ثقافة وفنون

«لآخر العمر»… تجربةٌ جديدة في العمل الدراميّ وتصوير حقيقيّ لجرائم الإرهاب على سورية

} شذى حمود

يقضي فريق عمل الفيلم الروائيّ لآخر العمر جلّ أوقاته حالياً في جنبات وأحياء حي جوبر الدمشقي الذي عانى لسنوات من جرائم الإرهابيين واعتداءاتهم لتقدم لنا عدسة المخرج باسل الخطيب رؤية فنية لحدث حقيقيّ يتعلق بما طال مجموعة من الصحافيين السوريين على يد الإرهاب.

الفيلم الذي تنتجه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وكتبه السيناريست سامر محمد إسماعيل يصنف ضمن نمط الدراما الإنسانية مقدماً قصة صحافية تتعرّض للاختطاف على يد إرهابيين أثناء ممارسة عملها قبل أن يقوم جنودنا البواسل بتحريرها وإعادتها سالمة إلى أهلها.

مخرج العمل باسل الخطيب بيّن في تصريح صحافي له أن فيلمه الجديد «لآخر العمر» يسلط الضوء على الجهد الذي بذله الإعلاميّون السوريّون من خلال تغطيتهم للحرب على سورية وما تعرّضوا له من مخاطر ومنهم من استشهد في سبيل نقل الحقيقة للناس في ظل التضليل الإعلامي الذي رافق الحرب منذ بدايتها بهدف التأثير على معنويات السوريين وإضعاف عزيمتهم، مشيراً إلى أن هذا العمل هو بمثابة تكريم لما قدّمه إعلاميونا الذين لم تقل تضحياتهم أهمية عما قدمه أبطال الجيش العربي السوري.

ولفت مخرج فيلم «دمشق حلب» إلى أن هذه التجربة هي الثانية له مع السيناريست إسماعيل بعد فيلم «وعد شرف» الذي كان أيضاً دراما حربية، واصفاً إياه بأنه من الكتاب الموهوبين لما يتمتع به من خلفية ثقافية وأدبية عالية إضافة إلى معايشته الأحداث، فكان قادراً على نقل نبض ما يجري على الورق لتأتي مهمة المخرج في نقل ما كتب إلى الشاشة بطريقة احترافية.

وكشف الخطيب عن وجود أعمال سينمائية ودرامية قادمة تسلط الضوء على عشرات الوقائع التي عشناها في الحرب، معتبراً أن تقديم ما عاناه الشعب السوري خلال سنوات الحرب واجب ومسؤولية على كل فنان سوري تجاه بلده وجيشه وإعلامه وثقافته.

بطلة الفيلم الفنانة رنا شميس التي جسدت شخصية الصحافية لارا وساهمت في نقل وقائع الحرب بأكثر من منطقة وخطفت من قبل مجموعة إرهابية عبّرت عن سعادتها بالوقوف للمرة الأولى أمام عدسة المخرج الخطيب من خلال السينما التي تعتبرها الفن الأقرب إلى الواقع والأصدق في نقل الأحداث.

الفنان باسل حيدر الذي يجسّد شخصية أنس قائد تنظيم إرهابي يقوم باختطاف الصحافية وتعذيبها ثم لا يجد في النهاية أمامه إلا العودة إلى حضن الوطن لفت بدوره إلى أن كل شخصية يقوم بأدائها تترك أثراً في داخله ولا سيما إذا كانت ذات عمق درامي ونفسي، مبيناً أن التعامل مع المخرج الخطيب مختلف باعتباره يمتلك مفاتيح خاصة به.

شخصية المصور الميداني أسامة الذي يستشهد جراء تعذيب الإرهابيين له جسدها الفنان إبراهيم عيسى، حيث لفت إلى خصوصية الفيلم لأنه الأول في مجال تسليط الضوء على تضحيات الإعلاميين وبطولاتهم تحت إدارة المخرج باسل الخطيب.

الفنان وليم فارس الذي يؤدي شخصية «أبو الوليد» أحد الإرهابيين ويقوم بخطف الصحافية لارا بين أن الهدف من الفيلم فضح جرائم الإرهابيين بحق البشر والحجر.

وحول الأجواء العامة لتصوير الفيلم في منطقة مثل جوبر أوضح عادل غنام مشرف الإضاءة والتصوير أن هناك بعض الصعوبات التي اعترضت فريق العمل تتعلق بطبيعة الأماكن والمواقع ما تطلب جهداً مضاعفاً في إعدادها وتأمينها، معتبراً أن هذه النوعية من الأفلام تحظى بمشاهدة أكبر لدى الجمهور داخل سورية وخارجها لكونها تتناول محوراً مهماً من هذه الحرب على وطننا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى