مدينة تدمر الأثرية بتصميم روسي لنموذج ثلاثيّ الأبعاد لتسهيل إعادة ترميمها
أنهى علماء من معهد تاريخ الثقافة المادية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم نموذجاً مفصلاً ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر الأثرية، للحفاظ على الموقع التاريخي وتسهيل إعادة إعماره وفق ما أفاد المعهد في بيان صحافي أمس الأول.
وأعلن المعهد وفق وكالة سبوتنيك عن استكماله مشروعاً يهدف إلى إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، موضحاً أن النموذج ثلاثيّ الأبعاد هو نظام البيانات الرقمية الأكثر دقة وتفصيلاً وقد تم تطويره من أجل الحفاظ على تدمر القديمة وإعادة بنائها للأجيال القادمة، مشيراً إلى أنه تم تقديم النموذج إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف في الجمهورية العربية السورية.
الدكتور محمود حمود مدير الآثار والمتاحف، أشار في تصريح لـ سانا إلى أنه بعد الدمار الكبير الذي لحق بمدينة تدمر الأثرية على يد تنظيم «داعش» الإرهابي فقد قام الأصدقاء الروس في جمعية الأكاديمية الروسية للعلوم ومتحف الأرميتاج بمشروع توثيق ثلاثي الأبعاد للمدينة.
وبيّن حمود أن تنفيذ المشروع تمّ على مرحلتين، حيث جرى الانتهاء من المرحلة الثانية التي تعتبر مهمة جداً لتوثيق الأضرار في المدينة والتنقيبات الأثريّة غير الشرعية لتكون خطوة حقيقيّة على طريق ترميم وتأهيل مدينة تدمر.
وأكد مدير الآثار والمتاحف أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع بالتعاون مع الجانب الروسي لخدمة التراث الثقافي السوري تتضمن ترميم القطع الأثرية وإعادة تأهيل متحف تدمر التاريخي بشكل كامل.
وكانت مجموعة من باحثي المعهد تعمل على النموذج الرقمي ثلاثي الأبعاد منذ العام 2016 وذلك بعد تدمير الموقع من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضح المعهد في بيانه أن على مدى السنوات الأخيرة أكمل المعهد وشركاؤه مشروعاً واسع النطاق يقدر إجمالي مساحته بـ20 كيلومتراً مربعاً حيث تم أخذ أكثر من 55000 صورة جوية عالية الجودة من أجل إنتاج النموذج الذي يضمّ نحو 700 مليون مضلع.
كما ترافقت الصور الجوية مع عدة آلاف من الصور الأرضية التي توثق القطع الأثرية الرئيسة في الموقع الذي تضرر بشدة من قبل الإرهابيين.
وأشار البيان الصحافي إلى أن الاختصاصيين في المعهد كانوا من بين الأوائل في العالم الذين أعلنوا عن ضرورة حفظ هذا المعلم الأثري والحفاظ على البيانات الخاصة به للأجيال القادمة.
وفقدت تدمر التي كانت عاصمة إمبراطورية التدمريين وواحدة من أغنى مدن الإمبراطورية الرومانية العديد من القطع الأثرية المهمة في الهجوم الأول لتنظيم «داعش» الإرهابي في عام 2015 بينها معبد بل ومعبد بعل شمين وقوس النصر والأعمدة في وادي المقابر.
وحرّر الجيش السوري المدينة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي دمّر الكثير من معالم المدينة الأثرية في آذار 2017.