الوطن

عون: متمسكون بالمبادرة والعقوبات الأميركية زادت التعقيدات دوريل: لحكومة مَهَمّة مقبولة من جميع الأطراف لتباشر بالإصلاحات

الموفد الفرنسي جال على المسؤولين والتقى حزب الله

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن «لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق إلاّ من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة»، لافتاً إلى أن «العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً». فيما  شدّد مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، على «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة مَهَمّة وكفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي».

وكان دوريل الذي يزور بيروت، جال أمس على كبار المسؤولين فزار برفقة السفيرة الفرنسية آن غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس عون في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشار أسامة خشّاب.

وأبلغ عون الموفد الفرنسي، أن «لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق إلاّ من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لإخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمرّ بها».

واعتبر أنّ «عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تُعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة نقابلها بإصرار على تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة أشهر لشركة «الفاريز ومارسال» تأميناً لهذه الغاية».

ولفت إلى أنّ «الهمّ الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلاً عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا، إضافةً إلى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت»، لافتاً إلى أنّ «العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً».

وذكر رئيس الجمهورية أنّ «كلّ هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لإقرار قوانين إصلاحية ضرورية»، مشيراً إلى «أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة».

وحمّل الرئيس عون دوريل تحياته إلى نظيره الفرنسي، مقدّراً «وقوفه إلى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وهذا غير مسبوق لأن الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان»، مجدّداً «التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في إدانة الاعتداءات الإرهابية والإجرامية التي حصلت أخيراً ومنها الاعتداء في مدينة نيس».

وكان دوريل نقل إلى عون تحيات ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكداً «متانة العلاقات بين البلدين»، لافتاً إلى «دقة الأزمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي».

وأشار إلى أنّ «فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدّة، لا سيما منها المجال التربوي»، مذكّراً بأن «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».

بعدها، انتقل دوريل والوفد المرافق  إلى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه برّي على مدى ساعة غادر بعدها الموفد الفرنسي من دون الإدلاء بأيّ تصريح، فيما وصف برّي اللقاء بـ «الجيد»، شاكراً الرئيس الفرنسي الذي «يحمل همّ لبنان»، مؤكداً «الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات لا سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد».

واعتبر برّي «أن المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها اختصاصيون يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى برّ الأمان أمام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً».

وبعد عين التينة توجه دوريل والوفد المرافق إلى كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، بحضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والنائب السابق غازي العريضي، وجرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة.

وبعد الظهر زار دوريل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في مكتب الكتلة بحارة حريك، وغادره من دون الإدلاء بأيّ تصريح. أمّا رعد فقال في دردشة مع الإعلاميين بعد اللقاء «إنّ دوريل جاء في مهمة استطلاعية في موضوع تشكيل الحكومة، وإن اللقاء أكد استمرار المبادرة الفرنسية وضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود الورقة الإصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر».

وأشار إلى أنّ الموفد الفرنسي تمنّى التعاون مع الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري، لتذليل العقبات، ولم يأت على ذكر نوعية العقد الحكومية ولم تتم مناقشتها.

وشدّد رعد على أننا «مسؤولون قدر المستطاع عن الإسراع في تشكيل حكومة، لأن وضع البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي مزرٍ».

ورداً على سؤال عن عقوبات أوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة، استغرب «مثل هذا الكلام الذي لم يؤتَ على ذكره ولا يمكن تحديد من يعرقل قيام الحكومة».

ومن حارة حريك انتقل دوريل إلى بيت الوسط للقاء  الحريري، حيث استعرض معه مجمل الأوضاع في لبنان وموضوع المبادرة الفرنسية وملف تشكيل الحكومة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى