ثقافة وفنون

ضمن فعاليات أيام الثقافة السوريّة… إنتاجات ثقافيّة وفنيّة ضمن جدران سجن دمشق المركزيّ لبانة مشوِّح: علينا التعاون على إعادة دمج هذه الشريحة ضمن المجتمع وتأهيلها

 

} رانيا مشوح

بهدف دمج شرائح المجتمع كافة تحت مظلة الوطن وضمن إطار مذكرة التفاهم بين وزارتي الثقافة والداخلية، واحتفاءً بأيام الثقافة السورية تحت شعار «ثقافتي هويتي» أقام المركز الثقافي العربي في سجن دمشق المركزي « سجن عدرا» فعالية ثقافية فنية تضمنت معرضاً شاملاً (معرض فنيمعرض لمشغولات السجناءمعرض كتاب) وعرضاً مسرحياً وفنياً من أداء السجناء فرقة» أمل في سجن دمشق المركزي» ورسم وتزيين لجدران المدخل الأساسي للسجن بإشراف مديرية الفنون الجميلة في سجن دمشق المركزي «سجن عدرا»، بحضور وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوِّح، حيث صرح الرحمون قائلاً: اليوم نفتتح هذا المعرض برفقة وزيرة الثقافة وحرصاً من وزارة الداخلية لإعادة تأهيل النزلاء ليصبحوا فاعلين لأسرهم ومجتمعهم بعد خروجهم من السجن، ما شاهدناه اليوم من الأعمال التي تتم داخل سجن دمشق المركزي والسجون في المحافظات الأخرى، دور وزارة الداخلية في أكثر من مرحلة منها مرحلة التعليم التي تتم بالتعاون مع وزارة التربية ومنح شهادات ابتدائية وإعدادية وثانوية وشهادات محو أمية وتعليم لغات وموسيقى ورسم، دائماً نسعى لتطوير التعليم وفي مجال الحرف هناك ورش خياطة ونجارة وحلاقة وتصليح سيارات وغيرها نعمل على تطويرها وشراء المستلزمات والدور الأول هو دور الإنتاج من خلال النزلاء الذين يمتلكون خبرات قديمة والدور الثاني تعليم بقية النزلاء أو الكادر الأكبر منهم وتعليمهم حرفاً ليكونوا أشخاصاً فاعلين ومندمجين في المجتمع بعد انقضاء مدة العقوبة. كما هناك ثمة نواة حرف في بقية السجون على تفعيلها وتطويرها.

وبدورها صرّحت مشوِّح في الإطار نفسه قائلة: نحن في رحاب سجن عدرا المميز جداً بالخدمات التي يقدمها للسجناء، وفي حضرة السيد وزير الداخلية في جولة تفقدية لمعرض فن تشكيلي وأعمال يدوية وأعمال حرفية وافتتاح جزء من مكتبة إضافي للمكتبة الموجود في السجن هي إهداء من الهيئة العامة السورية للكتاب، أنا سعيدة جداً هذا اليوم فهو خروج عن المألوف الذي اعتدنا عليه، عادةً نكون في المسارح وفي دور القراءة والصروح الثقافية واليوم نحن في صرح من نوع آخر، صرح يراعي وجود بشر يتعاملون بكل إنسانية وبكل احترام كما رأيت ويعملون على إعادة اندماجهم في المجتمع بعد انقضاء مدد سجنهم، هؤلاء يعملون في مهن يدوية والخياطة والصناعات وفي المهن التراثيّة التي تكاد تنقرض والتي تُعنى بها وزارة الثقافة ولمدة عشرة أيام فقط أقيمت ورشة فن تشكيلي أشرف عليها فنان تشكيلي انتدب من وزارة الثقافة ليطوّر من المهارات الفنية التشكيلية للنزلاء، أتمنى أن نتعاون سويةً لدمج هؤلاء في المجتمع ليمتلكون في أيديهم مهناً معطاءة تخدم التراث والثقافة. وهذا هو عمل الثقافة وهو الأخذ بيدهم للعمل بما يخدم المجتمع.

وعن الفعالية تحدثت فاتن سلهب مديرة المركز الثقافي في سجن دمشق المركزي: هذه الفعالية بمناسبة أيام الثقافة حيث تقام سنوياً ثلاث دورات متتالية في العام، حيث يتم انتقاء أجود المنتوجات وعرضها ضمن معرض في نهاية العام، في بداية افتتاح المركز تم الإعلان عن دورات وتمّ تطوير المواهب التي لمسناها من خلال هذه الدورات. وهناك دورات باللغات لمستويين والمستوى الثالث تحصل عليه من خلال المتابعة خارج السجن.

كما قالت الإعلامية لبنى مرتضى المشرفة على المعرض الفني: نشأت فكرة المعرض من خلال ورشة فنية بعنوان كيف ترى وهي ورشة فنية للرسم على الجدران تُعنى بما يشعر به السجين داخل السجن كان الهدف منها هو إخراج كافة المكنونات بداخل السجناء ضمن لوحات رسموها على الجدران، وكان هناك دعم من وزارة الثقافة بالمستلزمات وتسهيلات كبيرة من وزارة الداخلية.

وفي الإطار نفسه تحدّث حسين الديري المدير التنفيذي لجمعية رعاية المساجين وأسرهم في دمشق: جمعيتنا جمعية داخلية تعمل داخل سجن دمشق المركزي بقسميه النسائي والرجالي ودورنا هو دعم النزلاء وتقديم كافة الخدمات التي تساعدهم ليكونوا أعضاء فاعلين داخل السجن ومؤهلين بعد خروجهم من السجن وتقديم كافة مستلزمات العمل اليدوي وتأمينها لهم.

كما قال بسام سلطان عضو مجلس الإدارة في جمعية رعاية المساجين وأسرهم: هذه الفعالية هامة ليس فقط للنزلاء بل هي هامة لنا لنقدّم ما نقوم به للعالم بشكل راقٍ، حيث نقدم لهم المستلزمات التي يحتاجونها لإنتاج هذه الأعمال ومن ثم تسويقها في الأسواق الخارجية حيث يعود ريعها لأسر المساجين خارج السجن ونعمل على تأهيلهم لمتابعة حياتهم بعد خروجهم وانقضاء مدة عقوبتهم حيث يستعيدون اندماجهم بالمجتمع بشكل أسرع وأفضل.

كما كان لـ»البناء» لقاءات مع السجناء المشاركين في الفعالية حيث قال النزيل (ع.م ): شاركت بلوحات الخط والرسم لوحات خط عربي وفن تشكيلي، حيث كنت امتلك هذه الهواية سابقاً وعملت على تنميتها والاستمرار بها داخل السجن وخلال مدة قصيرة أنجزت لوحات عدة للمشاركة في هذه الفعالية.

كما قال النزيل (أ.و): سعيد بالمشاركة حيث قدمت أعمالاً من الخرز والحفر على الخشب، وكان لدي حافز كبير لعرض أعمالي في هذا المعرض.

أما النزيل (أ.م): شاركت بأعمال من الخزف والأرابيسك وكنت متحمّساً جداً للعمل وعرض منتوجاتي من خلال هذا المعرض، حيث بدأت معي هذه الهواية من داخل السجن منذ أربع سنوات وإدارة السجن قدمت لنا كل ما نحتاجه من مواد ودعم.

وفي الإطار نفسه قال النزيل ( ب.ز ): قدّمت أعمال أرابيسك من مواد أولية بسيطة جداً وهو عمل يدوي. المواد كانت مؤمنة بشكل مناسب وكنت سعيداً بفكرة المعرض ورغم أنني لم أكمل عملي بعد لكني أحببت أن أقدم فكرة عما نقوم به من حرف داخل السجن.

كما قال النزيل (ب.غ): قدمت آلات وصناعات قمت بتصنيعها بشكل يدوي من براميل المازوت قمت بتأهيلها وعملت منها غسالة يدوية كما قدمت آلة تعقيم ملابس وورشة تصنيع كبيرة داخل السجن.

أما النزيل (أ.م) فقال: أعمل بمجال الأحذية ضمن السجن من مواد الجلد الطبيعي من خارج السجن وقمت بتصنيعها من أجل المشاركة في المعرض فهي حرفتي الأساسية خارج السجن.

كما كانت لنزيلات سجن النساء مشاركات ضمن المعرض، حيث قال (إ.ح) : شاركت بصناعة صناديق أشغال يدوية وخرز منذ عامين داخل السجن، سعيدة بالمشاركة في المعرض فهو يعطيني شعوراً بأنني أقدم شيئاً له قيمة في المجتمع.

كما قالت النزيلة (م.ن) عن مشاركتها: مشاركتي من خلال أعمال بالصوف للصغار والكبار وهي هواية موجودة لديّ من خارج السجن وأكملت فيها داخل السجن.

وفي الإطار نفسه قالت النزيلة (إ.م): قدمت أعمالاً في المعرض من خلال إعادة تدوير أشياء تالفة وتأهيلها من جديد وإدارة السجن قدمت لنا الدعم اللازم والتسهيلات، حيث بدأت هنا في هذه الحرفة لمتابعتها خارج السجن بعد انقضاء مهلة عقوبتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى