الوطن

تحذيرات من استعادة العصابات الإجرامية نشاطها ودعوات للاتفاف حول المؤسسة العسكرية المجموعة الإرهابية الفارّة تصطدم بالجيش في الضنية: استشهاد 4 عسكريين في البداوي ومقتل التلاّوي وملاحقة عناصره

تمكّن الجيش من قتل المجرم خالد التلاوي، الإرهابي الضالع في جريمة كفتونالكورة،  والرأس المدبّر للخلية الإرهابية التي كانت قد اعتدت على عناصر مخابرات الجيش مساء أول من أمس في منطقة جبل البداوي، في بلدة كفرحبوالضنية، بعد فراره مع ثلاثة عناصر كانوا معه في اتجاه الضنية، إثر عدم امتثالهم لأوامر حاجز الجيش عند مدخل بلدة عشاشقضاء زغرتا.

وعلى بعد 400 متر من هذا الحاجز، أردى الجيش التلاوي قتيلاً، فيما كان هارباً مع الثلاثة الآخرين بعد مداهمة شقة في البداوي اختبأ فيها الارهابيون.

تمكن الجيش اللبناني من القضاء على الإرهابي خالد التلاوي بعد تحديد مكان الخلية الارهابية التي يتزعمها في أحد البساتين بين الضنية وزغرتا وتسمى «سهل دنحي»، حيث اشتبك مع العناصر المطلوبين الثلاثة، وتمكنوا من قتل التلاوي في حين تستمر ملاحقة العنصرين الآخرين.

وسقط أربعة شهداء من عناصر الجيش اللبناني أثناء مداهمة شقة كان يتواجد فيها إرهابيون على رأسهم المطلوب التلاوي، مساء الأحد، حيث حاولت دورية من مخابرات الجيش  مداهمة شقة في مخيم البداوي تحصن فيها الإرهابي المطلوب، وهو أحد العناصر الإرهابية المشاركة بجريمة كفتون في الكورة، وفور وصولهم إلى المكان ألقيت باتجاههم قنبلة يدوية أعقبها رشقات نارية ما أدى لاستشهادهم على الفور.

بعدها نفذ الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً في منطقة جبل البداوي ومحيطه، بالاضافة لدوريات مكثفة وحواجز متنقلة في جميع الشوارع والمناطق المحيطة.

وبعد تأكيد خبر استشهاد ثلاثة عسكريين في خلال المداهمات الليلية، أعلنت قيادة الجيشمديرية التوجيه، في بيان أمس،  أن «إلحاقاً ببيانها السابق المتعلّق بعملية الدهم في منطقة جبل البداوي حيث ألقى رأس الخلية الإرهابية التي نفذت عملية كفتون، المطلوب خالد التلاوي رمانة يدوية وأطلق النار على عناصر الدورية ما أدى إلى استشهاد 3 عسكريين وإصابة رابع بجروح بليغة أدّت إلى استشهاده لاحقاً، فقد طاردت وحدات الجيش الخلية الإرهابية التي فرّت من المنطقة في اتجاه محلّة رشعينطريق بنحي عند الساعة 3.30 فجراً، وعمدت إلى تطويق المحلّة المذكورة حيث اختبأ الإرهابيون. وخلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار في اتجاه أحد العسكريين الذي ردّ عليه بالمثل، ما أدى إلى مقتله على الفور، وتجري ملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية لتوقيفهم». 

واتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  بقائد الجيش العماد جوزف عون، واطلع منه على وقائع ما حصل في جبل البداوي في المنية، وطلب منه نقل تعازيه إلى ذوي الشهداء. وتعليقاً على الحادثة الأليمة، قال عون «مرّة جديدة، يدفع أبطال الجيش اللبناني من دمائهم ثمناً للتصدي للإرهاب وحفظ أمن المجتمع وسلامته». اضاف «من أجل الشهداء الذين سقطوا، علينا أن نترفع عن الأنانيات ونعطي الفرصة لوطننا للنهوض، ولشعبنا للالتفاف حول دولته ومؤسساته».

استنكار وتحذير

كما صدرت مواقف استنكرت الجريمة الإرهابية،  محذّرةً من استعادة الجماعات الإرهابية نشاطها التخريبي في لبنان. وفي هذا السياق أشار رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى أنه «مجدداً يعمّد جنود الجيش اللبناني السلم الأهلي بالتضحية والدماءفليُحم ظهر المؤسسة العسكرية بالوحدة والتماسك والالتفاف حول دورها».

وسأل»هل المطلوب المزيد من الشهداء كي ندرك أن لبنان ما زال ضمن دائرة خطر الإرهاب وشياطينه التي بدأت تستيقظ؟». وختم «الرحمة للشهداء الذين سقطوا وأحرّ التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية».

وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش جوزاف عون واتصالاً بمدير المخابرات أنطوان منصور، حيث قدم لهما التعازي باستشهاد 4 من جنود الجيش اللبناني خلال مداهمة البداوي. وغرّد على «تويتر»: «هو ثمن الشرف والتضحية والوفاء، يدفعه الجيش اللبناني، لحماية لبنان والسلم الأهلي والاستقرار الأمني. ثلة جديدة من قوافل شهداء الوطن يقدمها الجيش لأجل لبنان واللبنانيين. لا خوف على وطن يحميه هذا الجيش وتسهر قيادته الحكيمة على تحصين سياج وحدته الوطنية».

بدوره، أكّد الرئيس المكّلف تأليف الحكومةمصطفى أديب، أنّ «​المؤسسة العسكريةلم تبخل يوماً عن بذل كلّ التضحيات في سبيل الوطن». وأعرب عن ألمه في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، لاستشهاد العسكريين  «في مواجهة مع إرهابيّين جبناء، يريدون ترويع المجتمع بتطرّفهم وإجرامهم، فلاقوا في صدور جيشنا السدّ المنيع. فليرحم اللهشهداء الجيش، وليمنح أهلهم الصبر والعزاء».

وكتبت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر على «تويتر»: «إن الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني هو إعتداء على كل لبناني ولبنانية. دماء شهداء الجيش توحّدت مع دماء شباب كفتون. نقدّم التعازي لأهالي الشهداء الأبطال الذين سقطوا في عملية البداوي ونؤكد أنه يتمّ الضرب بيد من حديد لمنع تكرار مثل هذه الاحداث الإرهابية، وسيلقى المجرمون عقابهم».

وغرّد رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل على حسابه عبر «تويتر» قائلاً «مع ارتفاع الصليب، ارتفع أربعة جنود إلى مرتبة الاستشهاد في مواجهة مع ارهاب داعش»، مضيفاً «مخاطر عودة الارهاب تلوح مجدداً، هناك من يموّل ويسلّح ويغذّي «سياسة التوسّع» تكون بالثقافة، بالإنماء، بالتجارة، وليس بالإرهاب! الشعب اللبناني لن يكون حاضناً وسيتصدى لها. لم ننسَ نهر البارد بعد! الرحمة للشهداء».

كما غرّد النائب شامل روكز على «تويتر»: «نؤدي تحية شكر وإجلال لروح كل شهيد ولكل جريح من رفاق السلاح الذين استشهدوا وأُصيبوا في عملية دهم المطلوبين الارهابيين».  أضاف: «يوم كان الإرهاب خطراً لم يوفروا جهداً لهزيمته، واليوم مهما كان الخطر ستبقى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء بالمرصاد، كما دوماً، صوناً للبنان ودفاعاً عن شعبه».

وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب الدكتور قاسم هاشم عبر حسابه على «تويتر»، إلى أنه «مرة جديدة تمتد يد الإرهاب لتنال من هذا الوطن باستهداف الجيش الوطني اللبناني ولترتفع قامات شهدائه رايات عز ومجد ليبقى الوطن مصاناً بدماء الشهداء الذي يسقطون ليبقى وطن الكرامة والعزة». وتابع «واليوم ننحي أمام هذه التضحيات والتحية لهذه الدماء الوطنية التي تروي الأرض حماية للوطن والانسان».

كما عزّى رئيس «الحركة الشعبية اللبنانية» النائب مصطفى حسين قيادة المؤسسة العسكرية وأفرادها وعائلات شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا أول من أمس، «خصوصاً أنهم جميعاً من عكار التي تقدم دوما خيرة شبابها دفاعاً عن لبنان».

وقال في بيان «لم يبخل الجيش اللبناني يوما بتقديم ابطاله على مذبح الوطن صوناً لأمنه وأمان شعبه، وما حصل (أول من) أمس مدان ومرفوض، فمن المؤسف التعرض للجيش اللبناني والغدر به»، ونتمنى «على الجميع الالتفاف حول الجيش ودعمه، وعدم تغطية اي مركتب او مجرم او متآمر على لبنان».

كذلك، لفت الوزير السابق نقولا تويني في تصريح الى أن «الجيش اللبناني الباسل يدفع بدفعة جديدة من شبابنا شهداء الواجب في معركة ضد الإرهاب دفاعاً وعقاباً لمن اغتال شبابنا في كفتون، ويدفع بسخاء بروح أبطاله ضد التكفير وقوى الشر دفاعاً عن وطننا وأهلنا، رحم الله أولادنا البواسل يكتبون صفحات العز والكرامة بدمائهم الزكية».

وأجرى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد، مستنكراً الإعتداء الذي استهدف الجيش في البداوي، ووصف هذا العمل بـ»الإجرامي وبالغ الخطورة، وهو إعتداء مشين على أبناء مؤسسة الجيش الوطني التي ترعى أمن جميع اللبنانيين».

كما، وجه الخازن التعازي إلى قيادة الجيش ولعائلات الشهداء العسكريين، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، ودعا إلى «مضاعفة الجهود التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، لكشف المخططين عن هذه الأعمال الإرهابية وإنزال أشد العقوبات في حقهم».

ووجه الوزير السابق محمد داود داود عبر حسابه على «تويتر»، «تحية لأرواح شهداء الجيش اللبناني الذين لا يتورعون عن التضحية في سبيل حفظ لبنان، ودائماً يضبطون بوصلة الوطنية الحقة في الإتجاه الصحيح في زمن الإلتباس والمؤامرات والمتغيّرات».

وأعلن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن  «الجيش اللبناني في محاربته العصابات التكفيرية التي أدمنت الإرهاب نهجاً خدمةً للمشروع الصهيوأميركي في تخريب بلادنا وضرب مقومات القوة والاستقرار فيها، فهذه العصابات الإرهابية التي حصدت شهداء من الجيش الوطني كانوا يقومون بواجبهم الوطني في حفظ الأمن، تمعن في تآمرها الذي يكشف من جديد أن لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الإرهابي بشقيه التكفيري والصهيوني».

ودعا اللبنانيين إلى «احتضان الجيش والوقوف خلفه».  وطالب بـتكثيف التحقيقات لكشف المرتكبين والمحرضين والمتعاونين مع العصابات الإرهابية وإنزال أشد العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم.

ورأى «تجمع العلماء المسلمين» في بيان، أن «ما حصل بالأمس القريب في كفتون والذي حصل البارحة وأدى لاستشهاد أربعة أبطال من الجيش اللبناني، ليس بمعزل عما يحصل في المنطقة»، معتبراً أن «هؤلاء التكفيريين أدوات تسيرهم أجهزة استخباراتية عربية تدار من أجهزة مخابراتية صهيونية وأميركية تريد ضرب محور المقاومة بأهم موضع فيه وهو لبنان الذي كان ولا يزال يشكل خطراً حقيقياً على المشروع الصهيوني».

 بدورها، وجّهت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي «رسالة تقدير عالية إلى مؤسسة الجيش اللبناني، التي وفوق كل الأهوال التي تمر بها البلاد، تتصدى بالاضطلاع بمهمات حفظ الأمن والمساعدات الإغاثية والإنسانية في مواجهة الأوضاع الصعبة وتحديداً بعد انفجار الرابع من آب، وتقدّم ولا تزال التضحيات الجسام على امتداد مساحة الوطن، وآخرها المواجهة مع خلايا إرهابية قضى فيها أربعة شهداء من عناصر الجيش».

وإذ تقدمت بأحرّ التعازي من عائلات الشهداء ومن قيادة وأفراد الجيش»، تمنت «الشفاء العاجل للمصابين، على أمل أن تشفى البلاد مما أصيبت به من ويلات وأزمات، وأولى خطوات العلاج تحصين عمل المؤسسات الدستورية، وتأليف الحكومة المنتجة القادرة لكي لا تضيع كل التضحيات ونخسر آخر الفرص».

واعتبرت أمانة الإعلام في حزب «التوحيد العربي» في بيان، أن «هذا الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له الجيش، هو اعتداء على اللبنانيين لما تمثله المؤسسة العسكرية من ضمانة في حفظ أمن الوطن والمواطنين». وعزت  قيادة الجيش وذوي الشهداء، متمنيةً «الشفاء العاجل للجرحى والمصابين»، مؤكدةً أن «الجيش حامي الأمن الوطني ودعامة الاستقرار، والتعرض له مرفوض ومدان أياً تكن الأسباب والذرائع».

كذلك، نعى رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي في بيان، شهداء الجيش الـبطال «الذين سقطوا على مذبح الوطن وهم يؤدون واجبهم في سبيل تطهير البلد من الزمرة الارهابية المجرمة التي تعتدي على اللبنانيين وأمنهم ووطنهم»، وقدّم التعازي للمؤسسة العسكرية ولقائدها العماد جوزاف عون ولذوي الشهداء، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

وأكد باسم أهالي اتحاد بلديات الفيحاء وأبناء البداوي «الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية»، لافتاً إلى أن «هذه المجموعة الإرهابية ليست من منطقة البداوي ولا تمت بأي صلة لأهلها».

كما دان العديد من الشخصيات والقوى السياسية التعرض للجيش اللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى