الوطن

الأسد: ما من مفاوضات على الإطلاق مع «إسرائيل».. والحرب على الإرهاب لم تنتهِ

مرحلة عودة المهجّرين الأولى إلى مخيم اليرموك ستشمل ما يزيد عن 100 ألف شخص.. وإعادة العمل بأول كابل ضوئي انقطع خلال الحرب

 

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب في بلاده لم تنته بعد، «فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا، ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى، فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده».

من جهة أخرى، وخلال مقابلته مع وكالة «سبوتنيك»، أكد الأسد أن «السلام بالنسبة إلى سورية يتعلق بالحق، وهو أرضنا»، مشيراً إلى أن من الممكن إقامة علاقات مع «إسرائيل» فقط «عندما نستعيد أرضنا».

وتابع: «موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو 3 عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة إلى سورية يتعلق بالحقوق، وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع «إسرائيل» فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً».

وأوضح الرئيس السوري أن عقد محادثات مع «إسرائيل» يكون ممكناً «عندما تكون مستعدة، ولكنها ليست كذلك، وهي لم تكن مستعدة أبداً. لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعداً للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن، فإن الجواب هو لا».

وأكد أن سورية لا تجري في الوقت الحاضر أي مفاوضات مع «إسرائيل»، قائلاً: «لا، ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق».

وتعرّض الرئيس السوري لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيّته السابقة في تصفيتِه، بالقول إن ذلك انعكاس لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة على الاغتيال والتصفيات، موضحاً أن الولايات المتحدة تحتل «أرضنا، وهم يدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع.. حتى لو لم يكن لدينا أية معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهياً».

على صعيد آخر، أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبد المجيد أن «القيادة السورية أصدرت تعليمات للجهات المعنية، للبدء بالإجراءات العملية لعودة المهجرين إلى منازلهم في مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة دمشق».

وقال عبد المجيد: إن «القيادة السورية أبلغت الجهات المعنية بالقرار للبدء بالإجراءات العملية لعودة المهجرين من الفلسطينيين والسوريين من مخيم اليرموك إلى بيوتهم في المخيم وسيتم البدء بتنفيذ هذه الإجراءات خلال أيام» .

وأضاف أنه «تم فتح الشوارع الرئيسية والفرعية في المخيم منذ فترة، من قبل الورش الفلسطينية التي عملت منذ أكثر من عام على إزالة الركام والدمار من الشوارع، ومن بعض الأحياء الصالحة للسكن، وأبلغتنا الجهات المختصة في محافظة دمشق، أن العمل في إعادة البنية التحتية سيتزامن ويترافق مع عودة الأهالي إلى المخيم، وسيشمل المناطق الصالحة للسكن».

وأوضح أنه «يقطن في المخيم الآن حوالي أربعمئة عائلة، معظمهم من عائلات كوادر الفصائل التي دافعت عن المخيم وشاركت في قتال الإرهابيين لاستعادته وستشمل المرحلة الأولى بالسماح لأصحاب المنازل غير المدمّرة والصالحة للسكن، والمنازل التي هي بحاجة لترميم، على أن تقدم كل عائلة الأوراق الثبوتية لمنازلها».

قال إن العدد المتوقع عودته إلى المخيم في المرحلة الأولى يزيد عن 100 ألف شخص، حيث ستكون العودة على مراحل.

وأضاف «يوم الأربعاء، تمت عودة فتح مكتب بلدية اليرموك وعادت اللجنة المحلية وستبدأ خلال أيام طواقم البلدية للبدء بالإجراءات العملية لإعادة البنية التحتية في المخيم».

وتابع الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن «عدداً من العائلات المهجرة قدمت منذ أكثر من 3 أشهر الأوراق الثبوتية لملكية منازلها للجهات المعنية، والتي بدورها أعدت قوائم للذين سيسمح لهم بالعودة من أصحاب المنازل الصالحة للسكن أو القابلة للترميم بانتظار السماح لهم بالعودة بعد أن تتأكد بلدية اليرموك من صلاحيّة منازلهم للسكن والإقامة، وسيتم التدقيق الأمني للأشخاص الذين سيعودون للمخيم».

وعن عدد سكان المخيم من الفلسطينيين قبل الحرب قال عبد المجيد: «كان يقطن المخيم 180 ألف نسمة من الفلسطينيين وهناك عدد من العائلات السورية كانت تقطن المخيم والأحياء المحيطة به، وتعدادهم حوالي مليون شخص».

وحول وضع المخيم الحالي أوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ان «الورش الفلسطينية قامت بإزالة الركام والدمار من شارعي اليرموك وفلسطين وبعض الشوارع الفرعية، ونسبة الدمار في المخيم 40% وهناك 40% صالحة للسكن و20% بحاجة لترميم، وستبدأ المحافظة والبلدية خلال أيام بالعمل لإعادة البنية التحتية التي لن تستغرق وقتاً طويلاً ونتوقع خلال هذا الشهر أن يسمح للأهالي بالعودة.

الحكومة السورية بحسب عبد المجيد «هي المسؤولة عن إعادة تأهيل البنية التحتية في المخيم بالإضافة إلى دور وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الإنروا» التي ستعيد بناء المؤسسات التعليمية والاجتماعية والصحية الموجودة داخل المخيم. والأهالي سيقومون بترميم منازلهم.

يذكر أن مخيم اليرموك يقع في منطقة مساحتها 2.11 كيلومتر مربع بالقرب من مدينة دمشق، ويبعد حوالي 8 كم عن مركز المدينة، ويعد التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في العالم منذ حرب 1948 كان يضم مستشفيات ومدارس إلا أنه عانى كغيره من المناطق السورية من الدمار والتخريب نتيجة الحرب على سوريا وسيطرة المجموعات المسلحة عليه حيث تناوب على السيطرة عليه كل من الجيش الحر وجبهة النصرة (التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا) وفصائل تابعة لها وتنظيم داعش وفصائل تابعة له إلى أن تم تحريره عام 2015 ضمن اتفاق بين السلطات السورية والمسلحين برعاية روسية.

إلى ذلك، أعلن وزير الاتصالات السوري أياد الخطيب، «أننا أعدنا الكابل الضوئي بين دمشق ودبي مروراً بالأردن ثم السعودية»، مبيناً أنه «أول كابل أنقطع خلال الحرب».

من جهة ثانية أعرب وزير الاتصالات عن تقاؤله بأن يرخص المشغل الثالث للهاتف النقال قبل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى ان هذا المشغل وطني والعمل مستمر في هذا الموضوع لاستكمال الإجراءات.

وجاء هذا بعد أن أعلن الخطيب الشهر الماضي عودة خدمة الإنترنت في سورية عقب انقطاعها بسبب عطل في الكابل الضوئي بين مدينتي حمص وطرطوس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى