

 

 بينما لا تزال بيروت تلملم جراحها جرّاء الانفجار المدمّر في مرفئها، أكمل متظاهرون على ما تبقى منها بأعمال شغب ألحقت أضراراً فادحة بالممتلكات إضافة الى التعرض للجيش وقوى الأمن الداخلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وجرح آخرين، فيما قامت مجموعات من المشاغبين باقتحام وزارات ومقارات رسمية وبعثرة محتوياتها.

كما عمد متظاهرون إلى إحراق آليات خصصت لعمليات الانقاذ حيث أعلنت «هيئة الطوارئ المدنية في لبنان» في بيان أن «آليتين تعملان لصالحها كناية عن جرافة وشاحنة من قبل شركة الإنماء والتعمير التي تعمل مجاناً في منطقة وسط بيروت قرب فندق le gray ، تعرضتا في تمام الساعة 17:27 من اليوم 8-8-2020 لعملية حرق من قبل بعض الأشخاص المتظاهرين». وأضافت «ان الهيئة إذ تأسف ان يقوم الذين ينادون بالتغيير بإحراق معدات تعمل مجاناً وتطوعاً في رفع الردميات من بيروت لانتشالها من مصيبتها، وتحتفظ بحقها بملاحقة الذين قاموا بهذا العمل وستتابع الموضوع مع الجهات المختصة وقد أبلغت امين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير بالأمر».

 واقتحمت مجوعات بقيادة مجموعة من «الضباط المتقاعدين» مبنى وزارة الخارجية في منطقة الأشرفية ببيروت، وقال العميد المتقاعد سامي رماح من وزارة الخارجية «اتخذنا مبنى الخارجية مقراً للثورة»، فيما عمد عدد من المحتجين إلى إحراق صورة رئيس الجمهورية ميشال عون في وزارة الخارجية.

كذلك أقدم متظاهرون على اقتحام مبنيي وزارتي الاقتصاد والتجارة والبيئة في وسط بيروت وعملوا على رمي الملفات من مبنيي الوزارتين، ثم اقتحموا مبنى وزارة الطاقة والمياه على كورنيش النهر.

وأفاد بيان الأمن الداخلي أنه»خلال مهمة حفظ الأمن والنظام التي نفّذتها قوى الأمن الداخلي تزامناً مع التظاهرة التي نُظِّمت يوم السبت 8-8-2020 في وسط بيروت، والتي تخلّلها أعمال شغب، سقط لقوى الأمن الداخلي شهيد الواجب الرقيب الأول توفيق الدويهي، وأصيب ما يفوق الـ70 عنصراً من عناصرها. وقد تم توقيف 20 شخصاً ضُبط بحوزة أحدهم مخدّرات، وتبيّن نتيجة إجراء الفحوصات، بأن 13 منهم من المتعاطين».

وكان المدير العام لفندق «لو غراي» جورج عجيل قد دعا القوى الأمنية التدخل لحماية الموظفين المحاصرين في الطوابق السفلية والعلوية في الفندق، معلناً أن هناك محاولة من بعض الشباب لإحراق الردهة الأساسية للفندق. وبعيد مناشدته شوهد حريق في مدخل الفندق، كما شوهد عدد من المحتجين يرمون الحجارة من على شرفات الفندق.

وجرت مواجهات بين مجموعات من الأشخاص والقوى الأمنية في وسط بيروت، حيث شهدت جميع المنافذ الرئيسية وغير الرئيسية التي توصل إلى مجلس النواب في وسط بيروت من جهة ساحة الشهداءشارع البلديةساحة رياض الصلح، محاولات اقتحامات للمنطقة والوصول إلى مبنى المجلس فتصدت لها القوى الامنية وفرّقتهم بالقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.

 واعلنت قيادة الجيشمديرية التوجيه في بيان أنه  أثناء قيام وحدات من الجيش أول من أمس «بعمليات حفظ الأمن وأثناء الإحتجاجات التي حصلت في منطقة بيروت، تعرض العسكريون للرشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة والمولوتوف ما أدى إلى وقوع 105 إصابات بينهم 8 ضباط إصابة إثنين منهم بليغة. وتم توقيف أربعة أشخاص ممن كانوا يقومون بأعمال شغب وتكسير وتعد على الممتلكات العامة والخاصة والدخول إلى كل من: وزارة الخارجية والمغتربين، وزارة الطاقة والمياه، وزارة البيئة، مبنى جمعية المصارف، والعبث بمحتوياتها كما أضرموا النار في مبنى يقع في محيط البرلمان وفندق Le Gray، وشاحنة وآلية بوكلين. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

وفي بيان آخر، ذكرت قيادة الجيش صدر أن وسائل التواصل الاجتماعي تداولت صوراً تظهر أحد الأشخاص باللباس المدني، وهو يطلق النار باتجاه المتظاهرين مدعيةً أنه رئيس مكتب أمن بعبدا العقيد جان غنطوس.

ونفت القيادة هذا الخبر جملة وتفصيلاً، مؤكدةً أن الشخص الذي ظهر في الصور ليس من عديدها، وأن عناصر الجيش لم يطلقوا أي نوع من أنواع الرصاص الحي باتجاه المدنيين في وسط بيروت.

ودعت المواطنين «إلى عدم تداول مثل هذه الشائعات والإنجرار خلفها، والاعتماد على البيانات الصادرة عن مديرية التوجيه والتي تنشر عبر صفحاتها الرسمية والتطبيقات التابعة لها والموقع الرسمي للجيش».

وحذرت قيادة الجيش، عبر «تويتر»، بعض المتظاهرين «الذين تجاوزوا الأطر السلمية للتظاهرات، وعمدوا إلى القيام بأعمال شغب وتكسير وحرق وتعد على الممتلكات العامة والخاصة»، مؤكدةً أنها ستتعامل مع هؤلاء بالطرق المناسبة، كما جددت دعوتها للعودة إلى سلمية التظاهر.

وأمس تجددت أعمال الشغب حيث دخل متظاهرون  إلى مبنيي وزارتي الأشغال والمهجرين في ستاركو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى