أولى

الجولان يقول الكلمة الفصل

توهّم الكثيرون من الذين لا يزالون أسرى النظريّة البائدة لأنور السادات عن 99% من الأوراق بيد أميركا، أن مجرد الإعلان الأميركي عن الموافقة على قرار كيان الاحتلال بضمّ الجولان يُنهي قضية الجولان المحتل ويُسقط العزم والإرادة لبقاء قضيّته على قيد الحياة، سواء بالنسبة للدولة السورية، وبصورة أخص لدى أهالي الجولان الذين يستهدف القرار الأميركي إفهامهم بعدم جدوى مقاومتهم ودعوتهم للتعامل مع الأمر الواقع كنهاية لقضيتهم والرضوخ لهذا الواقع والانضواء ضمن مفاعيله.

على مستوى الدولة السورية كانت مواقف الرئيس بشار الأسد ووزارة الخارجية المتلاحقة، تأكيداً لالتزام يزداد قوة بهوية الجولان والتزاماً باعتبار قضية الجولان أولوية بالنسبة للدولة السورية، وفتح الباب لخيارات غير دبلوماسية لإبقاء قضيته ركناً في صناعة الاستقرار على مستوى المنطقة. وأظهرت العمليات العسكرية التي لم تتوقف في منطقة الجولان المحتل أن قضية الجولان بعد القرار الأميركي أصبحت أكثر حضوراً.

الأهم هو موقف أهالي الجولان المحتل، الذي وجّه رسالة الهوية والقوة في انتفاضة الأمس رداً على قرار البدء بتثبيت مراوح ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائيّة لحساب الكيان، وعلى حساب هوية الجولان والسيادة السورية عليه، وترجمة عملية لقرار الضمّ، فخرج أهل الجولان الى المواجهة باللحم الحيّ ومنعوا محاولة الانتهاك الصارخ لهويتهم وهوية السيادة على الجولان، واضطر الكيان بأمنه وسياسييه وحكومته الى التراجع أمام الانتفاضة الشعبية في الجولان، حاسماً بما لا يقبل النقاش أن القرار الأميركي كما القرار الإسرائيلي مجرد حبر على ورق.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى