المقداد وبوغدانوف يبحثان الجهود المبذولة لتوطيد الأمن والاستقرار.. والسفير آلا: قطع نظام أنقرة مياه الشرب عن الحسكة جريمة حرب
استشهاد مدنيين اثنين ونزوح عشرات آخرين جراء اشتباكات بين إرهابيي أردوغان وميليشيا (قسد) شمال الرقة
استعرض الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين خلال لقائه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوّرات الأوضاع في سورية والجهود المبذولة لتوطيد الأمن والاستقرار.
وفي هذا الإطار عبر الجانبان عن الارتياح لنجاح المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عُقد في دمشق الشهر الماضي وأهمية متابعة الجهود لتسهيل عودة اللاجئين الطوعيّة ووضع حد لتسييس الوضع الإنساني الذي يمارسه الغرب خدمة لأجنداته في سورية.
كما استعرض الجانبان تطوّرات العملية السياسية حيث تم التأكيد على أن هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية وبين السوريين ورفض أي تدخل خارجي في عملها أو مخرجاتها باعتبار أن مستقبل سورية يصنعه السوريون فقط وتم الاتفاق على متابعة التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين في هذا المجال.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين والدكتور رياض حداد سفير سورية لدى الاتحاد الروسي والدكتور عبد الله حلاق مدير مكتب وزير الخارجية والمغتربين وعلاء حمدان الدبلوماسي لدى السفارة السورية في موسكو، ومن الجانب الروسي السفير ألكسندر كينشاك مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية وايلبروس كوتراشيف السفير في وزارة الخارجية الروسية وفيتالي نعومكين مدير معهد الاستشراق الروسي.
إلى ذلك، أكد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حسام الدين آلا أن إقدام قوات الاحتلال التركي ومرتزقته على قطع مياه الشرب عن الحسكة والمناطق المجاورة لها يمثل جريمة حرب وانتهاكاً لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان ويهدف إلى تهجير المواطنين السوريين تماشياً مع أهداف هذا النظام التوسعيّة والاستعمارية.
جاء ذلك في رسالة إلى المفوّض السامي لحقوق الإنسان ومذكرات شفهية إلى بعثات الدول الأعضاء في جنيف والمقرر الخاص المعني بالحق في مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي حول المستجدات المتصلة بإيقاف قوات النظام التركي ومرتزقته تشغيل محطة علوك لضخ المياه.
وقال السفير آلا: بالإشارة إلى المذكرة السابقة رقم 205 بتاريخ 10-11-2020 والمتعلقة بأوضاع أكثر من مليون مواطن سوري يعانون من نقص في المياه الصالحة للشرب نتيجة توقف عمل محطة ضخ علوك قامت قوات الاحتلال التركي مجدّداً بقطع إمدادات المياه عن المحطة التي تمثل المصدر الرئيسي لتزويد أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة والمناطق السكنية المجاورة في مياه الشرب منذ الثلاثين من تشرين الثاني الماضي.
وأشار السفير آلا إلى أن مدينة الحسكة تواصل معاناتها من القطع المتكرّر لمياه الشرب حيث شهدت حتى الآن 17 انقطاعاً في إمدادات المياه منذ التاسع من تشرين الأول من العام الماضي إثر احتلال قوات الاحتلال التركي مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي حيث تقع محطة علوك.
وأكد آلا أن هذا الإجراء يأتي في إطار ممارسات النظام التركي الممنهجة التي تهدف إلى تهجير المواطنين السوريين من المناطق التي يحتلها لفرض تغييرات ديموغرافية تماشياً مع أهدافه التوسعية والاستعمارية بغض النظر عن الحاجات الإنسانية لسكان تلك المناطق ما يمثل انتهاكاً لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تضمن حق كل شخص بالوصول لمياه شرب آمنة كحق أساسي على جميع الدول القبول به إضافة إلى حق الحياة والحق في الصحة وخاصة في ظل التحديات المرتبطة بجائحة «كوفيد19» التي تتضمن تكثيف الجهود والإجراءات لتأمين خدمات الصحة العامة.
وبيّن مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن قوات الاحتلال التركي تفرض قيوداً مشددة على الأشخاص في المنطقة وتحرمهم من أرزاقهم، مضيفاً إنه علاوة على ذلك فإن هذه الممارسات لا تتوافق مع الالتزامات المتعلقة بتجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تعليق تعسفي لإمدادات المياه أو التي تتسبب بتلويث المياه أو الحرمان من استخدامها كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية. وهذا ما يفعله النظام التركي إما بشكل مباشر أو من خلال التنظيمات الإرهابية المرتبطة به.
وأشار آلا إلى أن «قطع المياه عن أكثر من مليون شخص يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ حماية المرافق الأساسية المدنية وتأمين تواصل عملها» مشدداً على أن «هذا التصرف يعتبر جريمة حرب تضاف لجرائم النظام التركي بالعدوان على الأراضي السورية واحتلال أجزاء منها».
وفي سياق متصل، استشهد مدنيان واضطر عشرات آخرون للنزوح من منازلهم بسبب الاشتباكات التي اندلعت بين مرتزقة الاحتلال التركي من جهة وميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي في منطقة عين عيسى بفي ريف الرقة الشمالي.
مصادر محلية أفادت لـ سانا باندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات إرهابية تحت غطاء من طيران الاحتلال التركي وبين ميليشيا «قسد» في قريتي الجهبل والمشيرفة في منطقة عين عيسى ما تسبب باستشهاد مدنيين اثنين على الأقل ووقوع خسائر بين الطرفين.
ولفتت المصادر إلى أن عشرات المدنيين نزحوا عن منازلهم في منطقة الاشتباكات خوفاً على حياتهم إضافة إلى وقوع دمار كبير في المنازل والممتلكات والمرافق العامة.
وتعرّضت منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي خلال الأسابيع القليلة الماضية لعشرات الاعتداءات بالقذائف والمدفعية من قبل الاحتلال التركي ما تسبب بارتقاء شهداء وتهجير العديد من العائلات.
وكانت الفصائل الموالية للاحتلال التركي أعلنت سيطرتها على قريتي الجهبل ومشيرفة على الطريق الواصل بين مدينتي تل أبيض وعين عيسى شمال محافظة الرقة، بعد ساعات من شنّ هجوم واسع بالقذائف الصاروخية والمدفعية.
وأظهر موقع فيديو نشرته صفحات موالية للفصائل التركية وصول عناصر من الفصائل المسلّحة إلى طريق «M4» شرق المدينة.
وتشهد المدينة وأريافها هجوماً عنيفاً من فصائل «الجيش الوطني» المدعومة تركياً، ترافق مع قصف بالطائرات المسيرة والمدفعية التركية.
وأرسلت قوات سورية الديموقراطية تعزيزات عسكرية واسعة من مناطق سيطرتها في الحسكة ومنبج وعين العرب، في محاولة لصد الهجمات العنيفة.
وكانت «قسد» أعلنت عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع الجيش السوري والروس، بهدف تنسيق الجهود للتصدي لأي عدوان تركي على مدينة عين عيسى.
ووفق الإعلان، انتشرت وحدات من الجيش السوري في 3 نقاط شمال وشرق وغرب مدينة عين عيسى، كخطوة أولى لعودة مؤسسات الدولة السورية إلى المدينة.
ووفق مصادر ميدانيّة، فإن الجانب الروسي طرح على «قسد» تسليم المدينة للجيش السوري وإعادة مؤسسات الدولة السورية إليها، لحمايتها من الهجوم التركي، لكن المقترح قوبل بالرفض.
وخرج عدد من أنصار «قسد» بتظاهرات احتجاجية أمام القاعدة الروسية في بلدة تل السمن جنوب مدينة عين عيسى، لمطالبتها بالضغط على أنقرة لوقف هجومها على المدينة وأريافها.