ثقافة وفنون

نبضُ يأبى أنْ يموت

} عناية أخضر

 

وهدَأت العاصِفةُ الى حينِ إشعارٍ آخر !!

ولا ندري الى متى، أو كيف، أو الى اين يأخذنا الحنين..

كالبراكين..

حين تتفجّر من اعماقِ الجبال تغيّر معالم الطبيعة متمرّدة على كلّ ثابتٍ ومتحرّك تجرفُ ما علق من رواسِخ غير آبهة لِمَ تُحدِثهُ من خراب.. هكذا تلهبُ النيرانُ الأفئدَةَ عند كلّ فقدٍ أو عند كلّ شوقٍ أو غياب.

فجلدُ الذّات لم يُجدِ ولا الحرمان يوقف الإدمان.. ولا الممنوع يوقف ذلك التمرّد والعصيان.. انّه الوجد المنفلِت من قيد العقل يحرّكه القلب يضخّه في الشرايين فيشتد الألَم.. ويكبر الحنين.

فبين الألَمِ والأمَل، وبينَ الحلُم والواقٍع، وبينَ الحقيقةِ والخَيال، نبضٌ يأبَى أنْ يموت..

يعيشُ فينا ومعنا في عوالِمنا الثّلاثة.. بين ماضٍ نحنّ إليهِ.. وحاضِرٍ نكابدُه.. ومستقبلٍ نرقبُه، وخوفٍ من كلّ ذلك حيثُ لا للشّوقِ حدودٌ ولا للحبّ انتهاء، ولا للقدرِ ان يمحوَ ما خطّه القلَم.

نبقى معاً

نبقى ندورُ دوران الأرضِ حولَ نفسها في حلقةِ الوَعي المُدرَك وفضاءِ اللاّوعي الخارِج عن نطاقِ الزَّمَكان..

ويبقى اللّغز الكامِن فينا كشيفرَةِ الإجنّة في الأصلاب..

نتوارثُها من دونَ انْ نستطيعَ فكّ طلاسمها المبتدئة بكلمةِ «كن» والمنتهية بالانتقال من السّبات الى عالَم اليقظة.. هكذا تُولَد فينا المشاعِر من دون أنْ ترحلَ منّا ولا نملكُ فيها حقّ التّصرف.. كفرَسٍ جموح تقاوِمُ الرّيحَ ولا تعرِف معنَى الانكسار.

..

وإلى حين إشعار آخر.

(يتبع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى